بعد أزمة القرصنة.. هل الاستثمار في بيتكوين آمن؟
الزيادة الهائلة في أسعار بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة العام الماضي جذبت إليها اهتمامًا واسعًا، لكن كثيرا منها الآن في وضع حرج.
تقلب أسعار عملات بيتكوين ليس ما يؤرق المستثمرين، ولكن تعرض ما قيمته مئات ملايين الدولارات من العملات الرقمية إلى السرقة من جانب القراصنة خلال الأشهر الأخيرة، خاصة وأن الخبراء يقولون إن المشكلة ربما لن تنتهي قريبًا.
في الحادث الأخير، أعلنت منصة تداول العملات الرقمية المشفرة الكورية الجنوبية "Coinrail" تعرضها للاستهداف من قبل لصوص الإنترنت، الذين سرقوا حوالي 30% من عملاتها الافتراضية، طبقًا لما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وقال هنري أرسلانيان، خبير التكنولوجيا المالية في آسيا بشركة "PwC" الاستشارية، إنه يتوقع استمرار القراصنة في استهداف العملات المشفرة.
في يناير/كانون الثاني، قالت منصة تداول العملات " Coincheck" اليابانية، إن قراصنة سرقوا أكثر مما قيمته 500 مليون دولار من العملات المشفرة، وطبقًا ليو كوون المدير التنفيذي بشركة "Hosho Group" المتخصصة في تأمين التطبيقات التي تستخدم سلسلة الكتل أو بلوك تشين، فإن هذه الحوادث هي غيض من فيض.
ويقدر كوون بأن حوالي ثلث مبادلات العملات المشفرة تعرضت للقرصنة، ويتوقع معاناة عدد أكبر من نفس المصير.
الزيادة الهائلة في أسعار بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة العام الماضي جذبت إليها اهتماما واسعًا، لكن شهد كثير منها وضعًا حرجًا خلال العام الجاري، فقد هبطت بيتكوين بنسبة أكثر من 50%.
وقال أدريان لاي الشريك المؤسس بشركة "Orichal Prtners" الاستثمارية للعملات الرقمية في هونج كونج، إن المستثمرين يساورهم قلق متزايد حيال مسائل الأمن الإلكتروني.
وأوضح هنري أرسلانيان أن أكثر الأشخاص عرضة للخسارة هم المستثمرون الصغار الذين يعتبرون أكثر ميلًا نحو إيداع جميع مدخراتهم من العملاتهم المشفرة بمنصة واحدة، مما يجعلهم أكثر عرضة لخسارة استثماراتهم عند وقوع حوادث سرقة مثل التي شهدتها " Coincheck" و"Coinrail".
أما المستثمرون الكبار مثل البنوك وصناديق التأمين، فهم أقل قلقًا حيال هذا النوع من القرصنة، طبقًا لأرسلانيان؛ نظرًا إلى أنه يمكنهم توزيع المخاطر عبر عدة منصات، فضلًا عن الاستثمار بشكل غير مباشر من خلال المشتقات المالية وغيرها من القنوات التي تكون بشكل عام أقل إمكانية في الوصول إلى المستثمرين العاديين.