أردوغان يشحذ المال القطري.. كشف لـ"عورات" تركيا المالية
كلما سجل الدولار أرقاما قياسية أمام الليرة التركية هرع أردوغان إلى قطر على وجه السرعة طلبا للمال.
تتواصل ردود أفعال المعارضة التركية الرافضة لزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان التي أجراها مؤخرًا لقطر؛ إذ يرى المنتقدون فيها إهانة لأنقرة في سبيل البحث عن مال الحمدين.
وبحسب تقرير لصحيفة "جمهورييت"، السبت، فإن فائق أوزتراق، الناطق باسم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أكد أن "الغرض من الزيارة هو طلب المال" من نظام الحمدين.
وأضاف المعارض التركي: "كلما سجل الدولار أرقاما قياسية أمام الليرة التركية، هرع أردوغان إلى قطر على وجه السرعة. لكن لا بد أن يعلم أن الذي يتلقى أموالا من الخارج يتعود على تلقي الأوامر أيضا".
وتابع: "نرى أن أمير قطر بات ينظر إلى أردوغان بدونية كلما طلب منه الأموال"، مشددًا على أن مواضع ضعف الرئيس التركي تجعل الدولة مفتوحة لممارسة دول أخرى ضغوطا عليها وابتزازها.
أوزتراق أوضح أن من مواضع ضعف أردوغان أيضا، اضطراره إلى إطلاق سراح الراهب الأمريكي أندرو برانسون عام 2018 عندما لوحت واشنطن برفض عقوبات على بنك تركي حكومي متهم بخرق العقوبات على إيران، رغم حديث الرئيس سابقا عن عدم السماح له بالمغادرة.
ومضى في حديثه: "نفس الضعف ينطبق على علاقات أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث لم يحرك ساكنًا رغم فقدان 34 جنديا تركيا أرواحهم في قصف بإدلب شمال سوريا، خلال فبراير/شباط الماضي".
وأردف: "وبينما كان يجب على أردوغان محاسبة بوتين على قتل جنودنا رأيناه أسرع في الذهاب إلى روسيا. دع عنك محاسبة بوتين. أردوغان انتظره واقفا حتى قدومه".
تصريحات المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري بخصوص وقوف أردوغان أثناء زيارته لبوتين آنذاك يمثل إشارة لما رصدته عدسات الكاميرات من اضطراره والفريق المرافق له انتظار الرئيس الروسي في الكرملين لعدة دقائق وعلامات القلق والملل بادية على وجوههم.
وخلال الأيام الماضية، أعرب زعيم المعارضة التركية، قليجدار أوغلو، عن انتقاده لزيارة أردوغان لقطر، واعتبرها "مهينة بالنسبة لتركيا".
وكان حزب الشعب الجمهوري نشر، الخميس، مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي، قال خلاله قليجدار أوغلو: "لقد شاهدت اليوم صورة للرئيس أردوغان في الصحف وهو ينحني أمام أمير قطر. لماذا ينحني بهذا القدر؟ هل ينحني من أجل المال؟ نعم إنه منافسي السياسي، ولكن لا يجب أن ينحني هكذا أمام رئيس دولة أخرى. لقد صعقني هذا المشهد".
جدير بالذكر أن أردوغان أجرى الأربعاء الماضي زيارة قصيرة لقطر، عنوانها الأبرز ابتزاز الدوحة لتغطية فشله الداخلي وتمويل أطماعه الخارجية.
وتعد هذه ثاني زيارة يجريها الرئيس التركي للدوحة في 3 أشهر، وتأتي بعد أيام قليلة من تدخل أنقرة في الصراع الدائر بين أرمينيا وأذربيجيان بشأن إقليم نارغوني قره باغ المتنازع عليه، عبر دعم باكو بالسلاح والمرتزقة.
ومن الواضح أن الهدف الأبرز من زيارة أردوغان يكمن في طلب تمويل قطري لتدخلاته الجديدة بالصراع الدائر جنوب القوقاز، إذ لم يعد بمقدور تركيا تمويل حروبه الخارجية في ظل الأزمة الاقتصادية المحلية الخانقة.
الزيارة تأتي أيضا في وقت بات فيه أردوغان بوضع لا يحسد عليه جراء تعثر مؤامراته بليبيا، وتواتر الضغوط الدولية عليه لتدخلاته السافرة في شرق المتوسط والقوقاز، فيما يعاني داخليا نتيجة الفشل الاقتصادي وانهيار الليرة وتزايد السخط الشعبي