أردوغان يهدر أراضي إسطنبول.. صفقة بيع ضخمة لقطر والمعارضة تندد
وسائل إعلام تركية معارضة تكشف عن بيع الحكومة التركية أراضي مساحتها 44 فداناً لوالدة أمير قطر موزة بنت ناصر المسند .
أعلن رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزب المعارضة التركية، رفضه الشديد لبيع أراضٍ في محيط مشروع قناة إسطنبول المائية إلى بعض أفراد العائلة الحاكمة في قطر.
وكشفت وسائل إعلام تركية معارضة عن بيع الحكومة التركية 44 فداناً في محيط مشروع القناة لوالدة أمير قطر موزة بنت ناصر المسند.
وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة،إن أعمال المدينة الجديدة مستمرة؛ رغم تحذير الخبراء والسياسيين الأتراك ورفضهم مشروع القناة الذي أعلن عنه أردوغان عام 2011.
وبناء على الموافقة الجديدة، فإنه من الممكن بناء عدة مراكز للتسوق وإدارة وفنادق ومكاتب ومطاعم وبازارات ومتاجر متعددة الطوابق وبنوك ومؤسسات مالية وسياحية على تلك الأرض.
ويمكن دمج تلك المشروعات إما في بناء واحد أو في عدة أبنية مختلفة.
- المعارضة التركية عن قناة إسطنبول المائية: "مشروع كارثي"
- رسالة تحذير من داود أوغلو لأردوغان بشأن قناة إسطنبول
وقال أكرم إمام أوغلو، خلال مؤتمر صحفي عقده،سأذهب إلى وزارة البيئة لأقدم اعتراضي على هذا القرار ، لا فرق لدينا إن كانوا قطريين أو من أي بلد أخرى،مضيفا"تم إعداد تلك الخطط من أجل فئة معينة من الناس، هذا القرار يعني مذبحة لإسطنبول، فهذا يعادل ملايين الخيانات في حق إسطنبول".
وأضاف "ثمة مشاكل أخرى كالبطالة والاقتصاد، ويمكننا إضافة الزلازل أيضًا، وهذا النظام الحاكم لا يهتم بها، ويعجل في تنفيذ قناة إسطنبول، بالطبع لديهم أسبابهم الخاصة، وهي تحقيق الفائدة لصالح مجموعة محددة من الأشخاص، وأنا أتابع هذه المسألة بشكل دقيق و لن نسمح أبدًا بخيانة سكان إسطنبول على أسس قانونية".
تنديد واسع
كما ندد العديد من رموز المعارضة التركية بموافقة السلطات على خطط تطوير وتنفيذ المدينة الجديدة.
وقال أوغور قان صاليجي، النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، عبر "تويتر": إذا كنت مواطنًا تركيًا فإنك ستكافح وتختنق بسبب الوضع الاقتصادي. أما إذا كنت شخصًا مواليا للنظام فستحصل على مناقصات وتصبح غنيًا. إما إن كنت أمًا لأمير قطر فيمكنك الحصول على أراضي تركيا بتوقيع واحد".
أما أورخان صاري بال، وهو نائب برلماني عن الحزب نفسه، فقال "هذا جشع الربح السريع والسهل الذي لا نهاية له. وولع غير محدود للنهب. وا أسفاه عليكم".
بدوره قال غورسَل تكين، النائب عن الشعب الجمهوري "قالوا إن الأراضي المملوكة لوالدة أمير قطر على جانب طريق قناة إسطنبول، حصلوا عليها عام 2018 والآن غيروا من تقسيمة الأرض وأصبحت منطقة سياحية وتجارية،قناة إسطنبول هي هدف للربح السريع والسهل وهي خيانة".
فيما قال نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب "الخير" المعارض، لطفي تركان: "لقد باعوا كل شيء بالتدريج لصالح قطر".
وعلق الكاتب هالوق هيبكون قائلًا: «ما شاء الله. هذا ليس العصر الذهبي للقانون فقط لكنه للتجارة أيضًا».
أما الإعلامي التركي جاغلار جيلارا "لا بد أن تكون للمواطن التركي حيثية وقيمة بقدر والدة أمير قطر".
وذكر بعض خبراء العقارات أن سعر المتر المربع في تلك المنطقة كان 300 ليرة وقت صفقة والدة أمير قطر والأرض كاملة ربما تم شراؤها مقابل 12 أو 13 مليون ليرة،لكن تبلغ القيمة الحالية لتلك الأرض 20 - 25 مليون ليرة.
وأكد الخبراء" بدخول تلك المنطقة إلى خطط التصميم للمناطق الجديدة سيزيد سعر الأرض بما لا يقل عن 5 مرات من سعرها وقد يزداد أكثر وفقًا لمراحل تطوير المنطقة"
قناة إسطنبول
ويصر أردوغان على تنفيذ قناة إسطنبول، رغم تأكيد الخبراء الجيولوجيين على أنها ستتسبب في حدوث كوارث بيئية حال تنفيذه.
وكان اتحاد الغرف التركية للمهندسين، قد أصدر في مايو/أيار 2018، تقريرًا أكد فيه رفضه حفر القناة، وحذر من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من إسطنبول، يعود تاريخه إلى آلاف السنين ، وسيدمر النظام البيئي في بحيرة كوتشوك شكجمة، ويهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة.
ووصف الاتحاد المشروع بأنه "كارثة بيئية وحضرية"، ويجب صرف النظر عنه، خصوصًا أن هناك نحو 369 ألف مواطن يعيشون في المنطقة التي قد تتأثر بالقناة، وفقا لمركز تحليل البيانات التركية.
ونبه الاتحاد إلى أن القناة ستدمر حوضين يدعمان قرابة ثلث إسطنبول بالمياه العذبة، وستزيد ملوحة المياه الجوفية، مما سيؤثر على الأراضى الزراعية، وصولاً إلى منطقة تراقيا المجاورة، فضلا عن أن مشروع القناة سيزيد أيضاً مستويات الأكسجين في البحر الأسود، وسيؤثر بالسلب على الحياة البرية.
خبراء البيئة أكدوا أن بناء 3 مجموعات من الجزر الصناعية قبالة الساحل في بحر مرمرة، باستخدام الأتربة التي سيتم استخراجها من عمليات الحفر، ستسبب تلوثا بيئيا كبيرا.
وتتراوح تكلفة القناة بين 15 و20 مليار دولار أمريكي، وذلك وفقًا لما ذكرته بيانات وزارة النقل والبنية التحتية التركية. ومن المخطط أن ينتهي من أعمال حفر المشروع بحلول عام 2023.
وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر "مرمرة" بالبحر "الأسود" في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا وبعرض 400 متر، بموازاة مضيق البوسفور.
صهر أردوغان
وفي فبراير/شباط الماضي فتحت السلطات التركية تحقيقًا مع مراسلة إحدى صحف المعارضة؛ لقيامها بالكشف عن قيام صادق ألبيرق، والد وزير الخزانة والمالية برأت ألبيرق، صهر أردوغان، بشراء أراض على طريق قناة إسطنبول المائية عام 2003، ونقل ملكيتها للوزير نفسه عام 2012.
التحقيق المذكور ذكر أن والد الوزير كان اشترى 3 أفدنة في منطقة "أرناؤوط كوى" الواقعة على مسار القناة، وبعد أن أعلن أردوغان عن هذا المشروع في 2011، اشترى 13 فداناً أخرى ونقلت ملكيتها لنجله وزير المالية.
ووفقاً لما ذكره التحقيق فإن الأرض المشتراة تقع ضمن حدود المنطقة السكنية في الخطة الجديدة لقناة إسطنبول.
وقال سماسرة عقارات وخبراء إسكان إن الأرضي الموجودة بتلك المنطقة زادت قيمتها السوقية بشكل كبير.
وتشير تقارير للمعارضة التركية إلى أن وجود أردوغان وحزبه على رأس السلطة، منذ 17 عاما، سهل عملية نهب عائلته لأموال الشعب التركي، وتكوين ثروات طائلة، عبر صفقات تجارية مشبوهة، بحماية أجهزة حكومة العدالة والتنمية.