إريتريا تعتزم الانسحاب من "تجراي" الإثيوبي.. وتبلغ الأمم المتحدة
أبلغت إريتريا مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عزمها سحب قواتها من إقليم تجراي الإثيوبي، في خطوة تأتي باتفاق مع أديس أبابا.
ويعكس الموقف أول اعتراف رسمي من إريتريا بدخول قواتها لإقليم تجراي، إثر عملية إنفاذ للقانون قام بها الجيش الإثيوبي ضد جبهة تحرير تجراي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
جاء ذلك في رسالة، نشرتها وزارة الإعلام الإريترية، وجهتها سفيرة إريتريا لدى الأمم المتحدة، صوفيا تسفاماريام، لمجلس الأمن الدولي توضح فيها الأسباب التي دعت بلادها لدخول إقليم تجراي دفاعا عن أمنها القومي.
ووفق تسفاماريام، فإن القوات الإريترية دخلت إقليم تجراي إثر اندلاع الأزمة بعد أن قامت "جبهة تحرير تجراي" بشن هجوم استباقي على جميع وحدات القيادة الشمالية للجيش الإثيوبي الفيدرالي، بهدف تنفيذ ما سمته "الحرب الخاطفة" من قبل الجبهة لتحييد أكبر فرقة عسكرية في إثيوبيا، ومصادرة أسلحتها التي تمثل 80% من إجمالي ترسانة قوات الدفاع الإثيوبية، والاستيلاء على السلطة في إثيوبيا عبر العنف ثم غزو إريتريا لاحقًا.
وقالت إن القوات الإريترية أجبرت على اللجوء إلى تدابير مشروعة للدفاع عن النفس، إثر هذه الحرب الخطيرة بين الجبهة والحكومة الفيدرالية الإثيوبية، مشيرة إلى أن هذا الإجراء كان من الممكن أن تفعله دول أخرى في ظل ظروف مماثلة.
وأوضحت سفيرة إريتريا لدى الأمم المتحدة أنه "مع إحباط التهديد الخطير الذي كان يواجه إريتريا إثر هذه الأزمة في تجراي، فقد اتفقت إريتريا وإثيوبيا على أعلى المستويات بالشروع في انسحاب القوات الإريترية وإعادة انتشار الوحدات الإثيوبية على طول الحدود الدولية".
وأضافت: "سمعنا مزاعم كاذبة عن استخدام العنف الجنسي والجوع كسلاح. إن مزاعم الاغتصاب وغيرها من الجرائم المرفوعة ضد الجنود الإريتريين ليست فقط شائنة، ولكنها أيضا هجوم شرس على ثقافة وتاريخ شعبنا"،
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اعترف الشهر الماضي بالوجود الإريتري، وقال في كلمة أمام مجلس النواب الإثيوبي، إن دخول الجيش الإريتري للأراضي الإثيوبية كان لتأمين حدوده عقب خيانة وتمرد "جبهة تحرير تجراي".
وحول مزاعم ارتكاب الجيش الإريتري عمليات قتل وانتهاكات في إقليم تجراي، قال آبي أحمد إن حكومة أسمرة تعهدت بتقديم كل من يتورط في انتهاكات للعدالة.
وتعود قضية إقليم تجراي إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حين أمر رئيس الوزراء الإثيوبي بتنفيذ عملية عسكرية ضد "جبهة تحرير تجراي"، بعد مهاجمتها القاعدة العسكرية الشمالية.
ونجح الجيش الإثيوبي في توجيه ضربات متتالية للجبهة وهزيمتها، والوصول إلى عاصمة الإقليم "مقلي" في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي،