السعودية تتصدر قائمة أكبر مستوردي البن الإثيوبي في العالم
شافي عمر ، مسؤول رفيع المستوى بهيئة القهوة والشاي الإثيوبية (حكومية) مقابلة مع العين الاخبارية
تتصدر المملكة العربية السعودية قائمة أكبر مستوردي البن الإثيوبي، متقدمة على ألمانيا، التي تليها في ترتيب القائمة، وفقا لأحدث بيانات بهيئة القهوة والشاي الإثيوبية.
وتعتبر إثيوبيا، التي تعرف ببلاد السمن والعسل والبن، خامس أكبر دولة في إنتاج البن عالميا، وتعتمد الحكومة على هذا المنتج القومي كواحد من عناصر الاقتصاد الوطني في المجال الزراعي، خاصة وأنها تمتلك أجود الأنواع على مستوى العالم .
وقال شافي عمر، مسؤول رفيع المستوى بهيئة القهوة والشاي الإثيوبية (حكومية) إن الدول العربية تستورد البن الإثيوبي بشكل كبير، لافتا أن مشتري البن من الدول العربية يفضلون البن الإثيوبي.
وأوضح عمر، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، أن لدى بلاده 10 دول تتصدر قائمة الدول المستوردة للبن الإثيوبي، على رأسها المملكة العربية السعودية، تليها ألمانيا وأمريكا الشمالية وبلجيكا واليابان وكوريا الجنوبية.
وأشار إلى أن تجارة البن مع الدول العربية لم تشهد أي عوائق بخلاف التأثيرات المترتبة على إجراءات كورونا في بعض الدول والتي أغلقت الموانئ أمام حركة التجارة ضمن إجراءات العزل الصحي، في إشارة منه إلى إغلاق مينائي السودان وجيبوتي.
وأكد على أن وباء كورونا لم يؤثر على تجارة البن الإثيوبي بشكل مباشر سوى إغلاق بعض المقاهي والكافيات التي تأثرت بانتشار هذا الوباء .
وتابع: "هناك مؤشر جيد وهو زيادة مبيعات تجارة التجزئة عبر منافذ البيع المحلية والتي بدأت تبيع البن بكميات كبيرة منذ ظهور الفيروس في البلاد.
وأوضح المسؤول الإثيوبي أن إنتاج البن ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 28%، وهو ما ساهم في زيادة الدخل القومي الذي صعد بنحو 6%، حيث تم تصدير البن لهذا العام بشكل لم تشهده البلاد في السابق.
وقال إن حجم المبلغ الإجمالي من إيرادات البن وصل نحو 600 مليون دولار، رغم أن تعديل السعر المتوسط للبن الإثيوبي والذي كان يباع بسعر زهيد ولذا حققت البلاد 83% من خطتها. وتابع: بعد إضافة نتائج الشهرين الماضيين ارتفعت محصلة الإنتاج بـ87% من الخطة المستهدفة.
وأكد أن البن الإثيوبي يسير على خطى صحيحة وتأتي بعده التوابل والشاي الإثيوبي ضمن قائمة أهم الصادرات، قائلا: "نأمل أن تدعم كل هذه القطاعات الثلاث اقتصاد البلاد".
وأشار عمر إلى أن البلاد تمتلك العديد من أنواع البن بمختلف المذاق والنكهات. وقال إن البن الإثيوبي يعتبر ثروة وطنية حيث تحصل البلاد نسبة 26-30% من العملة الصعبة عبر تصدير البن، حيث بلغت 104 ملايين دولار خلال الشهر الماضي فقط.
وأضاف أن الخطة كانت تستهدف صادرات من البن بقيمة 94 مليون دولار وهو ما يعني تجاوز المستهدف بنحو 107% في شهر واحد فقط.
وتابع المسؤول الإثيوبي، قائلا: استطعنا أعبر التفاوض الجاد في السوق العالمية رفع سعر طن البن الإثيوبي من 3500 إلى 4100 دولار . وأضاف أن هذه الخطوة بلا شك ستعزز من نشاط جميع المساهمين في إنتاج البن الإثيوبي ليس من ناحية الكمية فقط وإنما أيضا بزيادة الجودة.
وقال إن مزارعي البن الإثيوبي حاليا يستطيعون تصدير منتجاتهم مباشرة بدون وسيط.. مشيرا إلى أن 600 من المزارعين تسلموا الرخص وبدأ 60 منهم بالفعل بتصدير منتجاتهم إلى مختلف دول العالم.
ويوم الخميس، شهدت أديس أبابا، مؤتمرا صحفيا مشتركا بين التحالف (Alliance for Coffee Excellence) ووكالة التنمية الأمريكية وهيئة القهوة والشاي الإثيوبية للإعلان عن الفائزين في مسابقة 2020 لأجود أنواع البن الإثيوبي.
وفي مسابقة 2020، فاز 28 نوعا من أنواع البن الإثيوبي بعد منافسة حادة بين 1459 نوعا قدمها منتجي ومزارعي ومصدري البن الإثيوبي.
وقال أدونجا دبلا، مدير هيئة القهوة والشاي الإثيوبية، إن الأنواع الفائزة سيتم عرضها للبيع في مزاد علني دولي عبر الإنترنت في 25 يونيو/حزيران المقبل.
وتعود جذور اكتشاف القهوة إلى إثيوبيا، على يد راعي أغنام من قبيلة "الأورومو"، الذي اكتشف الأثر المنشط لنبات حبوب القهوة.
ولاحظ الراعي في إحدى هضاب إثيوبيا أن قطيع الماعز يقفز بنشاط غير معهود ويتسلق الصخور بسرعة غير مألوفة، كلما أكلت الماعز من ثمار شجيرات، فبادر هو إلى تذّوقها وراح يشعر بحيوية زائدة وطاقة قوية لم يعهدها من قبل.