على طريقة القذافي.. أردوغان يهاجم سفراء 10 دول: من أنتم؟
استعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إحدى أبرز كلمات معمر القذافي للهجوم على سفراء 10 دول قائلا لهم: من أنتم؟
هجوم أردوغان جاء خلال تصريحات صحفية أدلى بها لممثلي عدد من الصحف ووسائل الإعلام المحلية، المرافقين له في جولته الأفريقية التي يقوم بها حاليًا.
وبحسب ما نشرته صحيفة "سوزجو" المعارضة، الخميس، وتابعته "العين الإخبارية" فإن الرئيس التركي شن هجوما على بيان الـ10 سفارات الذي طالب بالإفراج الفوري عن رجل الأعمال والمعتقل السياسي، عثمان كافالا، انصياعًا لقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر في وقت سابق عن سفارات ألمانيا والولايات المتحدة والدنمارك وفنلندا وفرنسا وهولندا والسويد وكندا والنرويج ونيوزيلندا.
وقال سفراء تلك الدول، في بيانهم، إن "استمرار تأجيل محاكمة كافالا بضم ملفات مختلفة وخلق قضايا جديدة بعد الحكم بالبراءة، يلقي بظلاله على احترام الديمقراطية وسيادة القانون ومبادئ الشفافية في النظام القضائي التركي، علمًا بأن 4 سنوات مرت على اعتقاله".
وأضافوا : "نعتقد أن هذه القضية يجب أن تُحسم بشكل عادل وسريع، بما يتماشى مع التزامات تركيا الدولية والقوانين الوطنية".
وتعليقًا على ذلك قال أردوغان، في هذا الصدد: "قلت لوزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، إننا لن نستطيع تحمل استضافة هؤلاء السفراء في بلدنا، لا مكان لهم في تركيا".
كما هاجم الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، قائلًا: "من أنتم كي تلقنوا تركيا الدروس، ليس من شأنكم أن نطلق سراح كافالا أم لا".
ولفت إلى أن "تركيا لا تقبل هذا التدخل لأنها لا تتدخل في شؤون تلك الدول"، زاعمًا أن استقلال قضاء بلاده "يمثل أفضل نموذج على مستوى العالم".
وكعادته اتهم تلك الدول بـ"محاولة زعزعة الاستقرار والأمان في تركيا، كما هي الحال في البلقان ومقدونيا وألبانيا".
ومضى في حديثه: "حال كافالا كحال الرئيس المشارك الأسبق لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرتاش، إلا أن الفارق الوحيد هو أن تلك الدول تحاول أن تجعل من الأول، جورج سوروس، راعي الاضطرابات الاجتماعية الدولية".
يذكر أن الرئيس التركي اعتاد أن يطلق على كافالا "سوروس تركيا الأحمر"، مقارنة بالثري الأمريكي المجري، الناشط المؤيد للديموقراطية جورج سوروس.
كما زعم أردوغان أن بلاده "في حالة قوة، ولن تسمح لأي شخص بالتدخل في الشؤون الداخلية لها".
زعيم المعارضة
ولم يسلم كمال قليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد، من هجوم أردوغان الذي تحدث عنه قائلا: إن "تصريحاته مجنونة، وعليه أن يتعلم السياسة".
جاء ذلك في تعليق من أردوغان على تصريحات سابقة لزعيم المعارضة قال فيها إن هناك قائمة اغتيالات سياسية يعدها النظام الحاكم للتخلص من عدد من خصومه ومنافسيه السياسيين.
وأضاف أن" كل تصريحات قليتشدار أوغلو فيما يتعلق بوجود قائمة اغتيالات سياسية لا أساس لها من الصحة، ولا يوجد أي دليل عليها، فهو يتحدث مثل المجنون".
كما شدد على أن "المعارضة تكرر نفس الأشياء بلا ملل، لذلك رفعنا دعوى جنائية ضد تصريحات قليتشدار أوغلو، ليحقق فيها المدعي العام".
ونبه الرئيس التركي إلى أنه لا توجد نية لإجراء انتخابات مبكرة في الفترة الحالية، والانتخابات ستكون في موعدها المحدد في يونيو/حزيران 2023.