ماراثون إريكسن.. يكبد البريمييرليج أكبر خسارة في الميركاتو الشتوي
كريستيان إريكسن الراحل عن توتنهام إلى إنتر ميلان كان أبرز اللاعبين الذين خسرهم الدوري الإنجليزي خلال الميركاتو الشتوي المنقضي.
ظلت مسألة رحيل الدنماركي كريستيان إريكسن عن صفوف فريقه توتنهام الإنجليزي موضع اهتمام أكبر أندية القارة العجوز على مدار الميركاتو الصيفي الماضي، ثم الميركاتو الشتوي المنقضي (الجمعة).
وبعد ماراثون طويل من المفاوضات الرسمية تارة والشفهية تارة أخرى، كان إنتر ميلان الإيطالي هو الفائز بالصفقة السوبر، بعدما أعلن في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الحالي تعاقده مع اللاعب لـ4 سنوات ونصف، في صفقة ضعيفة تشير تقارير صحفية إلى أنها كلفت النادي الإيطالي 20 مليون يورو فقط.
ومثلت تلك الصفقة خسارة مزدوجة من كل الأوجه ماديا وفنيا، حيث خسر توتنهام لاعبا بارزا دون أن يستفيد حتى منه ماديا بالشكل المناسب، وذلك بسبب مغالاته الشديدة في سعره خلال فترات انتقالات سابقة، ليضطر في النهاية للتخلي عنه بهذا المقابل الضعيف بدلا من تركه مجانا بنهاية عقده آخر الموسم.
كما خسر البريمييرليج أحد أبرز لاعبيه خلال السنوات الأخيرة من الناحية الفنية، وذلك وفقا للأرقام والإحصائيات، حيث أظهرت شبكة أوبتا العالمية للإحصاءات أن أرقام إريكسن مع توتنهام تجعله يوصف بأنه أكثر اللاعبين تأثيرا في المسابقة خلال فترة وجوده.
على الجانب الآخر فإن المقابل المادي الضعيف الذي دفع في الصفقة كان من الممكن أن يتضاعف حال قبل توتنهام بيع اللاعب مبكرا، مما كان سيفيد المسابقة أيضا من الناحية الاستثمارية بخلاف النادي.
عروض كبيرة ومبالغات
كان نادي برشلونة الإسباني من أوائل الأندية التي أبدت رغبتها في خطف اللاعب الدنماركي، وذلك في صيف 2018، لكن توتنهام وضع سعرا لنجمه لا يقل عن 100 مليون يورو، وهو ما رآه النادي الكتالوني مبالغا فيه للغاية، ليضطر بعد شد وجذب لصرف النظر عن الصفقة.
وجاء ريال مدريد قطب إسبانيا الآخر في الصيف التالي ليرتبط اسمه بالتعاقد مع إريكسن، كبديل لصفقة الفرنسي بول بوجبا لاعب وسط مانشستر يونايتد المطلوب من مواطنه زين الدين زيدان مدرب الميرينجي.
وظلت المسألة الخلافية بين رئيس الريال فلورنتينيو بيريز ومدرب الفريق زيدان هي اسم لاعب الوسط، بوجبا أم إريكسن، وفي ظل أن إدارة توتنهام كانت مجبرة على بيع إريكسن الذي رفض تجديد التعاقد فإن فرص انتقاله إلى سانتياجو بيرنابيو كانت أفضل من بوجبا.
إلا أن زين الدين رفض فرصة التعاقد مع لاعب الوسط الموهوب، رغم أنه كان متاحاً بسعر غير كبير مقارنة بالذي طلبه توتنهام من برشلونة في الصيف الذي سبقه، وذلك بسبب اقتراب عقده من الانتهاء.
ولم يكن رفض زيدان فقط بسبب نيته التعاقد مع بوجبا، لكن لتألق نجوم خط الوسط في فريقه فيديريكو فالفيردي وتوني كروس وكاسيميرو ولوكا مودريتش.
وبعيداً عن ريال مدريد، كان مانشستر يونايتد هو إحدى الوجهات التي استهدفت التعاقد مع اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً في أغسطس/آب الماضي، لكن الصفقة انهارت في اللحظات الأخيرة، لأن اللاعب كان يريد العمل خارج إنجلترا، إما إيطاليا أو إسبانيا، بالإضافة لعدم الاستقرار في أولد ترافورد.
فرصة مثالية
مثل مشروع إنتر ميلان فرصة مثالية لإريكسن، الذي فقد دوافعه للعب في توتنهام خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما بعد خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا، وكذلك بسبب الراتب الصغير الذي كان يتحصل عليه، والذي كشفت تقارير عن أنه 3.9 مليون إسترليني سنويا، كعاشر لاعب في قائمة فريقه من حيث الرواتب، وأيضا لرغبته في التتويج بالبطولات.
بالإضافة إلى أن إنتر نفسه بات وجهة لمجموعة من أهم لاعبي البريميرليج، مثل آشلي يونج وأليكسيس سانشيز وروميلو لوكاكو لاعبي يونايتد السابقين، وفيكتور موسيس لاعب تشيلسي، رغبة في العمل مع أحد مدربي الفئة الأولى في العالم، وهو الإيطالي أنطونيو كونتي.
كما يضم الفريق الإيطالي أكثر من اسم واعد، من بينهم لاوتارو مارتينيز المهاجم المطلوب من أفضل أندية أوروبا، وهو ما أسهم في النهاية في تفضيل إريكسن الانضمام إلى الإنتر مقابل نحو 20 مليون يورو، وهو أقل بنحو 70 مليون يورو عن قيمته التسويقية.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز