كشفت تهاوي شعبيته.. أردوغان غاضب من "استطلاعات البالون"
اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن استطلاعات الرأي التي تكشف عن تهاوي شعبيته هو ونظامه "مجرد بالون".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان، الأحد، ونقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
وفي استنكار منه لتلك الاستطلاعات التي كشفت حقيقة شعبيته على الأرض، أضاف أردوغان: "من الواضح لأي غرض أجريت تلك الاستطلاعات، هناك من يسعى للعمل على نفسية الشعب، لقد سئمنا بشدة من التلاعب بهذا النوع من استطلاعات البالون".
وتابع: "لقد وضحت سابقًا أنني لم أعد أثق بشركات أبحاث الرأي العام، في الانتخابات الأخيرة، لم يعرف أحد النتائج، ولم يكن يوجد حتى تقدير دقيق، ولقد رأينا ذلك بوضوح في الانتخابات الرئاسية، إنهم يستخلصون استنتاجاتهم وفقًا لتوقعات الحزب الذي يعملون معه"، في إشارة لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد.
المعارضة تتحدى أردوغان بالانتخابات
على الصعيد نفسه، طالب فائق أوزتراق، المتحدث الرسمي باسم الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أردوغان، بإجراء الانتخابات على الفور، مشيرًا إلى أن "الأمة التركية رأت جيدًا نظام الوصاية وتأسيس دولة داخل دولة".
جاء ذلك في تغريدة نشرها أوزتراق على حسابه الشخصي، بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وتابعته "العين الإخبارية".
وقال أوزتراق في تغريدته لأردوغان: «جعلتَ تأسيس دولة داخل دولة وإخضاع مؤسسات الدولة وموظفيها لنظام الوصاية، بمثابة عادة. قضيتَ على نظام الكفاءة ونهبت الدولة. رأى الشعب نظام الوصاية والانقلاب، فلتحضر صندوق الاقتراع ولتدع الأمة تقول كلمتها".
وكانت الصحافة التركية، كشفت خلال الأيام الماضية، تفاصيل فضيحة كبرى تورط فيها أردوغان، وابنه نجم الدين بلال أردوغان، إذ ظهرت وثائق سرية مسربة عن تأسيس الرئيس تنظيمًا سريًا (دولة موازية) داخل وقف الشباب التركي (توغفا)، وذلك من خلال ابنه بلال الذي يشغل منصبًا استشاريًا رفيعًا في مجلس إدارة الوقف.
تهاوي شعبية على وقع أزمات وفضائح
وتشهد تركيا بين الحين والآخر استطلاعات تجريها شركات أبحاث مستقلة، وتظهر نتائجها عن تراجع شعبية أردوغان وحزبه الحاكم وكذلك حليفه حزب الحركة القومية المعارض، بسبب الأوضاع المتردية التي تشهدها البلاد على كافة الأصعدة، ولا سيما الاقتصادية منها، والناجمة عن تبني سياسات غير ناجعة للقضاء على الأزمات.
كما تأتي تلك التطورات بالتزامن مع تزايد شكوك الأتراك حيال تعامل الحكومة مع عصابات الجريمة المنظمة، بعد الفضائح التي كشفها سادات بكر زعيم المافيا في البلاد مؤخرا بحق مسؤولين حاليين وسابقين بينهم وزراء داخلية.
هذا إلى جانب سلسلة من الكوارث والأزمات التي شهدتها البلاد مؤخرًا، تمثلت في حرائق بعدد من الولايات الجنوبية، وفيضانات وسيول بولايات شمالية، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين، في ظل عجز من النظام في التعامل معها ما أدى إلى غضب شعبي كبير.
وتتآكل شعبية أردوغان على وقع أزمة مالية ونقدية واقتصادية تعتبر الأكثر تعقيدا على الإطلاق تواجهها تركيا حاليا، جراء انهيار الليرة المحلية إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة خلال العامين الماضي والحالي، نتج عنه تراجع مدو لمؤشرات وقطاعات اقتصادية عدة.
وتحمل المعارضة، وكذلك الشارع التركي، النظام الحاكم متمثلًا في أردوغان مسؤولية هذا التدهور، نتيجة تبنيه سياسات عقيمة غير مجدية.
ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في تركيا في 2023، لكن مراقبين يتوقعون إجراءها قبل هذا التاريخ بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة في البلاد.