قاعة "أيطيف" بأمهرة.. 100 عام من المعمار العربي الأرميني بإثيوبيا
قاعة مؤتمرات أسست برؤية معمارية قديمة قبل 100 عام ما زالت صامدة وتستخدم ضمن القاعات الحديثة بمنطقة ولو في إقليم أمهرة شمال إثيوبيا
تزخر المنطقة الشمالية من إثيوبيا بالعديد من الآثار والمواقع التاريخية التي تحكي عن حضارة هذا البلد، كما تشهد عما شيده الإثيوبيون القدامى من مبان تعبر عن مستوى التقدم المعماري لهم.
ومن بين هذه المعالم التاريخية تقف قاعة مؤتمرات أسست برؤية معمارية قديمة قبل 100 عام ما زالت صامدة وتستخدم ضمن القاعات الحديثة بمنطقة ولو في إقليم أمهرة شمال إثيوبيا.
وما يميز هذه القاعة العتيقة بشمال البلاد، أنها مصممة بطراز يتماشي مع التحديث بأدوات ومواد تقليدية، وما زالت تمثل حضورا وقيمة لدى سكان المنطقة لما تحمله من رمزية وأهمية وما تقدمه من خدمة في إقامة المناسبات الرسمية والشعبية بالمنطقة.
ملاكو أنباو تفري، مسؤول العلاقات العامة بفرقة ولو لاليبلا الشعبية بالمنطقة، يقول إن القاعة أنشئت في العام 1915 على يد الملك الإثيوبي محمد علي، في منطقة ولو بإقليم أمهرة، وهي معروفة باسم "أيطيف" وتمثل قيمة رمزية تاريخية لسكان منطقة ولو بإقليم أمهرة.
ويوضح تفري خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن سبب تسميتها بقاعة "أيطيف" يعود لاعتبارها تجمعا لكل أطياف المجتمع بالمنطقة من مختلف القوميات ومستويات المجتمع.
تفري الذي تحدث مفاخرا بالقاعة التاريخية لمنطقته، يضيف: "قاعة المؤتمرات التي شيدت في عهد الملك محمد علي المعروف بـ(ميكائيل) أصبحت حاليا تراثا يخلد تاريخ وإرث هذه المنطقة، فالملك وقتها كان يقدم المعونة والإحسان للمواطنين خصوصا المشردين والمعاقين وغيره من فئات المجتمع بهذه القاعة".
وقاعة المؤتمرات تبعد عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 400 كلم، وترتكز على من الداخل على 90 عمودا من شجر الصنوبر، وبها 8 أبواب و8 شبابيك، وسعتها الداخلية 48 في 27 مترا.
يتطرق تفري، إلى الجانب المعماري للقاعة، قائلا: "ما يميز هذه القاعة سعتها والطريقة التي بنيت بها، وما يدهشنا أن القاعة بنيت في تلك العهود الماضية بتصاميم لم يتوقع إنسان اليوم أنها كانت متوفرة في ذلك الوقت"، لافتا إلى أن القاعة تحتوي على غرف متعددة ومكان مخصص للطعام وجناح للفنانين ومقعد خاص للملك يجلس وسط الحضور أثناء تناول الوجبات، بجانب غرفة خاصة للملك.
يتابع تفري حديثه: "لم يكن الإسمنت ومواد البناء الحديثة متوفرة في ذلك الوقت وبالرغم من ذلك ترى كيف شيدت هذه القاعة من حيث المتانة والتطريز والسعة، على يد مهندسين من العرب والأرمن، بخليط من منتجات محلية خالصة، جعلها صامدة لأكثر من 100 عام"، وعربا عن أمله أن تظل تلك القاعة رمزا تاريخيا للمنطقة والبلاد عامة.
لم يكن تقديم الطعام لمن يحتشدون حول الملك فقط هي الوظيفة الوحيدة للقاعة، وإنما كان يتم خلالها مناقشة قضايا البلاد كما كانت تقدم البرامج التعليمية وتنظم حفلات الوطنية والشعبية.
ويرى تفري أن تلك القاعة يمكن أن تكون مزارا سياحيا جاذبا إذا اهتمت بها الجهات الرسمية في البلاد.