مطالبات بتحقيق برلماني في احتضان تركيا لداعش و"نواب أردوغان" يرفضون
نواب الحزب الكردي تقدموا بطلبهم للتحقيق في وجود عناصر داعش بتركيا، وانتشار عمليات بيع "سبايا" التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي
رفض نواب حزب "العدالة والتنمية"، الحاكم في تركيا، طلب إحاطة تقدم به نواب حزب "الشعوب الديمقراطي"، الكردي المعارض، للبرلمان؛ للتحقيق في وجود عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي داخل البلاد.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإخباري التركي "دوروش خبر"، اليوم الخميس، مشيرا إلى أن نواب الحزب الكردي تقدموا بطلبهم للتحقيق في وجود عناصر التنظيم الإرهابي بالبلاد، وانتشار عمليات بيع "سبايا" التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعدد من المدن.
وأوضح أن نواب تحالف "الجمهور" المكون من حزب العدالة والتنمية، والحركة القومية المعارضة، رفضوا طلب الحزب الكردي، ما أدى لحدوث مشادات كلامية بين النواب من الطرفين، واتهامات متبادلة برعاية الإرهاب.
وعقب رفض طلبهم، وفي إطار المشادات الكلامية، قال صاروخان أولوتش، نائب رئيس الكتلة النيابية للحزب الكردي، لنواب الحزب الحاكم: "ضعوا مسافة بينكم وبين الإرهاب".
وأضاف: "حينما تتحدثون عن الإرهاب لا تذكرون سوى جماعة الخدمة (التابعة لرجل الدين فتح الله غولن) وتتناسون أنكم انخرطتم في الحرب السورية من خلال وكيلكم الإرهابي هناك تنظيم داعش".
نائبة حزب الشعوب الديمقراطي عن مدينة باطمان (شرق) عائشة أجار باشاران، عضو لجنة الحقوق الإنسانية والقانون، قالت في كلمتها خلال اجتماع الجمعية العمومية: "فلنبحث في هذه اللجنة أين يختفي عناصر عصابات داعش داخل تركيا، وأسواق بيع السبايا عبر تطبيق واتساب في عدد من المدن".
وأكدت أنه "لا مفر من هذه الخطوة، نحن نريد فقط الكشف عن هذه الأمور، ولا نريد التحقيق في علاقتكم بذلك التنظيم الإرهابي، لأنها واضحة ومعلومة للجميع، فعناصر التنظيم كبروا وترعرعوا في أحضانكم".
وأمس الأربعاء، قالت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله"، إن مقتل أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، واعتقال شقيقته على بعد أميال من الحدود التركية أثار الشكوك حول علاقة حكومة أنقرة بالتنظيم الإرهابي.
وفي تقرير نشرته على نسختها الألمانية، أضافت الإذاعة: "عندما أعلنت الحكومة الأمريكية مقتل البغدادي الأسبوع الماضي، عمّ الارتياح الدول الغربية، لكن الأمر كان مختلفا في تركيا".
وأوضحت أن "موقع مقتل البغدادي، الذي يبعد بضعة أميال عن الحدود التركية أثار الكثير من الأسئلة والشكوك"، متسائلة: "كيف يمكن لواحد من أخطر المجرمين المطلوبين عالميا أن يتحرك بحرية دون رصده في منطقة ملاصقة للحدود التركية؟".
وتابعت: "وما يزيد الوضع التباسا، اعتقال السلطات التركية شقيقة البغدادي على بعد 6 كيلومترات فقط من حدودها، والأكثر من ذلك أن الشعب بات في حيرة بسبب علاقة حكومته بالتنظيمات الإرهابية، حتى قبل مقتل البغدادي، فقد كانت هناك تساؤلات كثيرة حول تلقي جرحى داعش العلاج بمستشفيات تركية".
وأشارت إلى أن العلاقة بين أردوغان وداعش أدت لتراجع كبير في ثقة الشعب التركي بحكومته.
وقبل سنوات، قامت قيادات من داعش ببناء هياكل التنظيم في مدن تركية قريبة من الحدود مع سوريا مثل غازي عنتاب، وأنقرة وإزمير، وكان حضور التنظيم ومؤيديه لافتا في تركيا، حسب الإذاعة الألمانية.
وفي 2015، تجمع المئات من مؤيدي داعش في ساحة قرب إسطنبول للاستماع لخطبة الداعية "خالص بيانجوك"، الذي دعم علانية جرائم التنظيم، وفق الإذاعة التي قالت: "لقد صدمت هذه الفعالية الليبراليين الأتراك، وكانت دليلا على العلاقة المتسامحة للغاية بين الحكومة وإرهاب داعش".
وقتلت قوات خاصة أمريكية زعيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، يوم 27 أكتوبر/تشرين أول الماضي، في قرية بمحافظة إدلب على الحدود السورية التركية، بعد عملية عسكرية وصفها مسؤولون أمريكيون بالمعقدة.