وزير خارجية أردوغان يهدد مرشحي المعارضة بالفصل حال فوزه بالانتخابات
التهمة .. "الاتصال بتنظيمات إرهابية"
وزير الخارجية التركي يقول إن هناك 378 مرشحا لعضوية تلك المجالس ثبت صلتهم بالتنظيمات الإرهابية
توعد وزير الخارجية التركي، سليمان صويلو، عددًا من مرشحي المعارضة لخوض الانتخابات المحلية المقبلة، بالفصل من مناصبهم حال انتخابهم بدعوى "وجود صلات لهم بتنظيمات إرهابية".
جاء ذلك بحسب تصريحات أدلى بها الوزير، مساء الإثنين، خلال مقابلة أجرتها معه إحدى قنوات التلفزة التركية المحلية، وفق عدد من وسائل الإعلام المختلفة.
وزعم الوزير وجود عدد من مرشحي المعارضة لعضوية مجالس بعض البلديات في الانتخابات المحلية المقبلة يوم الأحد المقبل "لهم صلات قائمة حاليًا بالإرهاب".
وأشار إلى أنه في حال انتخابهم ستتم اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية بحقهم لعزلهم من مناصبهم، على حد تعبيره.
الوزير نفسه، سبق أن هدد في وقت سابق الشهر الجاري بالفوضى حال تزعزع حكم الرئيس رجب طيب أردوغان بخسارته الانتخابات المحلية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا ليس هو التهديد الأول من نوعه الذي يسوقه مسؤولو حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد، إذ سبق أن قال أردوغان بنفسه في فبراير/شباط الماضي إن "سقوط حكم العدالة والتنمية سيكون عيدًا لمن يحيكون المكائد يوميا للإيقاع بين شعوب المنطقة".
وشدد في السياق ذاته على أنه بمجرد سقوط نظامه "سيتحرر التيار المعادي للإسلام المتصاعد في الغرب بدءا من أوروبا وصولا إلى الولايات المتحدة."
وفي سياق ذات التهديدات، هدد برلماني من حزب العدالة والتنمية، نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، المواطنين بانتشار العصابات المسلحة، وتعرض المحجبات للمضايقات أثناء سيرهن في الشوارع، إذا لم يفز الحزب بالانتخابات.
ودأب أردوغان مؤخرا على استخدام أساليب عدة ضد المرشحين المعارضين منها السجن والتنكيل والإساءة وتشويه الصورة؛ إذ سبق له أن وصف حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بـ"الملحد" وصنف قادته كـ"عناصر إرهابية".
ليس هذا فحسب، بل وصل أردوغان لدرجة لصق تهمة الإرهاب بكل الأحزاب المعارضة له، وبكل من يصوتون لها خلال الانتخابات المحلية المقبلة.
يأتي ذلك بعد أن زعم أردوغان أن أحزاب “الشعب الجمهوري” و”الخير” و”السعادة” أسست تحالفًا سريًّا مع حزب الشعوب الديمقراطي، واصفًا إياه بـ”تحالف الخيانة” لارتباط الأخير مع حزب العمال الكردستاني “الإرهابي”.
هذه التهديدات والاتهامات يرى كثير من المراقبين أنها لهلع النظام وخوفه من خسارة الانتخابات المقبلة؛ لا سيما أن معظم استطلاعات الرأي تشير بقوة إلى تدهور شعبية الحزب الحاكم في البلاد، وأنه سيسخر المعارك الانتخابية في المدن الكبرى وعلى رأسها العاصمة أنقرة ومدينتا إسطنبول، وإزمير.
يشارك في الانتخابات المقبلة 13 حزباً، يتقدمها حزب العدالة والتنمية (الحاكم) المتحالف مع حزب الحركة القومية، ويحمل تحالفهما اسم "الجمهور"، بينما تخوض عديد من الأحزاب المعارضة الانتخابات بتحالف مضاد يحمل اسم "تحالف الأمة" بقيادة حزبي الشعب الجمهوري و"الخير".
وتعد هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها في ظل نظام الحكم الرئاسي، بعد أن استحوذ أردوغان على سلطات تنفيذية واسعة بعد نجاحه في الانتخابات العامة التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي التي تبعها إصدار قوانين جمعت السلطات في يد الرئيس وحده.
كما تأتي الانتخابات على وقع أزمة اقتصادية كبيرة تشهدها تركيا، بسبب السياسات الخاطئة التي تنفذها حكومة حزب "العدالة والتنمية"، والتي انعكست تداعياتها على قناعات الناخبين، حسب استطلاعات الرأي التي تخرج علينا بين الحين والآخر.