بالصور.. دار الكتب "ومزكر".. كنز تاريخي بقلب العاصمة الإثيوبية
دار الكتب الإثيوبية "ومزكر" يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1944، حين أقيمت مكتبة عامة بالكتب التي تبرع بها الإمبراطور هيلا سيلاسي
تقف دار الكتب والوثائق الإثيوبية "ومزكر" شامخة في قلب العاصمة أديس أبابا، يصفها كثيرون بـ"الكنز التاريخي"، لاحتفاظها بمقتنيات تراثية قيمة ومخطوطات إسلامية نادرة تعود للقرن الـ14، ومخطوطات في الطب والفلك والأدب واللغة، مكتوبة باللغات الجئزية والعربية والأمهرية والأورومية والتجرينية.
يعود تأسيس "ومزكر" دار الكتب والوثائق إلى عام 1944، إذ أقيمت مكتبة عامة ملأتها الكتب التي تبرع بها الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي، بهدف تقديم خدمات خاصة للباحثين والعلماء والأكاديميين والكتاب وطلاب التعليم العالي والجمهور بوجه عام.
وقال بسرات أب غيتاشو، الخبير الإثيوبي بدار الكتب والوثائق الإثيوبية، إن الدار تحتفظ بمقتنيات نفيسة تعود لقرون، عندما كان علماء إثيوبيا المسلمون يكتبون على الجلود جميع أنواع المخطوطات بخط اليد في الدين، والقرآن الكريم والتفسير والحديث النبوي والمدائح، والفقه، وغيرها من المخطوطات.
وأوضح غيتاشو، لـ"العين الإخبارية"، أن المخطوطات كتبت بطريقة بدائية بالحبر ممزوجا بالأعشاب والزهور والتراب والبيض، ورغم ذلك استطاعات أن تصمد لقرون عدة، لافتا إلى أن دار الكتب والوثائق الإثيوبية تحتفظ بمخطوطات إسلامية تعود لما قبل 700 عام.
وقال مري غيتا برهانو أبرا، خبير في الكتب والمخطوطات الإثيوبية القديمة، إن تاريخ إثيوبيا القديم محفوظ على المخطوطات القديمة، موضحا أن تاريخ علماء الإسلام والمساجد والتعاليم الإسلامية نقل عبر المخطوطات في أديس أبابا.
وأشار إلى أن أماكن عدة في إثيوبيا تحتفظ بالتراث الإسلامي المخطوط باليد باللغة الأمهرية، موضحا أن مناطق "هرر" شرق و"جيما" غرب و"أرسي" و"بالي" شرق جنوب إثيوبيا تحتفظ بآلاف المخطوطات الإسلامية التي تجد إقبالا كبيرا من الدارسيين والباحثين من البلاد وخارجها.
وأجرت "العين الإخبارية" جولة داخل دار الكتب والوثائق الإثيوبية بالتزامن مع زيارة وفد من جمهورية السودان للمقر التاريخي.
ووصفت نجلاء حسين، عضو بالوفد، دار الكتب الإثيوبية بـ"القيمة"، موضحة أنها تزخر بالكثير من المعلومات الثرية، مشيرة إلى أن المخطوطات التاريخية يعود عمرها إلى القرن الـ14، وتحمل معلومات تفيد الأجيال المقبلة.
وأشارت صفاء البشير يوسف إلى أنها جاءت من السودان للتعرف على ثقافة التعايش والتسامح السلمي، التي تتميز بها الشعوب والقوميات الإثيوبية، معربة عن إعجابها بالدار الإثيوبية، وما تزخر به من مقتنيات تشكل مرجعا تاريخيا للمجتماعات المسلمة والمسيحية.