نائب بحزب أردوغان ساخرا من الفقراء: لا تزعجوني
مقطع فيديو للنائب بحزب العدالة والتنمية أثار استجهان جميع الأتراك ما جعل النائب يتقدم باستقالته
سخر عضو بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا من الفقراء متباهيا بما لديه من إمكانيات مادية ومعيشية.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا فيديو مثيرًا للجدل، لأحد أعضاء حزب العدالة والتنمية، الحاكم، وهو يسخر من الفقراء، موجها حديثه إليهم قائلاً:" لا تزعجوني".
ويظهر مقطع الفيديو رئيس الكوادر الشابة بمحافظة "شانلي أورفا" التابعة لحزب العدالة والتنمية، محمد صالح سارتش، وهو في حوض استحمام "جاكوزي"، ويتحدث لأصحابه بلغة فيها سخرية من الفقراء.
وقال سارتش في مقطع الفيديو "أيها الفقراء اللُعناءُ، لا تزعجوني، حسنًا؟ فأنا أستمتع بهذا قليلًا!".
وشهد الفيديو انتشارًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتسبب في حالة كبيرة من الاستياء بين الأتراك؛ لسخرية الرجل من الفقراء،
وبعد انتشار الفيديو بشكل واسع أعلن سارتش، بأنه تقدم باستقالته، مطالبًا السماح من الجميع، وأنه صور هذا المقطع على سبيل الدعابه، على حد زعمه.
والجمعة الماضي، توقع مدير إحدى شركات استطلاعات الرأي في تركيا أن يحدث تراجعا حادا في الأصوات المحتمل حصول حزب العدالة والتنمية الحاكم عليها حال عقد انتخابات مبكرة.
وقال إحسان آقطاش، مدير مؤسسة "جينار" لاستطلاعات الرأي والدراسات المجتمعية المعروفة في تركيا، إن الفترة المقبلة ستشهد تراجعًا حادًا في أصوات الحزب، مضيفًا: "وذلك مقابل ارتفاع أصوات حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في البلاد لأكثر من 30%".
وأضاف قائلا: "ولا ننسى أن حزب الشعب الجمهوري حقق نجاحات مهمة في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وأنه من المتوقع ارتفاع نسبة المصوتين له في الفترة المقبلة إلى أكثر من 30%".
وزاد آقطاش قائلا: "ومن الجدير بالذكر أن ما حققه الشعب الجمهوري من تقدم كبير في الانتخابات المحلية التي جرت العام الماضي، ترك انطباعًا لدى المعارضة، والنخب المثقفة مفاده أنه قادر على تحقيق نفس النجاحات في أول انتخابات عامة؛ لترتفع أصواته لأكثر من 30%".
وكانت مؤسسة "متروبول" للدراسات أجرت مقارنة بين استطلاعات رأي حول تأييد حزب العدالة والتنمية، ففي شهر فبراير/شباط الماضي كانت نسبة تأييد العدالة والتنمية فيه 33.9%، بينما تراجعت في شهر مارس/آذار الماضي إلى 33.7%، ثم إلى 32.8% خلال شهر أبريل/نيسان، ثم إلى 30.7% في شهر مايو/أيار، ثم إلى 30.3% في شهر يونيو/ حزيران الماضي.
كذلك تراجعت أصوات حزب الحركة القومية المتحالف مع أردوغان من 7.3% خلال شهر مايو/ أيار الماضي إلى 6.2% في شهر يونيو/حزيران المنصرم.
أما حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري، فقد كانت أصواته في شهر مارس/ آذار الماضي 17.7%، بينما ارتفعت في شهر أبريل/ نيسان إلى 19.0%، ثم إلى 21.7% خلال شهر مايو/ أيار، حتى وصلت إلى 24% خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.
وتعيش تركيا على وقع سلسلة من الأزمات في كل المجالات، ولا سيما الاقتصادية منها، أسفرت عن تردي الأوضاع كافة، وازدياد معدلات الفقر والتضخم والبطالة.
كل هذه التطورات دفعت المعارضة التركية إلى التنبؤ بنهاية حقبة أردوغان في أول استحقاق انتخابي محتمل، لا سيما أن جميع استطلاعات الرأي تؤكد هذا التوجه، إذا تشير إلى تدني شعبية الحزب الحاكم بشكل غير مسبوق.