"إكسير الخلود".. أسطورة تتحول إلى أهم الأعياد القومية في الصين
"عيد القمر" يصادف موسم الحصاد لفصل الصيف لدى المزارعين الصينيين، لذلك يُطلق عليه أيضا عيد الحصاد الشعبي.
تحتفل الصين، الإثنين، بـ"عيد منتصف الخريف الصيني" والذي يُطلق عليه أيضا "عيد القمر"، أو عيد "الحصاد الشعبي".
وتعتبر هذه المناسبة أهم وأكبر الأعياد التقليدية في الصين، وتُجرَى لها استعدادات ضخمة في جميع أنحاء العالم، فيما تحصل جميع الهيئات الرسمية في الصين على عطلة تستمر قرابة الأسبوع.
وبحسب التقويم الصيني، يُعقد هذا المهرجان في اليوم الـ15 من الشهر الثامن في التقويم الصيني، الذي يصادف عادة أواخر شهر سبتمبر/أيلول، وهو التاريخ الذي يكون فيه القمر مكتملا كليا.
ويرجع الاحتفال بهذا العيد إلى أسطورة تعود لأكثر من 3000 سنة، والتي تقول إن الأرض منذ آلاف السنين كانت تمتلك 10 شموس، وكانت الحرارة التي تجتاح العالم تتسبب جفافا كبيرا وتقتل النباتات وتترك الشعب في جوع وجدب.
ولإنقاذ الحياة على الأرض، طلب إمبراطور السماء من رامي السهام المحترف "هو يي" إسقاط 9 شموس وترك واحدة ليستفيد منها البشر.
وكمكافأة على هذا العمل، مُنِح الإمبراطور، هو يي "إكسير الخلود"، الذي أخفاه في منزله وكان يخطط لمشاركته مع زوجته الجميلة، تشانج.
ولكن بينما كان "هو يي" في إحدى رحلات الصيد، ذهب تلميذ يُدعَى "فينج مينج" إلى منزله لسرقة الإكسير، وفي محاولة من زوجته لإبقاء "إكسير الخلود" بعيدًا عن أيدي فينج، شربت الجرعة وصعدت بعدها إلى السماء حيث اتخذت من القمر منزلا لها، لتصبح إله القمر عند الصينيين.
ومنذ ذلك الحين اتخذ الصينيون من هذا اليوم عيدا يقدمون فيه قرابين لإله القمر من الكعك الفاخر الذي يُسمَّى "كعكة القمر"، ويوزعونه على جميع أفراد الأسرة كصورة من صور "لم الشمل".
وبهذه المناسبة، تجتمع الأسرة والأصدقاء ليستمتعوا بمظهر القمر المكتمل، ويتناولون كعكة القمر اللذيذة، ويُقال إنه حتى يومنا هذا، يمكن لأولئك الذين ينظرون بقوة بما فيه الكفاية أن يروا صورة تشانغ في القمر.
ومن بين الأنشطة المرتبطة بالاحتفال، تشجيع الأطفال على صنع وتزيين الفوانيس الخاصة بهم، وإقامة المهرجانات والعروض الفنية أمام المعابد وتأدية رقصة التنين الشهيرة، إلى جانب تزيين الشوارع بالمصابيح الحمراء.
وأطلقت السلطات الصينية على برنامجها الوطني لاستكشاف القمر اسم "تشانج"، وفي ديسمبر/كانون الأول المقبل، سيتم إطلاق مهمة "تشانج 4" التي من المقرر أن تكون الأولى من نوعها للقيام بعمليات هبوط على الجانب المظلم من القمر.
ويُصادف عيد القمر، موسم الحصاد لفصل الصيف لدى المزارعين الصينيين، لذلك يطلق عليه أيضا عيد الحصاد الشعبي.