"400 عام من الظلم والقهر والحرمان عاثَ فيها أجداد أردوغان أشكالاً شتى من الإجرام بحقّ الوطن العربي.
عذراً "سيادة الرئيس" رجب طيب أردوغان، فقد أخطأت حين وجّهت السؤال لنا نحن العرب إنْ كنّا نعرف أجدادك أو لا.
كان الجدير بك توجيه السؤال لمن لايعرف تاريخ أجدادك كي تبيع وتشتري ما لذّ لك وطاب من "مواقف بطولية" حدث بعضها على يد أجدادك زوراً وآلفت بعضها الآخر من فيض خيالك الواسع.
"400 عام من الظلم والقهر والحرمان عاثَ فيها أجدادك أشكالاً شتى من الإجرام بحقّ الوطن العربي، وجيّروا خيرات بلدانه من المشرق إلى المغرب لخدمة إمبراطوريتهم القائمة على تمجيد العرق باسم الإسلام".
نحن نعرف أجدادك "سيادة الرئيس" ولكنّ السؤال الأصح الواجب طرحه هل أنت عارفٌ أجدادك؟!، لعلّنا نذكّرُك ببعض مانسيت أو تناسيت عمداً عن مآثر آباء أبيك عندها يمكنك سؤالنا ثانية إنْ أحببت.
أجدادك يا "سلطان" هم الذين استباحوا أرضنا باسم الدين تارة وباسم حمايتنا من الغرب "غير المسلم" تارة أخرى. هم من خطف الشباب والنساء من أطهر بقاع الأرض المدينة المنورة ورحلوهم من بيوتهم إلى اسطنبول في رحلة "سفر برلك" المشؤومة للزج بهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل مخلّفين وراءهم مئات اليتامى والأرامل .
هؤلاء هم أجدادك الذين يحفظ أبناؤنا تاريخهم عن ظهر قلب أيّها "الرئيس" كيف لهم نسيان جدّك جمال باشا السفاح الذي أعدم آباءهم في بلاد الشام عامي 1915-1916 بناءً على محاكمات صورية في بلدة "عاليه" اللبنانية؟.
400 عام من الظلم والقهر والحرمان عاثَ فيها أجدادك أشكالاً شتى من الإجرام بحقّ الوطن العربي، وجيّروا خيرات بلدانه من المشرق إلى المغرب لخدمة إمبراطوريتهم القائمة على تمجيد العرق باسم الإسلام.
أجدادك هم من سرق مخطوطات المكتبة المحمودية في المدينة المنورة ووضعوها في متاحفك التي تتباهى فيها أنت وحكومتك الآن، وتسترزق من عائدات زوّارها الباحثين عن آثار العرب المنهوبة في ديارك، هي الحقيقة التي لاتستطيع لا أنت ولا غيرك مواجهتها والتي ثرت من أجلها اليوم .
هل تعلم أيها الرئيس "الحنون" أنّ مليوناً ونصف المليون أرمني هم ضحايا ظلم أجدادك أصحاب الطواقي الحمراء؟، هل سألت عن اليتامى الذين لا يعرفون آباءهم من هؤلاء المسالمين والذين هُجّروا إلى سوريا قسراً من بطش أبناء جلدتك؟.
التاريخ أسود يا"سيادة الرئيس" لن نغوص به أكثر، نحدّثك عن الحاضر الذي تقوده أنت لنسألك عن مصانع مدينة حلب وعن قمح سوريا، كيف لك إطعام شعبك من المال المسروق والخبز المعجون من قمح الفقراء في بلاد الشام الذين يتضرعون جوعاً وتتباكى عليهم عن بعد؟، كيف لمصانعك الاعتماد على نفط العراق المهرّب إليك بطريقة غير شرعية ومن دون موافقة الحكومة العراقية؟.
كيف يا"سيدي الرئيس" ألست مَنْ يرتل القرآن بين حين وآخر وتنتشر مقاطع "تلاوتك الخاشعة" في وسائل التواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم؟، ألم تمرَّ على آيات النّهي عن أكل المال الحرام؟ .
نعم سيطبل لك أبناء "عقيدة الإخوان "وسيروّج لك إعلام تتشارك وإيّاه ذات الأهداف الرامية للنَيْل من العرب الذين كان أجدادك يسخّرون كلّ مالديهم من طاقات لإرضائهم في العصرين الأموي والعباسي.
ليس من عادة العربيّ مفاضلة ذاته على غيره ولكن مفاخرتك بنسبك دفعنا لإخبارك من هم أجدادك في هذه العجالة.
الخلاصة يا "سيادة الرئيس" هي ما ينطق به لسان حال كلٍ عربي مؤمن بعروبته من أنّ ما عجز عنه من تتفاخر بهم اليوم لن تنجح به أنت بتسخيرك "عناصر تنظيمك" الباحثين عن خلافة جديدة على أنقاض أوطانهم، فلا مرحباً بهم ولا بـ "خلافتهم المنشودة" لك أجدادك ولنا أجدادنا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة