إعلام فرنسي يتهم أردوغان بالمتاجرة باللاجئين السوريين
أردوغان فتح الأبواب بشكل غير محسوب لتدفق ملايين اللاجئين السوريين إلى بلاده ما تسبب في تصاعد العداء الشعبي ضدهم
اتهمت وسائل إعلام فرنسية، الأربعاء، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمتاجرة باللاجئين السوريين ومعاناتهم، وذلك بعد اعتقال الآلاف منهم في مدينة إسطنبول التركية.
وأعلنت السلطات التركية اعتقال نحو 6 آلاف و122 مهاجرا في إسطنبول أغلبهم من السوريين، بينهم 2600 أفغاني، في إطار حملة استهدفت المهاجرين في تركيا، خلال أسبوعين، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام الفرنسية استمرارا لحملات القمع والاعتقالات التي يشنها النظام التركي وطالت المهاجرين السوريين الذين فتح لهم أردوغان الأبواب بشكل غير محسوب ليتدفق منهم الملايين إلى تركيا؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية واجتماعية.
وذكرت محطة "فرانس.انفو" التلفزيونية الفرنسية أنه بعد أن استقبلت تركيا على أرضها 3.5 مليون سوري هربا من الحرب المستعرة هناك أصبح ملف المهاجرين قضية مطروحة بقوة خلال الحملات الانتخابية.
من جانبه، رد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو على تلك الاتهامات بأن عمليات الاعتقال تطال السوريين غير المسجلين ويتم إرسالهم إلى مخيمات اللاجئين على الحدود السورية في خطوة تكشف تخلي نظام أردوغان عن اللاجئين السوريين الذي كان يستخدمهم أداة سياسية للضغط على أوروبا.
تصاعد العداء
من جانبها، اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن أكثر من 3.5 مليون سوري يعانون في تركيا نتيجة سياسات أردوغان الخاطئة الذي كان يتاجر بدمائهم في خطاباته الشعبوية أمام أنصاره باستضافة عدد كبير منهم بصرف النظر عن وضع بلاده.
ويعاني الاقتصاد التركي من أزمة حادة، حيث بلغت نسبة التضخم نحو 15.72%، فيما هبطت الليرة التركية إلى معدل غير مسبوق.
ورغم نفي السلطات التركية العداء ضد السوريين تحديدا، أشارت الصحيفة الفرنسية إلى رصد وقائع استهداف سوريين ومشروعاتهم التجارية من خلال عنف لفظي وجسدي وخطابات عدائية على مواقع التواصل الاجتماعي ضدهم، فضلا عن استهداف الشرطة التركية للاجئين السوريين حتى أنهم باتوا يدفعون ثمن سياسات أردوغان.
ووفقا لدراسة نشرتها جامعة "قادر هاس" في إسطنبول مطلع يوليو/تموز الجاري، فإن نسبة الأتراك الساخطين على وجود السوريين ارتفعت من 54.5% خلال عام 2017 إلى 67.7% في عام 2019.
صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية كانت قد نشرت في تقرير سابق أن السوريين فروا من ويلات الحرب إلى تركيا ظنا منهم أنهم سيجدون وطنا بديلا، إلا أنهم اصطدموا بحالة من الاحتقان ناتجة عن أزمة اقتصادية بعد أن شجّع أردوغان السوريين على مغادرة وطنهم كمحاولة لاستخدامهم كورقة ضغط فيما بعد على أوروبا.
وفي عام 2016 سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 13 مليون حالة نزوح ولجوء لمواطنين سوريين داخل البلاد وخارجها منذ أكثر من 5 سنوات اشتعلت خلالها الدولة في حرب أهلكتها.
وكان نصيب تركيا 1.9 مليون لاجئ سوريا من هذا العدد قبل أن يرتفع العدد إلى 3.5 مليون يشكلون ضغطا على الاقتصاد التركي.