عقب السلام مع إثيوبيا.. إريتريا تحتفل الجمعة بعيد الاستقلال
يأتي احتفال هذا العام بالتزامن مع إنهاء أطول عداء بين إريتريا وإثيوبيا على خلفية الحرب التي اندلعت بينهما في 1998.
يحتفل الإريتريون، الجمعة، بالذكرى الـ28 لعيد الاستقلال عن إثيوبيا والذي يوافق 24 مايو/أيار 1991 إثر كفاح طويل استمر لنحو ثلاثة عقود.
ويأتي احتفال هذا العام بالتزامن مع إنهاء أطول عداء بين إريتريا وإثيوبيا على خلفية الحرب التي اندلعت بينهما في 1998، لتعلن بذلك أسمرا وأديس أبابا إنهاء واحدة من أطول الخصومات في أفريقيا.
ووقعت إثيوبيا وإريتريا في 9 يوليو/تموز الماضي "إعلان المصالحة والصداقة"، تم بموجبه فتح السفارات بين البلدين وتطوير الموانئ واستئناف رحلات الطيران، وفتح المعابر الحدوية أمام شعبي البلدين.
وينتظر أن تمتلئ الساحات والميادين في مختلف أنحاء إريتريا بالحشود احتفالا بعيد الاستقلال.
ومن المتوقع أن يجرى الاحتفال الرئيسي في استاد أسمرا، بحضور كبار المسؤولين الحكوميين وممثلي الدول والمنظمات والبعثات ومختلف الوفود.
وسيلقي الرئيس الإريتري ،أسياس أفورقي، خطابا جماهيريا بمناسبة عيد الاستقلال، يستعرض فيه ملامح السياسة الخارجية والداخلية لبلاده.
وينتظر كثير من المهتمين في المنطقة هذا الخطاب بكثير من الترقب؛ حيث دأب "أفورقي" على أن يبعث برسائل لجهات مختلفة في هذه المناسبة.
مكي المغربي، الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قال إن احتفالات إريتريا بالسلام لهذا العام، تأتي بطعم خاص عقب السلام وعودة العلاقات مع إثيوبيا ما يجعلها فريدة من نوعها.
وأضاف المغربي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أنه في ظل السلام الذي حدث مؤخرا بين البلدين، يتوقع أن يكون احتفال إريتريا هذا العام احتفالا للأشقاء بتحقيق العديد من الإنجازات وخاصة طي ملف الصراع.
وأوضح أن الخطوات القادمة ستكون في سبيل التكامل والتعاون بين البلدين لتعويض شعوبهما، من أجل تحقيق التنمية المشتركة.
وأشار إلى أن ما تحقق من جهود إصلاحية قام بها رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، لتوطيد وإعادة العلاقة بين البلدين شيء ليس بالسهل.
وأكد على أن الإقليم والقارة السمراء كلها تنتظر الانفتاح والتكامل الاقتصادي، وهو ما يتطلب من البلدين أن يقدما نموذجا للتكامل الاقتصادي.
لمحة تاريخية
ويحتفل الإريتريون فى 24 مايو/أيار من كل عام بعيد استقلالهم، وذلك حينما تحالفت "الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا" بزعامة أسياس أفورقى، الرئيس الإريترى الحالى، مع الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية في إثيوبيا (الائتلاف الحاكم الحالي) بقيادة، ملس زيناوى، رئيس الوزراء الإثيوبى الراحل، في الإطاحة بنظام ميغستو هايلي مريام العسكري في العام 1991.
واعترفت إثيوبيا باستقلال إريتريا بعد أن منحتها حق تقرير المصير للشعب الإريترى الذي قرر الاستقلال في استفتاء شعبي وجاءت نتيجته 99% لصالح الاستقلال.
لكن صراعاً حدودياً حول بلدة "بادمي" اندلع مجدداً بينهما عام 1998، فقُطعت العلاقات الدبلوماسية منذ ذلك الحين.
وشهدت الجزائر في ديسمبر/كانون أول 2000، توقيع اتفاقية سلام بين البلدين، أنهت الحرب الحدودية، ومنذ ذلك عاش البلدان لعقدين من الزمن فترة اللاحرب واللاسلم.
إلى أن جاء التحول والحدث التاريخي في يوليو/تموز الماضي الذي شهده البلدان بالتوقيع على اتفاقية سلام وصداقة أذنت ببدء تطبيع العلاقات بعد فترة طويلة من الخصومة، وإنهاء حالة الحرب.