أردوغان يطارد السوريين.. ابتزاز واعتقال وترحيل قسري
حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تطارد اللاجئين السوريين وتجبرهم على الرحيل ليلا إلى مدن صغيرة لا يستطيعون فيها تأمين قوت يومهم.
تطارد حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اللاجئين السوريين في إسطنبول وتجبرهم على الرحيل ليلاً إلى مدن صغيرة لا يستطيعون فيها تأمين قوت يومهم، أو ترحلهم قسراً إلى مناطق غير آمنة في سوريا، في حملة اعتقال ضارية.
- اللاجئون السوريون في انتخابات تركيا.. الجنسية مقابل الصوت
- تركيا تستخدم اللاجئين السوريين ورقة ضغط على منظمة التجارة العالمية
تلك الحملة بما تشمله من مداهمات تقلق مضاجع مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في إسطنبول منذ سنوات طويلة دون تسجيل، تلاقي انتقادات واسعة من الحقوقيين، إلى حد القول بأن اللاجئين يدفعون ثمن خسارة أردوغان المذلة في انتخابات المدينة في ٢٣ يونيو/حزيران الماضي.
ونقلت صحيفة "ذود دويتشه تسايتونغ" الألمانية الخاصة عن الناشطة الحقوقية التركية منال آكار قولها "السوريون الآن يتخوفون من النزول للشوارع.. إنهم يخشون الاعتقال أو الترحيل".
ووفق الصحيفة، فإن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أصدر أوامر بفرض قيود على المصانع التي تشغل السوريين غير المسجلين في إسطنبول، لقطع أي منفذ أمام اللاجئين للحصول على عمل، ومن ثم ترك المدينة.
ولفتت ذود دويتشه تسايتونغ في تقريرها المنشور، السبت، إلى أن السوريين الآن يعملون سراً في مصانع الغزل والنسيج ليلاً، خلف أبواب مغلقة خوفاً من الشرطة.
آكار قالت "بشكل مفاجئ، بات مئات الآلاف من السوريين الذين عاشوا هنا لسنوات، مطالبين بمغادرة إسطنبول ليلا هرباً من الاعتقال أو الترحيل".
وتابعت "هؤلاء الناس أسسوا وجودهم هنا، وأسهموا في الاقتصاد التركي بشكل كبير عن طريق الاستثمار والعمل".
بدوره، قال الناشط في مجال دعم اللاجئين أوزان أكدا، للصحيفة "صديق سوري افتتح مؤخراً مطعماً في إسطنبول استثمر فيه ٢٠٠ ألف دولار، لكن الشرطة داهمت منزله قبل أيام وطالبته بمغادرة المدينة".
ويعيش نحو ٣٠٠ ألف لاجئ سوري غير مسجل في إسطنبول، بحثاً عن فرص عمل تبقيهم على قيد الحياة، في ظل صعوبة إيجاد عمل في البلدات والمدن الصغيرة المسجلين فيها.
كان أردوغان وحكومته يصفون السوريين في بداية قدومهم للبلاد في ٢٠١١ بـ"الضيوف"، ويحث على مساعدتهم في إطار "التضامن بين المسلمين"، لكن هذا الأمر تغير وبات السوريون مطاردين في شوارع إسطنبول، ومهددين بالاعتقال أو الترحيل، وفق الصحيفة.
وفي تصريحات للصحيفة، قال الناشط والطبيب السوري مهدي داود "لقد دعمت العدالة والتنمية كثيراً"، مضيفاً "لكن لا أتفهم ما يحدث لنا في الوقت الحالي".
السوريون يدفعون الثمن
وتابع داود الذي يعيش في تركيا منذ ٢٠١١ "لقد خسر أردوغان انتخابات إسطنبول، والآن السوريون يدفعون الثمن".
وأضاف "الشرطة اعتقلت المئات من السوريين ورحلتهم لعفرين وإدلب في سوريا، حيث لا تزال الصراعات المسلحة دائرة".
داود قال إن عمليات الترحيل تتم ليلاً، ويجبر المرحلين على توقيع وثائق تفيد بأنهم عادوا لسوريا طواعية، مضيفاً "عمليات الترحيل القسري تمزق العائلات السورية، وتفصل في أحيان الأبناء عن آبائهم والزوجات عن أزواجهم".
فيما قالت منال آكار إن الحملة الضارية ضد السوريين في تركيا ستخلق موجة جديدة من الهجرة لأوروبا؛ حيث سيلجأ سوريون لعبور البحر هرباً من الترحيل لبلادهم.
والجمعة، نقلت صحيفة تاجس شبيجل الألمانية الخاصة عن مصادر مختلفة أن "الحكومة التركية ترحل مئات اللاجئين السوريين قسراً وأحياناً مربوطي الأيدي إلى إدلب، رغم خطورة الوضع الأمني في المحافظة، بدعوى عدم امتلاكهم إقامات شرعية".
وتابعت "من تعثر عليه الشرطة، ترحله بشكل قسري إلى مناطق سورية لا تزال تشهد أوضاعاً أمنية خطيرة وأبرزها إدلب".
وقال حميد هوكا، وهو قائد سابق للمعارضة السورية في تركيا، لتاجس شبيجل عبر الهاتف "خلال الأسبوع الماضي، رحلت تركيا ٤٠٠ سوري قسراً إلى إدلب وحدها“.
وتابع "بعض المرحلين اقتيدوا إلى الحافلات مربوطي الأيدي".
وأوضح "عمليات الترحيل لإدلب بدأت بشكل مفاجئ"، مضيفاً "الوضع خطير هناك، فالمحافظة تشهد وجوداً واسعاً للمتطرفين الإسلاميين وتتعرض لغارات جوية بشكل يومي".
بدوره، نفى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، حدوث عمليات ترحيل، وقال في تصريحات صحفية نقلتها الصحيفة إن السوريين يتمتعون بحق الحماية في تركيا.
إلا أنه أكد شن الشرطة مداهمات في إسطنبول وغيرها، بحثاً عن السوريين الذين لا يحملون تصريح إقامة في تركيا، ويعيشون فيها بشكل غير قانوني، مؤكداً أن الموقوفين يجرى إرسالهم لمعسكرات اللاجئين وليس ترحيلهم.
تاجس شبيجل بدورها نقلت عن مصادر تركية، لم تكشف عن هويتها، أن السلطات نفذت بالفعل خلال الأيام الماضية عمليات ترحيل قسري لسوريين باتجاه إدلب، ويعيش في تركيا ٣.٥ مليون لاجئ سوري، ويعاني كثير منهم ظروفاً صعبة.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز