"300 مليون ليرة" تكشف عنف أردوغان ضد ضحايا الانقلاب
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "آرتي غرتشك" التركية المعارضة موضحًة عنف الشرطة ضد المحتجين والذي أسفر عن إصابة 2
فضت الشرطة التركية بالقوة، في وقت متأخر مساء الإثنين، تجمعًا لعدد من مصابي وأسر شهداء مسرحية الانقلاب التي شهدتها البلاد منتصف يوليو/تموز 2016، نظموه للاستفسار عن مصير الأموال التي جمعت باسمهم والتي تقدر بـ300 مليون ليرة.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "آرتي غرتشك" التركية المعارضة، فجر الثلاثاء، موضحًا أن عنف الشرطة ضد المحتجين أسفر عن إصابة 2 منهم.
واحتشد المحتجون أمام المقر الرئيس لحزب العدالة والتنمية، الحاكم، في العاصمة أنقرة، لكن قوبلوا بتدخل عنيف من قوات الشرطة التي استخدمت الهروات والضرب المبرح لتفريقهم بالقوة.
كما تم اعتقال عدد كبير من المحتجين من بينهم جنود كانوا قد أصيبوا في مسرحية الانقلاب.
عناصر الشرطة قامت كذلك بمطاردة كل من كان يقوم بالتصوير بالهواتف الخاصة في مسعى منها لأخذ تلك الهواتف لكنها لم تنجح في ذلك، بحسب المصدر.
الصحيفة أوضحت كذلك أن "جمعية التضامن مع الجنود وأسر الشهداء" التي أسسها من تم منحهم لقب "غازي" بسبب "التضحيات" التي قدموها خلال مسرحية الانقلاب، أصدرت بيانًا، طالبت فيه نظام أردوغان بتوزيع الـ300 مليون ليرة على مستحقيها، وتعيين رواتب للحاصلين على لقب "غازي".
وتُعد رتبة غازي بمثابة منزلة اجتماعية عالية وفقًا للموروث الثقافي التركي، تمنحه الدولة لكل من قدم روحه ونفسه فداء للوطن من الجنود والمدنيين، وللمصابين كذلك.
جدير بالذكر أنه في ديسمبر/كانو أول الماضي، كشف نظام أردوغان، وبعد إلحاح من المعارضة، عن مصير أموال التبرعات التي تم جمعها من أجل ضحايا المحاولة الانقلابية المزعومة.
وفي 15 يوليو/تموز 2016 شهدت تركيا محاولة انقلاب فاشلة ترى المعارضة أنها كانت "انقلاباً مدبراً" لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني، فيما يتهم النظام جماعة رجل الدين فتح الله غولن بالوقوف وراء تدبيرها.
وبعد مسرحية الانقلاب في 2016، فرض أردوغان حالة طوارئ استمرت عامين كاملين، دأب فيها على شن حملة انتقامية بحق كل التيارات المعارضة له، وشملت هذه الحملة عمليات فصل تعسفي كانت تتم بموجب مراسيم رئاسية تصدر عن أردوغان مباشرة، بعد أن أمسك في يده بزمام كل السلطات؛ لا سيما بعد تحول البلاد من نظام برلماني إلى رئاسي في يونيو/حزيران 2018.
وفي تصريحات سابقة قال زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، إن نظام أردوغان، وحزبه الحاكم، العدالة والتنمية، "يحاولون إخفاء ما تم فضحه عن أن ما حدث منتصف يوليو/ تموز 2016 كان انقلابا مدبرًا".