إرهاب أردوغان.. من إدلب السورية إلى طرابلس الليبية
سياسات الرئيس التركي كشفت مدى ارتباط نظامه بالمليشيات المسلحة التي تحقق أطماعه في عدد من البلدان العربية.
سلاح وإرهابيون وطائرات مسيرة، سياسة تركية تخريبية يتبعها نظام رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم في عدد من الدول العربية لخدمة التنظيمات الإرهابية التي أصبح دعمها على مرأى ومسمع الجميع.
سياسات "أردوغان" كشفت مدى ارتباط نظامه بالمليشيات المسلحة التي تحقق أطماعه في عدد من البلدان العربية، التقرير التالي يرصد أبرز محطات إرهاب "أردوغان" في تلك البلدان.
إدلب السورية
تعتبر منطقة إدلب الواقعة في الشمال السورية معقلا للجماعات الإرهابية المدعومة تسليحاً وتدريباً وتمويلاً من النظام التركي برئاسة "أردوغان".
ووفق وكالة الأنباء السورية "سانا"، كان آخر عمليات الدعم التي قدمها النظام التركي للإرهابيين إرسال دفعة جديدة من الأسلحة والذخيرة والعتاد إلى إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له في إدلب وريف حماة الشمالي.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصادر مقربة من التنظيمات الإرهابية أن النظام التركي أرسل إمدادات جديدة من الأسلحة إلى الإرهابيين لمساعدتهم في وقف انهياراتهم وخسائرهم المتلاحقة في ريفي حماة وإدلب.
ولفتت المصادر إلى أن قافلة عسكرية تركية وصلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى التنظيمات الإرهابية قرب جبل الزاوية بريف إدلب، تضم العشرات من العربات المدرعة وقاذفات صواريخ غراد وصواريخ "تاو" الموجهة المضادة للدبابات.
وتنتشر في منطقة خفض التصعيد في إدلب مجموعات إرهابية تنتمي إلى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المدرج على لائحة الإرهاب الدولية، إضافة إلى مجموعات إرهابية أخرى متحالفة، بينهم إرهابيون أجانب دخلوا عبر الحدود التركية بدعم وتسهيل من النظام التركي الذي قدم لهم مختلف أنواع الدعم بالأسلحة النوعية التي يستخدمها هؤلاء الإرهابيون في الاعتداء على نقاط الجيش العربي السوري والقرى والبلدات الآمنة.
ومنذ ظهور "جبهة فتح الشام" النصرة سابقاً في سوريا منذ 7 سنوات، امتدت جسور التواصل بينه وبين نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. قبل إعلان النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، حيث تسلمت تركيا نقاطاً رئيسية تحت سيطرة الأولى في ريف حلب، إضافة إلى مرور عشرات العربات التابعة للجيش التركي والانتشار في إدلب.
وبشكل متتالٍ مكنت النصرة حليفها الرئيسي (أنقرة) من التمركز في مناطق بإدلب عن طريق نشر 4 أرتال عسكرية بمناطق تبعد 40 كم عن بعضها البعض.
وفي مارس /آذار الماضي، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تركيا بعدم الالتزام ببنود مذكرة التفاهم التي تم الاتفاق عليها مع بلاده بشأن استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب السورية.
وقال "لافروف": "إن الاتفاق مع أنقرة حول إنشاء المنطقة منزوعة السلاح وسحب جميع المسلحين والأسلحة الثقيلة منهم لم ينفذ بالكامل"، مطالبا الأتراك بالوفاء بالتزاماتهم بموجب مذكرة استقرار الوضع التي تم توقيعها في 17 سبتمبر/أيلول 2018.
ومن جانب نظام دمشق، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم: "إن تركيا تحتل أجزاء من الأراضي السورية"، مشيرا إلى أن قوات أنقرة تحمي جبهة النصرة والجماعات الإرهابية.
وشدد الوزير على أن "إدلب محافظة سورية، وسيتم القضاء على التنظيمات الإرهابية فيها"، وعلى "ضرورة خروج كل القوات الأجنبية الموجودة في سوريا بشكل غير شرعي".
وتابع: "تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يسيطر على معظم مساحة محافظة إدلب، ويتخذ المدنيين دروعا بشرية، ومن حق وواجب الدولة السورية تخليص مواطنيها من الإرهاب، فهي تحارب تنظيمات اعترف العالم بأسره أنها إرهابية بما فيه مجلس الأمن الدولي الذي أدرج جبهة النصرة على قائمته للكيانات الإرهابية".
اجتماعات سرية مع التنظيمات الإرهابية
كشف مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، منتصف مارس/آذار الماضي، عن اجتماع نظمته الاستخبارات التركية في إدلب مؤخرا حضرته "جبهة النصرة" وتنظيمات أخرى، موثقا كلامه بصورة.
وأشار "الجعفري" إلى دعم دول أجنبية للإرهاب في سوريا، قائلا: "إن اجتماع عقد في أدلب برعاية الاستخبارات التركية، وضم ممثلين عن تنظيمات "النصرة" و"جيش العزة" و"أحرار الشام" و"صقور الشام" "وجيش الأحرار"، وترأسه زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني".
وشدد "الجعفري" على أن هذا الاجتماع "يدحض ما تم الترويج له خلال السنوات الماضية بخصوص ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة، كما يثبت مرة أخرى الدعم المقدم من قبل حكومات الدول الداعمة للإرهاب لهذه التنظيمات الإرهابية".
وأشار مندوب سوريا إلى أن بعض الأشخاص الموجودين في الصورة ويجلسون إلى جانب زعيم "النصرة" المسيطر على 99% من منطقة إدلب، "حضروا اجتماعات أستانا" حول التسوية السورية التي ترعاها روسيا وإيران وتركيا.
وجدد "الجعفري" موقف سوريا الرافض لوجود أي قوات عسكرية أجنبية على أراضيها دون موافقة الحكومة السورية، مضيفا أن دمشق ستتعامل مع تلك القوات على أساس اعتبار وجودها بـ"العدوان والاحتلال".
مليشيات العاصمة الليبية طرابلس
فمن سوريا إلى ليبيا يستمر الإرهاب التركي، حيث تساند أنقرة مليشيات حكومة الوفاق بطرابلس، في محاولة لصد تقدم الجيش الليبي منذ إطلاقه عملية طوفان الكرامة لتحرير العاصمة من المليشيات الإجرامية والجماعات الإرهابية.
كما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، عن قلقه البالغ من تدفق الإرهابين على ليبيا من محافظة إدلب السورية، تصريح روسي يكشف الدعم التركي للمليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس.
وفي 29 أبريل/نيسان الماضي، وعد الرئيس التركي رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج بتسخير كل إمكاناته لدعم المليشيات.
وأرسلت أنقرة 16 مايو/أيار الماضي طائرة من طراز "Antonov" محملة بطائرات دون طيار، نجح الجيش الليبي خلال شهر في تدمير 4 طائرات مسيرة من نوع بيرقدار قبل تنفيذها عمليات قصف على مواقع تابعة للجيش.
كما أرسلت في 18 من الشهر نفسه سفينة "أمازون" التركية محملة بـ40 مدرعة من نوع "كيربي"، إضافة إلى إرهابيين قادمين من إدلب السورية.
وفي تورط سافر، أرسلت تركيا في الـ29 من الشهر ذاته طائرة شحن تركية من طراز c130 إلى مطار مصراتة، على متنها خبراء أتراك لتدريب المليشيات، إضافة إلى غرفة عمليات متكاملة.
وفي ضربة جوية ناجحة، تمكن سلاح الجو الليبي من تدمير غرفة التحكم الرئيسية للطائرات التركية المسيرة داخل قاعدة معيتيقة الجوية شرق العاصمة طرابلس.
ورصد الجيش الليبي أسماء الـ19 ضابطا تركيا الذين دفع بهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإدارة غرفة عمليات مليشيات طرابلس وإدارة الطائرات المسيرة.
وتضمنت القائمة كلًا من: الفريق ثاني جوكسال كاهيا نائب وكيل وزارة الدفاع التركية، وهو لا يزال عاملا في الجيش التركي، بل تمت ترقيته إلى فريق ثانٍ من درجة لواء بعد أحداث الانقلاب المزعوم منتصف يونيو/حزيران 2016.
ويليه في القائمة السكرتير العام للقوات المسلحة التركية عرفان أوزسارت الذي كان شاهدا مهما في تحقيقات إدانة حركة الخدمة عقب أحداث الانقلاب التركي.
ومن ضمن قادة الجيش التركي في غرفة عمليات المليشيات في طرابلس الجنرال لفانت أرجون المتهم بجرائم قتل ضد عناصر حزب العمال الكردستاني في بلدة "نصيبيين" في ولاية ماردين، وقد تم الحكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما في "انقلاب المطرقة" عام 2003 قبل أن تتم تبرئته لاحقا.
وشملت القائمة اللواء جورسال تشايبينار، أحد المتهمين في قضية "انقلاب المطرقة" أيضا، وأفرج عنه، واللواء سلجوق يافوز، أحد أهم قادة عملية "غصن الزيتون" في عفرين السورية، بالإضافة إلى (ألكاي ألتينداج، وبولنت كوتسال، وجينان أوتقو، وعز الدين ياشيليورت، وقنال إمره، وأمير مرادلي، ومحمد حسام الدين يوجاسوي، وساهان أيدن، وعمر أقتشيبلبينار، وأرتشين تيمون، وبكير آيدن، ورجب يلدريم، وسليمان أنجا).
ونتيجة تلك التدخلات التخريبية من جانب النظام التركي في ليبيا، أصدر الجيش الوطني الليبي، الأسبوع الماضي، حزمة من القرارات العقابية ضد انتهاكات أنقرة في ليبيا، أهمها استهداف السفن والطائرات الحربية التركية التي توجد داخل المياه الإقليمية الليبية، إضافة إلى إيقاف جميع الرحلات الجوية من المطارات الليبية إلى التركية والعكس"، والقبض على جميع الأتراك داخل الأراضي الليبية.
تدخلات وتمويلات تركية لا تنتهي، لتنكشف أيادي الإرهاب ومموليه داخل الأراضي العربية وبالأخص سوريا وليبيا.