أردوغان وأتراك ألمانيا.. "اختراق" من وراء الحدود

من وراء الحدود تمتد أذرع النظام التركي لتجنيد مواطنيه في ألمانيا ليكونوا جواسيس على البلد الأوروبي تحت غطاء الوظائف الحكومية.

وقف "شباب تركيا" المعروف اختصارًا بـ"توغفا" (TÜGVA) التابع لنجم الدين بلال النجل الأكبر للرئيس رجب طيب أردوغان، صاغ خطة سرًية عام 2017 لجذب الأتراك المولودين في ألمانيا إلى الوظائف الحكومية التركية، وسط خلاف محتدم مع برلين بعدما حظرت السلطات الألمانية تجمعات لوزراء أتراك؛ لأسباب أمنية.

وطبقًا لوثيقة سربت مؤخرًا من أرشيف الوقف، ناقشت المجموعة أفكارا حول كيفية الرد على الحكومة الألمانية التي قيدت حملة أردوغان السياسية المثيرة للشقاق، والتي استهدفت الجالية في ألمانيا.

وجاء بالوثيقة أن "تسليط الضوء على الأزمة مع ألمانيا بحملة (YES)" كان إحدى النقاط المدرجة على الأجندة التي تمت مناقشتها خلال اجتماع مجلس إدارة "توغفا" في 7 مارس/آذار عام 2017، بحسب موقع "نورديك مونيتور" السويدي.

• "توغفا" في "دولة العائلة".. "عين" أردوغان على معارضي الخارج

وحينها، كان أردوغان وأعوانه يطلبون من الناخبين في تركيا والجاليات الموافقة على اعتماد الاستفتاء الدستوري الذي غير نظام الحكم التركي من برلماني إلى رئاسي، ما منح أردوغان سلطات رئاسية مطلقة.

ووصف أردوغان القادة الألمان حينها بـ"النازيين" و"الفاشيين"، وطالب الأتراك والمسلمين في ألمانيا بعدم التصويت للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الانتخابات، ونشرت وسائل الإعلام التركية، التي تسيطر عليها حكومة أردوغان، عناوين معادية لألمانيا وصورة لمستشارتها أنجيلا ميركل تظهر فيها بصورة هتلر بشارب مزيف.

وكانت هناك نقطة أخرى بأجندة الاجتماع، وهي: "توظيف هؤلاء الأتراك الذين أكملوا تعليمهم في ألمانيا والدول الأخرى للعمل في تركيا عبر دورات خاصة ومقابلات وامتحانات ووسائل أخرى".

ويبدو أن الهدف كان عملية تأثير من جانب "توغفا" التي أرادت جذب الألمان من أصل تركي إلى تركيا، وتوسيع عملياتهم السرية على الأراضي الألمانية ومن بينها جمع المعلومات الاستخباراتية وأنشطة المراقبة، بحسب "نورديك مونيتور".

وكان على الأرجح سيتم وضع بعض المرشحين في فروع الاستخبارات التابعة للحكومة التركية؛ من أجل تسهيل الوصول والتسلل إلى المجتمع الألماني.

وفي وقت سابق، نشر "نورديك مونيتور" تقريرا يتحدث عن مذكرة سرية لـ"توغفا"، كشفت خطط المؤسسة الخاصة بجمع معلومات استخباراتية بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات الوطنية التركي.

وتضمنت المذكرة المكونة من ثلاث صفحات حديثا عن إجراءات السياسة والجهود الفعلية التي يجب أن تقوم بها المؤسسة للمساعدة في دعم حكومة أردوغان القمعية.