تحية الانحناء.. تقليد إثيوبي لمحاربة كورونا
تاريخ ثقافة الانحناء وأداء التحية بهذه الطريقة عند الشعب الإثيوبي يعود إلى عهد الأباطرة، خاصة في عهد الإمبراطور هيلي سلاسي.. اعرف القصة عبر العين الإخبارية
يعتبر الشعب الإثيوبي من الشعوب الأفريقية التي تزخر بالعديد من العادات والتقاليد المميزة لها، من بينها ثقافة الانحناء لتقديم التحية وتبادل التهاني.
وإثيوبيا بلد متعدد الثقافات واللغات واللهجات المحلية، وتضم أكثر من 80 قومية لشعب تجاوز تعداده الـ100 مليون نسمة، وهو ما أكسبها تنوعا تقافيا أثرى الحياة بالعديد من العادات والتقاليد.
من بين هذه العادات والتقاليد، أطلت وبقوة ثقافة الانحناء، مع المخاوف التي فرضها وباء كورونا الجديد مؤخراً، والذي يتطلب تفادي انتشاره عدم المصافحة، والاحتفاظ بمسافة نحو مترين مع الآخر.
والانحناء هو طريقة خاصة لأداء التحية والسلام بين الشعوب الإثيوبية، تعبر عن التقدير والاحترام من قبل الشخص الذي يقوم به نحو الآخر، وتنتشر هذه العادة بصورة أكبر في القرى وبين كبار السن.
والناس في إثيوبيا يحيون بعضهم بعضا عن طريق الانحناء إلى الأمام قليلا، وأحيانا مع رفع القبعة أو الكوفية، لمن يضعونها على رؤوسهم، ورغم تلاشي هذه الثقافة إلى حد ما في المدن الكبرى، لكنها عادت مع ظهور كورونا.
وتبرز الصور والمشاهد التي تؤكد أن الانحناء تحية إثيوبية خاصة، عبر وسائل الإعلام المرئية المحلية، عندما يحي المذيع جمهوره مع بداية إطلالته على الشاشة بطريقة الانحناء، وحتى لو كان جالسا يؤدي التحية بشيء من الانحناء احتراما وتقديرا لجمهوره.
يعود تاريخ ثقافة الانحناء وأداء التحية بهذه الطريقة عند الشعب الإثيوبي إلى عهد الأباطرة، خاصة في عهد الإمبراطور هيلي سلاسي "1930-1974"، وحينها كان الناس عندما يمر أحد الأمراء وكبار القادة في المجتمع من الأعيان وكبار السن أو الشيوخ، ينحنون له تقديرا وعرفانا واحتراما لتصبح ثقافة إثيوبية خالصة تميزهم عن بقية شعوب العالم.
وعبر برهانو شيفراو عن فخره بالثقافات الإثيوبية المتعددة، وقال لـ"العين الإخبارية" "الشعب الإثيوبي يتمتع بالعديد من العادات والتقاليد التي أصبحت ثقافة تميز بها عن بقية شعوب العالم".
وأضاف أن ثقافة الانحناء وأداء التحية بهذه الطريقة تعتبر سمة تميز بها المواطن الإثيوبي، تعبر عن الاحترام والتقدير، وأصبحت الآن مهمة وأكثر استخداما، بعدما اقتضت التحديات الحالية والضرورة الصحية للجوء إليها تفاديا لانتشار كورونا.
فيما قال الإعلامي الإثيوبي كيندي أباتي لـ"العين الإخبارية" إن طريقة الانحناء للسلام والتحية بإثيوبيا تعبر عن درجة عالية من التقدير والاحترام للآخر، واستخدامها من قبل الإعلاميين على الشاشة صفة تميز الإعلام الإثيوبي.
ولفت إلى أن واقع الحياة العملية أصبح يعتمد على السرعة وسباق مع الزمن، لهذا عندما يكونون في الطريق العام لا وقت للتوقف وإلقاء التحية، فيتبادلونها عن طريق الانحناء.
أما الإعلامي آلازار تارفي، فقال لـ"العين الإخبارية": "التحية بالانحناء دليل على الاحترام والتقدير، ومن الثقافات التي ورثناها عن أجدادنها، لكنها صارت الآن ضرورية، في ظل انتشار كورونا، الذي يتطلب منا عدم الاقتراب من بعضنا للتصدي لهذا الوباء".
ولفت "تارفي" إلى أن هذه التحية تعتبر تقليدا مهما لدى الشعوب الإثيوبية، وباتت الآن من أهم الأساليب التي يتبعها الإثيوبيون لمحاربة فيروس كورونا الجديد.