بالصور.. "العين الإخبارية" ترصد خسائر كارثة الجراد في إثيوبيا
فريق "العين الإخبارية" يجري جولة داخل الأراضي الزراعية التي تضررت من الجراد الصحراوي الذي اجتاح مناطق واسعة في إقليم أمهرة الإثيوبي
يجتاح الجراد الصحراوي مناطق واسعة في إثيوبيا، خاصة إقليم أمهرة شمال البلاد، منذ مطلع أكتوبر الجاري، وتسبب في أضرار كبيرة للمحاصيل الزراعية، مما يهدد الآلاف بالمجاعة والنزوح جراء فقدهم محصول هذا الموسم.
وأجرى فريق "العين الإخبارية" جولة داخل الأراضي الزراعية التي تضررت من أسراب الجراد، التي اجتاحت مناطق واسعة بإقليم أمهرة.
محمد هاشم (65 عاما) مزارع إثيوبي بإقليم أمهرة، أفنى شبابه وحياته بالزراعة التي أتقنها ويعول منها أسرته، التي تضم 8 أفراد، يروي حكايته مع الجراد، الذي قضى على آماله في موسم هذا العام.
وقال لـ"العين الإخبارية"، بنبرة تملؤها الحسرة: "خسرنا هذا الموسم بسبب الجراد الذي قضى على آمالنا لهذا الموسم، وإذا لم تتدخل الحكومة والجهات المعنية لمساعدة المتضررين، فقد يتعرض عدد كبير من المزارعين للنزوح والمجاعة والجفاف".
وأضاف، وهو يلملم ما تبقى من مزرعته ليتخذه علفا لمواشيه، أن "الوضع خطير جدا، ولم نر مثل هذه الهجمة من الجراد"، مشيرا إلى أن العام الماضي أيضا شهد المشكلة ذاتها، لكن أسراب الجراد هذه المرة أكبر جدا.
وناشد هاشم السلطات والجهات المعنية من أجل مساعدة المزارعين لزراعة محاصيل أخرى في الموسم القادم، والذي غالبا ما تكون أمطاره طفيفة لكنه اعتبر ذلك جزءا من الحل المطلوب.
وهناك موسم بعد موسم الأمطار الرسمي ويعرف بموسم "بلغ"، وأضاف أن على الحكومة الاستفادة من ثروة المياه الجوفية كحل سريع.
والأسبوع الماضي كشفت وزارة الزراعة الإثيوبية أن الجراد الصحراوي الذي ضرب مناطق من البلاد دمّر 3.5 مليون قنطار من المحاصيل الزراعية على مساحة 528 ألفاً و880 هكتاراً من الأراضي الزراعية، موزعة في أكثر من 6 أقاليم.
وقال عبد محمد سعيد (27عاما)، وهو مزارع في منطقة باتي بإقليم أمهرة، إنه فقد محصول هذا العام في 3 مزارع بسبب الجراد الصحراوي، حيث تم القضاء على جميع المحاصيل.
وأوضح سعيد لـ"العين الإخبارية"، وهو أب لطفلين، أن "الأضرار جراء الجراد هذا العام كبيرة جدا، ونواجه تحديات وصعوبات بعد فشل موسم هذا العام بسبب أسراب الجراد، ما يجعلنا في حاجة إلى مساعدات عاجلة".
وأضاف: "ربما بعد أسبوع، قد لا يجد المزارعون في منطقة باتي ما يأكلونه، ولذا جميعنا في حاجة إلى المساعدات العاجلة".
وفي وقت سابق كان وزير الدولة بوزارة الزراعة، ماندفرو نغوسي، قال إن الاستعدادات جارية لاستيراد 8 طائرات كي تشارك في مكافحة هذه الآفة، مشيرا إلى أن حجم الجراد ومكافحته بحاجة إلى 10 طائرات و150 سيارة متخصصة في هذا الغرض.
ودعا نغوسي جميع أصحاب المصلحة، بدءا من الجهات الفاعلة الرئيسية والمزارعين والرعاة على جميع المستويات، إلى تكثيف جهودهم لمنع انتشار الجراد.
بدورها أعلنت جامعة ولو بإقليم أمهرة مبادرة للمساهمة والمشاركة في مكافحة الجراد الصحراوي بالإقليم.
وخلال مؤتمر صحفي عقده مسؤولون رفيعو المستوى بالجامعة، كمشاركة من الجامعة في جهود الحكومة والمجتمع، ذكروا أن الجراد الصحراوي انتشر بـ151 من المحليات في إقليم أمهرة، ودمر نحو 998 ألفا و517 هكتارا من الأراضي الزراعية، ما يعادل نسبة 4.5% من المحاصيل المزروعة .
وأضافوا ان أضرار الجراد طالت 9 آلاف و759 مزارعا في جنوب منطقة ولو بإقليم أمهرة، مشيرين إلى مشاركة 3 طائرات بجانب مشاركة 4 آلاف و177 من الخبراء والمهنيين في حملة محاربة الجراد بالمنطقة.
وأشاروا إلى رش أكثر من 45 ألفا و350 هكتارا من الأراضي بالطائرات، ومن المتوقع وصول طائرتين مقدمتين من السودان للمشاركة في هذه العملية .
وقال أباتي جيتاهو، رئيس جامعة ولو: "جهزنا آلات ميكانيكية لمحاربة الجراد الصحراوي ووفرنا 6 أنواع من المواد التي يمكن أن تساعد في المكافحة".
وأضاف جيتاهو خلال المؤتمر الصحفي: "نسعى إلى مساندة الجهود التي تبذلها الحكومة ونشارك فيها بتوزيع البذور وشراء المواشي للمزارعين الذين تضرروا من غزو الجراد".
وأوضح أنه "ضمن جهودنا للمشاركة في هذه التحديات سنعمل على وضع البحوث والدراسات كحل دائم لهذه المشكلة".
ولفت إلى أن مجموعة من الخبراء الكينيين وصلوا إلى منطقة كومبلشا بإقليم أمهرة برفقتهم طائرات وبدأوا رش المبيدات منذ 10 أيام.
من جانبه، قال برهانو أدماسو، عضو مجلس جامعة ولو: "سنوفر العلف لمواشي المزارعين من أجل مساعدتهم بجانب استخدام السبل التقليدية لتقليل الأضرار التي يعانونها".
ولفت إلى أن العمل يجري على تحديد الفئات المتضررة بالتنسيق مع الهياكل والمؤسسات الحكومية لتقديم مساعدات بشكل مباشر وعاجل.
وتعتبر هذه الهجمة الثانية من الجراد الصحراوي على المنطقة خلال العام الحالي، ففي أبريل/نيسان الماضي حذر المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في إثيوبيا من خطورة الجراد الصحراوي، وكشف أن أسرابه تهدد مليون شخص في أديس أبابا بانعدام الأمن الغذائي، مشددا على الحاجة العاجلة لإنقاذهم.