أردوغان المتيم بحياة السلاطين يواصل بذخه على أنقاض اقتصاد بلاده
صحيفة تركية تكشف عن أبنية جديدة أشبه بقصور صغيرة لها أحواض سباحة خاصة أضيفت إلى مكان إنشاء قصر أردوغان الصيفي في مرمريس.
كشفت العديد من وسائل الإعلام التركية، الإثنين، عن آخر تطورات عمليات تشييد القصر الرئاسي الصيفي الخاص بالرئيس، رجب طيب أردوغان، والذي تتواصل أعمال إنشائه عند خليج (أوكلوك) بمنطقة (غوك أوفا) التابعة لمدينة مرمريس في ولاية موغلا جنوب غربي البلاد.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة التركية، فإن أبنية جديدة أشبه بقصور صغيرة لها أحواض سباحة خاصة أضيفت إلى مكان إنشاء القصر الذي بدأت عملية تشييده بأوامر من أردوغان بعد ارتكاب مجزرة بيئية بحق المنطقة التي يشيد عليها حيث تم قطع نحو 40 ألف شجرة من المكان.
الصحيفة التركية ذكرت أنه تبين مؤخرًا إنشاء قصور صغيرة أو فيلات بأحواض سباحة خارج مساكن طواقم العمل بجانب القصر الصيفي الذي يتم تشييده على أنقاض قصر مماثل تم إنشاؤه في عهد الرئيس الثامن للبلاد تورغوت أوزال.
وأضافت أن هذه القصور الصغيرة أو الفيلات يتم إنشاؤها خلف القصر الذي سيستخدمه أردوغان، وهي عبارة عن وحدات سكانية أقل ارتفاعا من القصر تضم أحواض سباحة.
ولفتت في ذات السياق أيضًا إلى أن تم الانتهاء من إنشاء ساحتين رياضيتين مكشوفتين بالقصر الصيفي، كما أنه تمت إقامة طريق جديد ومراسٍ لرسوّ اليخوت الكبيرة من أجل القصر الذي اكتملت أعمال إنشائه بنسبة كبيرة.
كما تم الانتهاء من أعمال ملء مساحة 10 آلاف و966 مترا مربعا بالمياه من أجل إقامة 3 شواطئ بجانب مرسيين بامتداد 170 و50 مترا، وفق ذات المصدر.
وتقرر في إطار المشروع أيضًا إقامة مرسى و3 شواطئ صناعية على شكل هلال.
وتعليقًا على هذه التطورات، قال نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض عن مدينة موغلا، مرسل ألبان، إن "حملة إبادة الطبيعة الناجمة عن أعمال الإنشاء المتواصلة على خليج أوكلوك تتواصل".
وأضاف، وفقا لصحيفة "جمهورييت" التركية قائلا: "أعداد الأبنية التي يتم تشييدها في منطقة القصر الصيفي تتزايد يوميا بعد يوم، ويتابع المواطنون عن بعد الساحة المحظور الدخول إليها".
وأضاف "هل سيستخدمونها فقط من أجل العطلة؟ في هذه الحالة ما الداعي لهذه المساحة الفسيحة؟ سمعنا أن رؤساء وقيادات الدول الأجنبية سيقضون عطلتهم في تلك المنطقة، ما معنى كل هذا الترف والرفاهية في ظل الأوضاع التي تشهدها البلاد؟!".
وقصر أردوغان الصيفي في مرمريس عبارة عن منتجع صيفي فاخر يضم ساحة مغطاة على مساحة 4 آلاف متر مربع، ومركزا ترفيهيا وحديقة زهور وغيرها من المرافق الأخرى، تجري أعمال تشييده بمدينة مرمريس التركية المطلة على البحر المتوسط.
يُذكر أنه تم توقيع اتفاقية بقيمة 3 ملايين ليرة لشراء مكيفات هواء للقصر الصيفي، ويرى الخبراء أن هذه التكلفة تعني أن القصر يضم 350-400 غرفة على الأقل.
هذا وتشير غرفة المعماريين إلى أن تكلفة القصر تبلغ 4 ونصف مليار ليرة على الأقل (نحو 743 مليون دولار) على الرغم من أن الإحصاءات الرسمية توضح أن تكلفة المشروع تبلغ مليار و370 مليون ليرة.
وأبدى أتراك دهشتهم من التناقض بين بذخ أردوغان ودعوات الحكومة للتقشف؛ لمواجهة تقلبات صرف الليرة.
وفي وقت سابق، أظهر تقرير رقابي صادر عن ديوان المحاسبة التركي (حكومي) أن النفقات اليومية للقصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة بلغت في (2017) 1.8 مليون ليرة، أي ما يعادل نحو 300 ألف دولار.
يأتي كل هذا البذخ على وقع أزمة مزدوجة يعاني منها الاقتصاد التركي، حيث انخفضت الليرة التركية أمام الدولار إلى أدنى مستوياتها، وارتفعت نسبة التضخم بسبب سياسات "أردوغان" الاقتصادية الخاطئة.
وفقدت الليرة التركية 15% أمام الدولار منذ بداية هذا العام، فيما يرجع أحدث نزول إلى قرار إلغاء التصويت في إسطنبول الذي جرى يوم 31 مارس/آذار، والذي أسفر عن فوز حزب المعارضة الرئيسي بفارق ضئيل عن حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبلغت نسبة التضخم في تركيا خلال أبريل الماضي 19.5%، فيما لم تهبط أسعار المستهلك عن 19% منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، مدفوعة بانهيار أسعار صرف العملة المحلية، مقابل النقد الأجنبي.