صحف فرنسية عن تعيين صهر أردوغان وزيرا: تأسيس للاستبداد
وسائل إعلام فرنسية انتقدت تعيين صهر أردوغان وزيراً للمالية، بعد ساعات من تنصيب الرئيس التركي لولاية ثانية.
انتقدت وسائل إعلام فرنسية، تعيين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صهره بيرات البيرق، وزيراً للمالية، بعد ساعات من تنصيبه لولاية ثانية وسط صلاحيات واسعة، معتبرة تلك الخطوة بمحاولة إضفاء الطابع المؤسسي للاستبداد.
- حكومة أردوغان.. صهر وصديق وصلاحيات غير مسبوقة
- صهر أردوغان وزيرا للمالية.. صدمة للمستثمرين وهبوط عنيف لـ "الليرة"
وذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية، أن الرئيس التركي، بعد إسناد صلاحيات خارقة لنفسه، سلم الوزارات الحساسة إلى مقربيه الذين يعتبرهم من المخلصين.
ولفتت إلى أن أردوغان في هذه المرة لم يسند تلك المهام للوزراء لكفاءتهم أو لولائهم أو حتى مجرد انتمائهم لحزب العدالة والتنمية، وإنما لعلاقات النسب كتعيين صهره في هذا المنصب الحساس وتسلميه مفاتيح الخزينة التركية.
وبيرات البيرق (40 عاماً) متزوج من نجلة أردوغان الكبرى إسراء البيرق (40 عاماً) وتولى منصب نائب وزير الطاقة التركي، والذي أدى إلى ارتفاع سعر المحروقات بطريقة جنونية خلال السنوات الماضية، بحسب المجلة.
وبالإضافة إلى تولي البيرق، عين أردوغان خلوصي أكار، الذي كان قائداً للجيش وزيراً للدفاع، وفؤاد أقتاي، الذي كان يرأس وكالة إدارة الطوارئ نائباً للرئيس.
وأضافت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن أردوغان، الذي ادعى في خطابه أن تركيا ستحتفظ بمبادئ تركيا العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، أسند لصهره منصب وزير المالية، الأمر الذي يبدو متناقضاً مع خطابه، حتى مع أبسط مبادئ الديمقراطية التي تتطلب الاعتماد على الكفاءات في تولي الوزارات، وبخاصة الحساسة منها.
وأشارت إلى أن أردوغان ذلك "السلطان الذي بدأ ولاية جديدة، كتبت فصلاً جديداً من الديكتاتورية في التاريخ التركي الحديث، وذلك بعد تطبيق النظام الرئاسي الوحدوي الذي يسند جميع الصلاحيات إلى رئيس الجمهورية دون أن يحاسبه أحد، ما يجعله قبضته محكمة على جميع مؤسسات الدولة، ما جلعه يتجرأ لتسليم صهره "بيرات البيرق" مفاتيح الخزانة التركية.
ووصفت المجلة الفرنسية تلك الصلاحيات الواسعة للرئيس التركي بالـ"هايبر بريزيدن، أي الرئيس الفائق"، ليس لكفاءته وإنما بإسناد صلاحيات خارقة، كما فسرت تلك التعيينات بمحاولة "إضفاء الطابع المؤسسي للاستبداد" في النظام الجديد.
وعلى صعيد متصل، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن تولي "البيرق" زمام وزارة المالية في ذلك التوقيت، يعد أمراً معقداً في ظل انهيار سعر الليرة التركية والمرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، وسط ارتفاع معدل التضخم.
وأشارت إلى أن الأسواق تخشى ضغط أردوغان على البنك المركزي بعد تعيين البيرق. وفور تعيينه انخفضت العملة التركية نحو 2% من قيمتها.
ونقلت المجلة عن الباحث في معهد "كارينجي يوروب"، مارك بيريني قوله، إن السلطات الفعلية لاتزال في أيدي أردوغان، فهؤلاء الوزراء جميعهم مجرد شكل أو واجهة منزوعه الصلاحيات أو من الديمقراطية الليبرالية، مؤكداً أن تركيا "ستكون نظاما مؤسسيا للاستبداد".
وأشارت"لوموند" إلى أن حصول حزب أردوغان على 235 مقعدا من 600 مقعد في البرلمان، بفضل التحالفات مع المحافظين الذين حصلوا على 49 مقعدا، فإن الخبراء يحذرون من أن ذلك التحالف يقود البلاد إلى سياسة أشد قسوة من التي ينتهجها أردوغان، خاصة فيما يتعلق بقضية الأكراد.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA=
جزيرة ام اند امز