شركات كبرى تزيد استثماراتها في الأمن الإلكتروني
أكثر من 90% من كبرى الشركات في العالم مستعدة لزيادة الاستثمار في الأمن الإلكتروني لها ولأنظمتها، نظرا لما تجابهه من محاولات لاختراقها
يشهد العالم حاليا عمليات اختراق لأنظمة الأمن السيبراني بشكل غير مسبوق بمعدل يصل لأكثر من عملية بالشركات الكبرى أسبوعيا، ما دفع كبرى الشركات إلى الموافقة على زيادة استثمارها في الأمن الإلكتروني لأكثر من الضعف، فيما أبدى 90% منها الاستعداد اللازم لتطويع جميع إمكانياتها المادية والمعنوية اللازمة لتطوير الحرب على الخروق السيبرانية والأمن الإلكتروني بالمستقبل.
وحسبما ذكر رايان لاسال، مدير شعبة الأمن السيبراني بشركة الأمن الإلكتروني اكسنتشر سيكيورتي - Accenture Security، فإن هذا المعدل المتزايد من عمليات الاختراقات الأمنية، تأتي على خلفيته توابع البعض منها جيد والبعض الآخر سيئ.
أما عن التوابع الجيدة، قال "لاسال" في مقاله المنشور بصحيفة "تليجراف"، إن فرق الأمن المختصة بالتصدي لهذه الاختراقات زادت من خبرتها بشكل كبير ونجحت في الحد من عمليات الاختراق بعد تعرفها على أساليب الاختراق وأنواعه، بينما كانت التوابع السيئة لزيادة معدل عمليات الاختراق، أن ضغط العمل على الأنظمة السيبرانية بالشركات الكبرى والمؤسسات في ازدياد يوميا، ما يعرض الأمن السيبراني للشركات لمزيد من الخطر.
وتعتبر شركة اكسنتشر سيكيورتي - Accenture Security، أحد أبرز شركات الأمن الإلكتروني في العالم، وقد صدر عنها، حسبما ذكر "رايان لاسال" في مقاله، تقرير يفيد بأن الشركات الكبرى حول العالم في نفس وقت تصديها للهجمات السيبرانية التي تضاعفت في العامين الماضيين، استفادت من اكتساب الخبرة في هذه الحرب باكتشافها المزيد من الهجمات مبكرا ووئد خطرها قبل أن تتسبب في أي ضرر.
وذلك يعني أنه بالرغم من أن عدد الهجمات في تزايد فإن كفاءة ردع الهجمات المضادة في تحسن وهو الأمر المطمئن.
وعلى حد ذكر "رايان لاسال"، فقد كشفت شركته اكسنتشر سيكيورتي - Accenture Security عن تقريرها بعد إجرائها استفتاء شاركت به 4600 شركة كبرى حول العالم، تأكد من خلاله أن المستوى المتقدم الذي وصلت له شركات الأمن السيبراني يؤهل هذه الشركات للصمود وتفادي أي هجمات تتعرض لها أنظمتها على مدار فترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام.
ومن أبرز سمات التطور الذي شهدته عمليات التصدي للاختراقات السيبرانية في السنوات الأخيرة، أن الأساليب والتقنيات الجديدة ساعدت على تقليص الوقت الذي يستغرقه تحديد موضع الهجوم من شهور وسنوات إلى أسابيع، يتم خلالها الكشف عن الاختراقات بانتظام في غضون شهر واحد وبنسبة 89%، وهي نسبة تزيد على ما كانت عليه نسبة الكشف في العام الماضي بمقدار 32%.
وأكد "رايان لاسال" في مقاله، أنه من ضروريات الحفاظ على المستوى الذي وصلت إليه كفاءة رصد ومحاربة الاختراقات السيبرانية، يتوجب توفير المزيد من الإمكانيات لفرق الرصد ومزيد من الالتزام من قبل رؤساء الشركات بتقديمهم الدعم المادي والاستثمار في مجالات الأمن السيبراني للاستمرار في تطوير أساليب وتقنيات الردع.
وكانت نتائج الاستفتاء الذي أجرته شركة اكسنتشر سيكيورتي - Accenture Security مبشرة فيما يخص تنمية الاستثمار في مجال الأمن السيبراني، حيث أبدى 90% من الشركات المشاركة بالاستفتاء استعدادها لتطويع جميع إمكانياتها المادية والمعنوية اللازمة لتطوير الحرب على الخروق السيبرانية والأمن الإلكتروني بالمستقبل، وكان من أصل هذه النسبة 31% من الشركات التي وافقت على زيادة استثمارها في الأمن الإلكتروني لأكثر من الضعف.
وعلى جانب آخر، أكد "رايان لاسال"، في مقاله، أن هذا التطور في الحرب على القرصنة، يجب أن يدعمه وجود رؤساء لشعبة الأمن المعلوماتي من ذوي الكفاءة بكل شركة كبرى، حتى يكونوا قادرين على وضع مخططات قادرة على توفير الأمن والسلامة للأنظمة الإلكترونية بالشركات التي يعملون بها.
وفي المجمل، كانت النتيجة إيجابية في استفتاء شركة اكسنتشر سيكيورتي - Accenture Security على مدى تحسن عمليات التصدي للاختراقات السيبرانية، حيث أجمع الـ4600 شركة المشاركة في الاستفتاء على أن عمليات التصدي للقرصنة تحسنت عن العام الماضي بنسبة 42%.