من "سفير داعش" إلى رئيس التشيك.. ضربات متتالية تفضح دعم أردوغان للإرهاب
ضربتان مدويتان في شكل تصريحات الأولى للرئيس التشيكي، والثانية لإرهابي مغربي من "داعش" معتقل في العراق قال إنه كان سفيرا لداعش بأنقرة.
تصريحات منفصلة دوّت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، وجهت ضربة مزدوجة دكت شعارات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجوفاء حول محاربة إرهاب "داعش"، وأثبتت بالدليل القاطع ارتباطه العضوي بالتنظيم الإرهابي الذي روّع العالم بجرائمه.
ضربتان مدويتان في شكل تصريحات؛ الأولى للرئيس التشيكي، والثانية لإرهابي مغربي من "داعش"، معتقل في العراق، قال إنه كان يشغل منصب "سفير" للتنظيم في أنقرة، دقتا المسمار الأخير في نعش أكاذيب أردوغان.
وكانت أبعاد علاقة تركيا بتنظيم داعش قد بدأت تتضح في أواخر عام 2016 حينما كشفت وثائق مسربة على موقع "ويكيليكس" عن ضلوع بيرات ألبيرق وزير الطاقة التركي وصهر أردوغان في تهريب داعش نفط سوريا إلى أنقرة.
وأظهرت عشرات الآلاف من الرسائل الإلكترونية التي نشرها موقع ويكيليكس أن صهر أردوغان تفاوض مع قيادات داعش عن طريق وسطاء من شركة "باور ترانس" التي تورطت في تهريب نفط التنظيم الإرهابي إلى تركيا، رغم قرار حكومي تركي يحظر استيراد النفط أو تصديره، صدر في عام 2011، إلا أن شركة "باور ترانس" لم يسر عليها القرار.
سفير "داعش"
"أبومنصور".. هكذا يلقب مهندس كهرباء مغربي انضم منذ 2013 إلى التنظيم الإرهابي، وكغيره من الإرهابيين وصل سوريا عبر تركيا، قبل أن يعود إليها "سفيرا".
وفي مقابلة استغرقت 5 ساعات كاملة، نشرت عبر موقع "هوم لاند سيكيورتي توداي" الأمريكي، تحدث أبومنصور، بالتفصيل، عن علاقة التنظيم بتركيا، مستعرضا تفاصيل بقدر ما بدت صادمة في ظاهرها، إلا أن العارفين بخفايا الأمور يجزمون بأنها لم تكن سوى دليل آخر يدين أنقرة ويثبت تورطها في الإرهاب.
بدأ وظيفته في التنظيم "مسؤولا عن تنسيق العلاقات مع المخابرات التركية"، يتذكر أبومنصور المغربي سنواته الثلاث في تنظيم داعش.
كان يجري لقاءات ومفاوضات مع السلطات التركية، بل إن أردوغان نفسه أراد لقاءه "على انفراد" في 2016، وهو ما لم يحدث لسبب أو آخر.
لقد كان الرجل يتقلد مهام "دبلوماسي" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكان يقود "السياسة الخارجية" لـ"داعش" لدى تركيا، ما يستبطن اعترافا كاملا من الأخيرة بالدولة المزعومة التي أراد التنظيم الإرهابي إقامتها، مع كل ما يعنيه ذلك من تورط في الإرهاب ونشره وتجنيد المقاتلين لصفوفه.
وليس ذلك فقط، وإنما طموح أردوغان كان على ما يبدو أكبر من مجرد إدارة لعبة الأزمة السورية عبر التحكم في الجزء المتعلق بداعش، وإنما كان التنظيم مجرد جسر أو أداة تحركها أنقرة على الأرض، لخلق الفوضى وتبرر تدخلها العسكري في سوريا، وهذا بالضبط ما حدث.
هدف "استراتيجي" يتعدى عقدة الأكراد التي تؤرق الرئيس التركي عبر السنين، وتتجاوزها إلى أوهامه الحالمة بتفعيل المرحلة الأولى من مشروعه الكبير، ألا وهي السيطرة على المنطقة الحدودية القريبة من الحدود التركية، وإحكام السيطرة على شمال سوريا.
وفي الواقع، لم تقتصر تلك الأوهام على الأراضي السورية فحسب، وإنما تعدتها إلى العراق، وتحديدا إلى الموصل الواقعة شمال البلاد إلى هناك، حيث يرنو أردوغان لاقتطاع منطقة نفوذ يتخذها موطئ قدم بالشرق الأوسط.
الرئيس التشيكي
الرئيس التشيكي، ميلوش زيمان، لم يفوّت بدوره الفرصة، ووجه سهامه نحو أنقرة، متهما إياها بالتحالف مع تنظيم داعش الإرهابي.
وفي اجتماع جماهيري بقرية فينتيتشوف في منطقة كارلوفي فاري، غربي البلاد، قال زيمان: "لماذا تهاجم (تركيا) الأكراد؟.. لأنها الحلف الحقيقي لتنظيم داعش".
وأضاف: "هناك معلومات تؤكد أنه عندما كان داعش يسيطر على جزء كبير من الأراضي السورية والعراقية، لعبت تركيا دور الوسيط في بعض العمليات اللوجستية في إمدادات التنظيم".
تحالف رأى زيمان أنه يأتي في إطار سياسة أردوغان الرامية إلى "أسلمة" تركيا، من خلال اعتناق "الأيديولوجية الإسلامية"، ما يجعلها "منطقيا قريبة من المتطرفين".
اتهامات لا تأتي جزافا، وفق محللين ممن يرون أن التحركات التركية منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، علاوة على تدخلاتها العسكرية بالبلد الأخير، "تشرعن" إلى حد كبير تصريحات الرئيس التشيكي.
أنقرة متورطة
بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس قالت لـ"العين الإخبارية" إنه من غير الممكن أن نتحدث عن "داعش" والإرهاب دون أن نتطرق إلى دول بعينها، خصوصا تركيا التي غذت التنظيم بالمقاتلين عبر تسهيل عبورهم.
وهو ما أكده المحامي والناشط التونسي عماد بن حليمة بأن أنقرة لا تكتفي فقط بتزويد التنظيم بالمقاتلين من مختلف الجنسيات، وإنما تساهم أيضا في وأد أي دليل يمكن أن يدين العائدين منهم إلى بلدانهم الأصلية.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن أنقرة تمنح المقاتلين شهادات علمية أو شهادات عمل وهمية، حتى لا تتمكن سلطات بلدانهم الأصلية من توجيه أي تهمة للعائدين منهم، بما أنهم دخلوا سوريا بتسهيل من السلطات التركية، ودون وجود أي ختم أو أثر على جوازات سفرهم.
وأعرب بن حليمة عن خشيته مما يترتب على ذلك من مخاطر توريد الإرهاب إلى البلدان الأصلية، وتنامي الخلايا النائمة عبر تغذيتها بالمقاتلين العائدين.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز