دراسة :سياسات أردوغان تسببت في تدهور سعر صرف الليرة
دراسة متخصصة تقول إن تدخل أردوغان في السياسة النقدية لم يطمئن المستثمرين في ظل توقعاتهم بتدخلات جديدة بعد فوزة في الانتخابات.
حملت نتائج دراسة متخصصة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤولية تدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار بسبب تدخلاته في السياسة المالية للبلاد التي تعاني عجزا كبيرا في الميزان التجاري .
وقالت دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، إن سياسات أردوغان أزعجت المستثمرين وسط توقعات بتدخلات جديدة منه بعد فوزة في الانتخابات.
وأضافت"الارتفاع الطفيف الذي سجلته الليرة الأسبوع الماضي لن يتواصل عبر الاعتماد على جهود البنك المركزي التركي في رفع أسعار الفائدة".
وأكد مركز المستقبل الذي يتخذ من الإمارات مقرًا له، أن رفع أسعار الفائدة فشل في احتواء التراجع الحاد في أسعار العملة التركية، إذ لا تزال المخاوف من تردي الأوضاع الاقتصادية في تركيا تهيمن على توجهات المستثمرين، وهو ما يرتبط بتزايد عجز الميزان التجاري.
وتقول ريم سليم الباحثة بمركز المستقبل، التي أعدت الدراسة " انخفاض الليرة لم يكُن وليد العام الحالي، فهي فقدت 20% من قيمتها منذ بداية 2018، لكن بصفة عامة يلاحظ تواصل هبوطها السنوات الخمس الأخيرة".
وتابعت سليم: سعر الدولار ارتفع تدريجيًا من 1.9 ليرة في يونيو/ حزيران 2013 حتى تضاعف عدة مرات إلى 4.5 ليرات في مايو/آيار 2018، وهو ما دفع بعض الخبراء إلى وصفها مؤخرًا بأنها إحدى أسوأ العملاء أداءً داخل الأسواق الصاعدة.
وتؤكد الدراسة أن عدة عوامل اقتصادية لعبت دورًا هامًا، منها تفاقم عجز الميزان التجاري، إذ شهد مارس/آذار الماضي ارتفاع عجز الحساب الجاري التركي إلى 4.812 مليارات دولار، مقارنة بـ4.5 مليارات دولار في الشهر السابق.
وتسبب انهيار العملة التركية في تزايد إرباك المشهد الاقتصادي التركي، ويقول مركز المستقبل، إن خسائر الليرة أمام العملات الأجنبية أدت إلى تراجع قوتها الشرائية، ومن ثم ارتفاع معدل التضخم الذي بات من أكبر المخاطر التي تواجه الاقتصاد التركي، حيث إن معدل التضخم السنوي للمستهلك قد بلغ ما يقدر بحوالي 12.2% في مايو/ آيار 2018، وذلك بزيادة قدرها 1.3% عن الشهر السابق من نفس العام.
كما تسبب انهيار العملة أيضا في تراجع ثقة وكالات التصنيف الائتماني بالاقتصاد التركي، فخفضت وكالة موديز في نهاية مايو /آيار الماضي تقديراتها لنمو الاقتصاد التركي لعام 2018 من 4 % إلى 2.5 %..
ونبهت الدراسة إلى أن مخاوف المدخرين من انخفاض قيمة الليرة قادتهم إلى تحويل مدخراتهم إلى الدولار الأمريكي وعملات أجنبية أخرى تحسبا لأن تنخفض قيمة مدخراتهم وقدرتها الشرائية بمقدار تراجع قيمة الليرة التركية، إذ تمثل العملات الأجنبية ملاذًا آمنًا لهم.