حكومة أردوغان.. صهر وصديق وصلاحيات غير مسبوقة
أردوغان حشد حكومته الجديدة من كبار الموالين له وبينهم أحد أفراد أسرته وصديق طفولته وقائد جيش وقف إلى جانبه.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبّأ حكومته الجديدة بكبار الموالين له، وبينهم أحد أفراد أسرته، إلى جانب صديق طفولته، وقائد الجيش الذي وقف إلى جانبه ليلة محاولة الانقلاب، في مؤشر واضح أنه عزم على ممارسة جميع السلطات الموسعة التي تم تسليمها له بموجب الدستور المعدل.
وفي تقرير نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية، بعنوان "أردوغان يستعرض عضلاته الجديدة بحكومة من كبار الموالين"، لمراسلتها في أنقرة، هانا لوسيندا سميث، قالت إنه أعلن التشكيل الحكومي في غضون ساعات من تنصيبه الليلة الماضية.
- مخطط التوسع الإخواني.. محاولة لتضميد الجراح تغذيها أطماع اقتصادية
- صهر أردوغان وزيرا للمالية.. صدمة للمستثمرين وهبوط عنيف لـ "الليرة"
وأشارت إلى أن تعيين صهره بيرات البيرق وزيرا للخزانة والمالية كان له تأثير فوري على الليرة التركية، التي انخفضت بنسبة 2.5% في غضون دقائق، حيث باع المستثمرون، الذين كانوا يتوقعون تعيين اقتصادي متمرس، الأسهم التركية.
ولفتت إلى أن انتقاء الوزراء من بين السلطات العريضة التي آلت إلى أردوغان بموجب النظام الجديد الذي بدأ بالقيام بعد أدائه اليمين، أمس الإثنين، ليؤمن بذلك موقعه باعتباره الزعيم التركي الأكثر قوة منذ عهد كمال أتاتورك، حيث تجعله الرئاسة التنفيذية المحَكَم النهائي لأي قانون يمر عبر البرلمان، وتسمح له بإعلان حالة الطوارئ وحل البرلمان، بعد إلغاء منصب رئيس الوزراء.
في السياق، قال بولنت أليريزا، مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "في النهاية، هذا هو نظام أردوغان الآن، وبصراحة ليس من المهم للغاية من هو الوزير لأنهم سينفذون سياساته".
وذكرت أن خلوصي أكار، قائد الجيش الذي خطفه الانقلابيون خلال محاولة الانقلاب عام 2016، أصبح وزيرًا للدفاع، في حين أن مصطفى فارانك، الذي نشأ مع أردوغان، أصبح وزير الصناعة والتكنولوجيا.
ونوهت بأن فوز أردوغان بفارق بسيط بنسبة 52.5% في الانتخابات الرئاسية قبل 15 يوماً كان مثيرا للجدل، حيث هيمن على التغطية الصحفية خلال الحملة لأن وسائل الإعلام تسيطر عليها بالكامل تقريباً الدولة أو رجال أعمال مخلصين.
ووفقا للصحيفة سارع الحكام الديكتاتوريون مثل رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، ورئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تهنئة أردوغان، لكن الرد جاء من أوروبا فاتراً، وانعكس ذلك في قائمة الضيوف الذين حضروا الاحتفال الرسمي.
وكان رؤساء باكستان والسودان والصومال من بين 22 قائدًا في حدائق القصر الذي بناه أردوغان قبل أن يصبح رئيسًا، وكان رئيس بلغاريا رومان رادييف هو الزعيم الوحيد لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وديمتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، الضيف الأبرز.
وأمس الإثنين، أدى أردوغان اليمين القانونية أمام البرلمان بعد 15 يوما من انتخابات تمد رئاسته حتى 2023، وقد تمدها حتى عام 2028، وهو بالفعل قد تولى السلطة على مدى 15 عاما، أولا كرئيس للوزراء ثم كأول رئيس يتم انتخابه بصورة مباشرة.