إثيوبيا: وساطة مفاوضات "سد النهضة" دورها التسهيل وليس الإملاء
قالت إثيوبيا إن دور الوساطة في مفاوضات سد النهضة تتعلق بتسهيل العملية وليس الإملاء، مطالبة بإفساح المجال لتوسط الاتحاد الأفريقي.
وخلال السنوات الماضية خاضت إثيوبيا (دولة منبع) مفاوضات شاقة مع مصر والسودان (دولتي مصب) لمعالجة مخاوفهما بشأن التأثيرات المحتملة للسد الذي تبنيه على النيل الأزرق.
واستضافت الولايات المتحدة إحدى حلقات التفاوض حول السد لكن أديس أبابا رفضت في نهاية عدة جولات الصيغة النهائية التي رعتها واشنطن في فبراير/شباط من العام الماضي.
وفي مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، إن موقف بلاده بشأن التوصل "لاتفاق مربح للأطراف لم يتغير في الوقت الذي كانت فيه مواقف السودان متأرجحة ما بين المطالبة بدور أكبر للمراقبين والانسحاب من المفاوضات، فيما ظل موقف إثيوبيا ثابتا عدا انسحابها من مفاوضات واشنطن، وذلك بسبب تحفظاتها لخروج الولايات المتحدة عن دورها".
وأوضح مفتي أن بلاده لم تتسلم "شيئا رسميا" بشأن الوساطة الرباعية الدولية في مفاوضات سد النهضة، مؤكدا استعداد أديس أبابا لاستئناف المفاوضات.
ومؤخرا، أعلنت الخارجية الإثيوبية رفض أديس أبابا الوساطة الرباعية التي اقترحتها مصر والسودان، مؤكدة تمسكها بالوساطة الأفريقية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية إنه وفقا لإعلان المبادئ الموقع بين البلدان الثلاث بالخرطوم، فأنه في حال فشل الدول في التوصل لاتفاق يكون اللجوء إلى الرؤساء (جرت المفاوضات السابقة على مستوى وزراء الخارجية والري).
وتابع: لا داعي في التعجل والتسابق إلى الرباعية الدولية قبل أن تعطى الوساطة الأفريقية فرصتها في إنجاح المفاوضات.
والإثنين، أرسل رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك خطابات إلى الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتشكيل آلية رباعية للوساطة في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
واقترح حمدوك، في الخطاب تغيير النهج المُتبع في المفاوضات والذي أدى إلى عدم الوصول لاتفاق بين الأطراف الثلاثة خلال فترة التفاوض الماضية، مشددا على ضرورة تأسيس نهج يقوم على وجود الشركاء الدوليين الرئيسيين من خلال الآلية الرُباعية للاستفادة من تجربة جولات التفاوض السابقة.
وتقدم السودان بمقترح ودعمته القاهرة حول تطوير آلية التفاوض التي يرعاها الاتحاد الأفريقي من خلال تشكيل رباعية دولية تقودها وتسيرها جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وتشمل كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات، حيث دعا البلدان هذه الأطراف الأربعة لتبني هذا المقترح والإعلان عن قبولها له وإطلاق هذه المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة.
ولا يزال ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي محل خلاف بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي في هذا الشأن رغم جولات التفاوض المتعددة والتي رعتها واشنطن تارة، والاتحاد الأفريقي تارة أخرى، علاوة على اجتماعات ثلاثية لم تسفر عن حل للقضايا الشائكة.
وتناول المسؤول الإثيوبي في مؤتمره الصحفي اليوم الثلاثاء، النزاع الحدودي بين بلاده والسودان، وقال على الرغم من التزامنا الصمت بشأن النزاع الحدودي مع السودان، فإننا نعبر عنه بإعطاء الأولوية للدبلوماسية حفاظا على علاقاتنا.
ونشبت التوترات بين السودان وإثيوبيا عقب إعلان الجيش السوداني انتشاره على حدوده الشرقية واستعادة أراض زراعية شاسعة كان يسيطر عليها مزارعون وعناصر إثيوبية طوال ربع قرن من الزمان.
وقابلت إثيوبيا هذه التحركات برفض قاطع، متهمة الجيش السوداني باختراق حدودها والاعتداء على المزارعين وأملاكهم، قبل أن تطالبه بالانسحاب.
فشل الجانبان في التوصل إلى صيغة توافقية للدخول في مفاوضات بعد اجتماعين للجنة الحدود المشتركة بين البلدين.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg
جزيرة ام اند امز