دعوة أممية للسودان وإثيوبيا بحل أزمة الحدود سلميا
دعت بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس"، الأربعاء، إلى إيجاد حل سلمي للنزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا.
وقال فولكر بيرتس، رئيس البعثة في مؤتمر الصحفي بالخرطوم، إن: "البيئة الجيوسياسية المتزايدة التعقيد تعد تحديا آخر للسودان لاسيما التوتر على طول الحدود مع إثيوبيا والاشتباكات المتقطعة والخطاب الساخن".
وأبدى المسؤول الأممي قلقه من التقارير المتعلقة بتكثيف العمليات العسكرية في المنطقة الحدودية، قائلًا "هذه التقارير مقلقة للغاية، ويوجد خطر جسيم".
وطالب بيرتس، المجتمع الدولي بأن يتبنى التزام السودان وإثيوبيا المعلن بشأن حل دبلوماسي لإنهاء الصراع في المناطق الحدودية بين الدولتين.
وأكد بيرتس دعمه "خفض التصعيد وإيجاد الحل السلمي لهذا النزاع".
ونشبت التوترات بين البلدين عقب إعلان الجيش السوداني انتشاره على حدوده الشرقية واستعادة أراض زراعية شاسعة كان يسيطر عليها مزارعون وعناصر إثيوبية طوال ربع قرن من الزمان.
وقابلت إثيوبيا هذه التحركات برفض قاطع، متهمة الجيش السوداني باختراق حدودها والاعتداء على المزارعين وأملاكهم، قبل أن تطالبه بالانسحاب.
وفشل الجانبان في التوصل إلى صيغة توافقية للدخول في مفاوضات بعد اجتماعين للجنة الحدود المشتركة بين البلدين.
وفي سياق آخر، استعرض بيرتس في المؤتمر الصحفي، تفاصيل إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء، بشأن سير عملية الانتقال السياسي في السودان.
وقال المسؤول الأممي إنه "نقل لمجلس الأمن مشاركة ثلاثة من الموقعين على اتفاق جوبا للسلام في مجلس السيادة وإن مجلس الوزراء الجديد تحالف واسع مبنى على تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين والحركات المسلحة".
وتابع أن "الحكومة السودانية تمكنت من الاتفاق على خمسة أولويات وطنية شملت الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتنفيذ اتفاق سلام جوبا والتفاوض مع غير الموقعين على اتفاق السلام وإصلاح قطاع الأمن وحماية المدنيين والعلاقات الدولية ودفع انتقال البلاد الديمقراطي".
ونقل فولكر في إحاطته لمجلس الأمن أنه "لم يتم التوصل بعد إلى أهداف مهمة متوقعة في الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام لاسيما تشكيل مجلس تشريعي انتقالي يمثل النساء فيه بنسبة 40% على الأقل"، على حد قوله.
كما أن هناك مخاوف من المكاسب التي تحققت لحقوق النساء في الوثيقة الدستورية مثل مفوضية المرأة والمساواة النوعية، وفق بيرتس.
جولة داخلية
وفي سياق متصل، أعلن رئيس البعثة الأممية عن جولة يجريها الأسبوع المقبل، في ولايات السودان بدءً من كسلا ثم بورتسودان للتواصل مع الأطراف في عملية السلام وتوضيح أهداف البعثة وهي دعم الانتقال السياسي، وتنفيذ اتفاقيات السلام.
وأضاف أنه "سيتوجه من بورتسودان إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان للقاء رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان "شمال"، عبدالعزيز الحلو، وحركة تحرير السودان فصيل عبدالواحد محمد نور، لدفع عملية السلام مع غير الموقعين على اتفاق جوبا.
وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وقعت الحكومة الانتقالية في السودان وتحالف الجبهة الثورية المسلح وحركات التمرد في دارفور "غرب" اتفاق سلام في جوبا، ينهي سنوات من الصراع الدامي.
وفيما انضم جناح الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يترأسه مالك عقار لاتفاق السلام، لم يوقع جناح الحلو أو حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور عليه.
ولا تزال المفاوضات بين هذه الحركات المتمردة والحكومة الانتقالية في السودان، مستمرة بوساطة جنوب السودان.