فورين بوليسي: أردوغان يخطط لإعادة رسم الخارطة العرقية بالشرق الأوسط
المجلة الأمريكية قالت إن أردوغان لطالما استخدم الهندسة الديموغرافية كأداة سياسية لافتة إلى تهديداته باستخدام اللاجئين كسلاح ضد أوروبا.
اتهمت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتخطيط لإعادة رسم الخريطة الطائفية في الشرق الأوسط من خلال ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة".
وعدت المجلة الأمريكية مخططات أردوغان جزءا من تاريخ مظلم طويل لترحيل قسري للسكان يعود إلى العهد العثماني.
وأشارت خلال تقرير لها تحت عنوان "أردوغان يريد إعادة رسم الخريطة العرقية للشرق الأوسط"، إلى أن الرئيس التركي تقدم منذ فترة طويلة بمقترح المنطقة الآمنة، ثم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر/أيلول وضع خطة لإعادة توطين نحو مليوني لاجئ سوري في مناطق الأكراد شمال سوريا.
- مسؤول أمريكي: تركيا نفذت حملة "تطهير عرقي" شمالي سوريا
- "التايمز" تنتقد صمت الغرب على استخدام تركيا أسلحة محرمة بسوريا
وذهبت "فورين بوليسي" إلى حتمية فشل أردوغان في تحقيق أطماعه؛ إذ إن الاتفاق المبرم مع روسيا في أكتوبر/تشرين الأول، سمح له بالسيطرة على مساحة 75 ميلًا من الأراضي الحدودية بين تل أبيض ورأس العين، مشيرة إلى أن هذا الجزء أصغر بكثير مما كان يأمل فيها أردوغان وسعى لتحقيقه خلال مباحثاته مع الولايات المتحدة.
واعتبرت المجلة الأمريكية أن الواقع الجديد وضع عقبات عملية أمام أردوغان الذي يتوجب عليه حشر هذا العدد من اللاجئين في تلك المساحة الضيقة التي حصل عليها.
ويتهم كثير من النقاد أنقرة بمحاولة القيام بهندسة ديموغرافية للمنطقة لتقليص وجود الأكراد.
وأشارت المجلة إلى أن أردوغان طالما استخدم الهندسة الديموغرافية كأداة سياسية؛ وبالفعل هدد باستخدام اللاجئين كسلاح ضد أوروبا، محذرًا عدة مرات بفتح البوابات وإغراق أوروبا فيضان اللاجئين الذين يعيشون حاليًا في بلاده.
وتلفت "فورين بوليسي" إلى صلة مخطط أردوغان بعمليات الترحيل والتهجير القسري الممتدة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية السابقة؛ إذ أشارت المجلة الأمريكية إلى أن التهجير خلال فترة العهد العثماني، كان يستخدم كشكل من أشكال الهندسة الديموغرافية المدفوعة سياسيًا؛ فمثلًا في القرن الـ15، نقل سكان الأناضول إلى البلقان لتعزيز الحكم العثماني، لكن لاحقًا هرب ما يعرفون باسم "المهاجرون" من التطهير العرقي والاضطهاد للإمبراطورية في البلقان والقوقاز والقرم.
وبعد خضوع منطقة البلقان إلى الإمبراطورية الروسية عام 1783 وحرب البلقان الثانية عام 1913، هرب من 5 إلى 7 ملايين مسلم إلى الأراضي العثمانية، لكن سرعان ما واجهوا تهجيرا قسريا عندما رحلتهم السلطات العثمانية إلى مناطق حدودية لتأمين الإمبراطورية عبر إضعاف الأقليات الدينية.
أما أشهر حوادث التهجير القسري التي شهدتها المنطقة كانت إبادة الأرمن، التي اعترفت بها الولايات المتحدة مؤخرًا، وقتل خلالها أكثر من مليون من الأرمن، فضلًا عن أن الهندسة الديموغرافية والتهجير القسري أديا دورًا رئيسيًا في تطور الجمهورية التركية التي نشأت على أنقاض الإمبراطورية عام 1923.
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز