أسباب فوز أردوغان.. كليجدار أوغلو على رأس القائمة
رغم انتهاء الانتخابات الرئاسية التركية، فإن البعض ما زال يتساءل كيف نجح رجب طيب أردوغان؟
تحليل نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية ذهب إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فاز في الانتخابات لأن زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو كان منافسه.
وأشار التحليل إلى أن تحالف الأمة، التحالف السياسي للمعارضة، اختار كليجدار أوغلو كمرشح له بسبب إصراره إلى حد كبير، لافتا إلى أن حزب الشعب الجمهوري، بقيادة كليجدار أوغلو، أجرى انتخابات تمهيدية لاختيار المرشحين البرلمانيين منذ عام 2010.
ولسبب ما، بحسب التحليل، لم يقرر أعضاء الحزب ترشيح كليجدار أوغلو كمرشح المعارضة، ولم يفضله حتى جميع أعضاء تحالف الأمة، مما دفع ميرال أكشينار (زعيمة حزب الجيد) إلى التخلي عن شركائها في التحالف لفترة وجيزة.
وأوضح التحليل أن ترشيح كليجدار أوغلو، ببساطة، فرض من الأعلى، مع قليل أو دون مداولات.
وقبل ترشيح كليجدار أوغلو، أشارت نتائج استطلاعات الآراء باستمرار إلى أنه لم يكن أفضل مرشح لهزيمة أردوغان، في وجود المرشح الأكثر شعبية أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول العضو بحزب الشعب الجمهوري.
لكن تم التخلي عن هذا الخيار بسبب مخاوف من أنه إذا تم ترشيح إمام أوغلو، فسيتم منعه من الترشح، بسبب دعوى قضائية معلقة ضده، بحسب التحليل، الذي أشار إلى أنه إذا ترشح إمام أوغلو ومنعته المحاكم، كانت ستظل الفرصة سانحة أمام كليجدار أوغلو ليصبح المرشح خلفا له.
وبحسب المجلة الأمريكية فإن الأمر كان عبارة عن جشع سياسي خالص من جانب كليجدار أوغلو للإصرار على ترشيحه.
وأشار التحليل إلى أنه لم يكن للناخبين أو المحللين أي دور في اتخاذ قرار ترشيح كليجدار أوغلو، وكان من المتوقع أيضًا أن يتماشوا مع الأمر، لأن ببساطة لم يكن هناك بديل آخر.
وقال التحليل إن "هذا ليس كافيا؛ إن الإملاءات تظل إملاءات، سواء جاءت من قادة سلطويين، أو منافسيين ديمقراطيين."
وعلاوة على ذلك، أدار كليجدار أوغلو حملة ضعيفة ومشوشة، لكن طُلب مجددا من منتقدي حملته التزام الصمت.
وبعد فشل كليجدار أوغلو في الفوز بالجولة الأولى في 14 مايو/أيار الجاري والتي حصل فيها على 44.8% مقابل 49.5% لأردوغان، طُلب أيضًا عدم النظر إلى ذلك باعتباره انتصارا وشيكا لأردوغان بل خسارة له، بحسب التحليل، وبدلا من تقييم ما يلزم تعديله في الاستراتيجية الانتخابية، خرج فريق كليجدار أوغلو عن مساره وتخلّى عن رسالته السابقة عن الشمولية والاعتدال، وتحول في الأسبوعين الأخيرين بين جولتي الانتخابات للتمسك باليمين القومي من خلال وعده بترحيل اللاجئين السوريين.
وبدا تحول كليجدار أوغلو إلى اليمين، بحسب التحليل، يائسًا وغير متسق، وربما يكون قد أثنى بعض الناخبين الأكراد الذين صوتوا له في 14 مايو/أيار الجاري، عن تكرار الأمر في جولة الإعادة.
وخلص التحليل إلى أنه لم يكن هناك مداولات ومناقشات بشأن اتخاذ قرار اختيار كليجدار أوغلو مرشحا، ولم تكن هناك استراتيجية واضحة ومتسقة للحملة الانتخابية، تبعها تصريح "لقد فعلنا ما بوسعنا".