فشل تجدد مفاوضات السلام ..عريقات يكيل الاتهامات لغرينبلات
تبادل الاتهامات بين عريقات ومبعوث ترامب، بدا مشهدا غير مسبوق في تاريخ العلاقات الفلسطينية-الأمريكية.
في مشهد نادر ، تبادل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ومبعوث الرئيس الأمريكي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات الاتهامات حول فشل المساعي لتجديد المفاوضات الفلسطينية–الإسرائيلية.
فقد بدا تبادل الاتهامات من خلال مقالات نشرها غرينبلات وعريقات في صحيفة إسرائيلية، مشهدا غير مسبوق في تاريخ العلاقات الفلسطينية-الأمريكية .
ولكل من عريقات وغرينبلات موقعه الحساس، فالأول يقود الجانب الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل، فيما الثاني هو الوسيط الأمريكي في هذه المفاوضات.
وأوقف الفلسطينيون اتصالاتهم السياسية مع الإدارة الأمريكية بعد قرار الرئيس دونالد ترامب مطلع شهر ديسمبر/كانون أول 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إلى المدينة.
وكانت الاتهامات التي بدأ بها غرينبلات ضد عريقات جاءت قبل وقت قصير من إعلان أمريكي محتمل عن خطة أمريكية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية.
فتحت عنوان" الفلسطينيون يستحقون من هو أفضل من عريقات"، كتب غرينبلات في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "حان الوقت لسماع أصوات جميع الفلسطينيين. لقد سمعت أصواتهم على مدى الـ16 شهرا الماضية ولا يتفق الكثيرون منهم مع الدكتور عريقات أو مع نهجه، لكن الشيء المحزن هو أن معظمهم لا يجتمعون ويتحدثون بصدق وبصراحة سوى على انفراد لأنهم يخشون التحدث علنا".
وفي دعوة صريحة لإقصاء كبير المفاوضين الفلسطينيين، أضاف غرينبلات: "الدكتور عريقات، لقد سمعنا صوتك منذ عقود ولم يحقق أي شيء قريب من التطلعات الفلسطينية أو أي شيء قريب من اتفاقية سلام شاملة. لربما قد تساعدنا وجهات نظر فلسطينية أخرى في التوصل إلى اتفاق سلام شامل حيث يمكن أن تكون حياة الفلسطينيين والاسرائيليين أفضل".
عريقات من جانبه، ردّ على اتهامات غرينبلات بمقال في ذات الصحيفة تحت عنوان "بتسابقها مع التطرف الإسرائيلي فإن إدارة ترامب تقتل السلام وليس أنا"، وصف فيه المسؤول الأمريكي ذاته بأنه ناطق بلسان حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وكتب عريقات: "كان على مبعوث ترامب، جايسون غرينبلات، أن يوجه لنا على الأقل رسالة تعزية بفقدان عشرات الأرواح الفلسطينية وإصابة الآلاف في قطاع غزة على أيدي القناصة الإسرائيليين. ومع ذلك، فقد اختار أن يصبح المتحدث الرسمي للاحتلال من خلال تأييده المستمر لنقاط التحدث الإسرائيلية وإلقاء اللوم على الضحية في موتها وإصابتها، وكونها تحت الاحتلال، واعتقالها، وتهجيرها قسرياً ومواصلة سلبها أرضها وديارها".
ولفت عريقات إلى أنه" في إشارة فاضحة للتدخل في شؤوننا الداخلية، فإن إدارة ترامب تحرّض علناً على القيادة الفلسطينية لالتزامها بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
وتابع" لقد قام السيد غرينبلات بتشجيع أجندات تهدف إلى إنكار حقوق الشعب الفلسطيني بشكل ممنهج، وتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية. في الوقت نفسه، عززت الولايات المتحدة العمل ضد وكالة أونروا التي توفر الخدمات للاجئين الفلسطينيين، بما فيهم ما يقارب 80% من سكان قطاع غزة".
مستطردا "لن يتحدث غرينبلات أبداً عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير أو عن حل سياسي، ولن يجرؤ على الحديث عن حل يتساوى فيه الفلسطينيون والإسرائيليون. لقد اعتدنا سماع هذا الخطاب من قادة حركة المستوطنين الإسرائيليين اليمينيين الذين يؤمنون بأنه يمكن تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين إذا تم تقوية نظام الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين، وليس من قبل مسؤول أمريكي مكلف بدعم مصالح السلام في المنطقة! ".
واستدرك عريقات بتذكير المسؤول الأمريكي: "لكن خلال عشرات الاجتماعات التي أجريناها معه، رفض غرينبلات مناقشة القضايا الجوهرية: لا حدود، ولا مستوطنات، ولا حل الدولتين. واليوم، يتمحور دوره في تسويق السياسات الإسرائيلية على مجتمع دولي مرتاب، ثم يعبر عن استيائه حين يتم تذكيره بذلك".
ومن أجل تحقيق سلام عادل ودائم، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين، على الحاجة "لرجال دولة وليس رجال عقارات".