"ديشتا غينا".. أغنية تنتشل طفلا إثيوبيا من التشرد إلى عالم الشهرة
ضجت منصات التواصل الاجتماعي في إثيوبيا، بحكاية أغنية "ديشتا غينا" للفنان الإثيوبي تاريكو غانسيس، الذي ذاع صيته وتغيرت حياته بسببها.
والأغنية التي أخرجها الفنان "غانسيس" قبل عام بعنوان "ديشتا غينا"، والخاصة بالعيد السنوي لقومية أري في جنوب إثيوبيا كما تفعل جميع قوميات وشعوب إثيوبيا، تحولت إلى أغنية شعبية قومية، وسارعت وسائل الإعلام المحلية لاستضافة صاحبها، والطفل الذي تسببت في شهرته.
وتدعو أغنية "ديشتا غينا" إلى المحبة، والسلام، والتسامح، والوحدة، والتعايش، والمشاركة في أعمال الخير ومساعدة الفقراء ونبذ العنصرية، وما زاد من معجبيها أنها ترتكز على إيقاع الأغنية الأفريقية.
الفنان "غانسيس" الذي يعيش بمنطقة "جينكا" بجنوب إثيوبيا (432 كلم عن أديس أبابا)، قال إنه بدأ حياته في مدينة أديس أبابا بأعمال حرة لمدة ست سنوات براتب زهيد لم يتجاوز في اليوم (7 بر إثيوبي)، كما عمل في مشروع بناء العقارات بمنطقة غرجي بالعاصمة أديس أبابا.
وأوضح أنه واجه تحديات كبيرة في بداية حياته للحصول على رزق يومه وبعد معاناة طويلة التحق بالجيش حتى وصل إلى رتبة مدرب بمعسكر "برشلقو"، قبل أن يترك العسكرية ويدخل مجال الغناء في منتصف التسعينيات، ليحط رحاله في العمل بالزراعة بعد أن عاد لمسقط رأسه في مدينة "جينكا" بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، وفق إفادة الفنان تاريكو غانسيس لقناة محلية.
وأشار إلى أن عمله في الزراعة لم يمنعه من الغناء، فواصل تقديم أغانيه، لكن بنمط جديد وفريد للأغاني الشعبية تعكس التراث والثقافة الخاصة بقومية "أري"، وأصدر العديد من الأغنيات آخرها وأكثرها رواجا أغنية "ديشتا غينا" التراثية.
يجيد "غانسيس" وهو أب لـ5 أطفال، الغناء باللغة الأمهرية، ولغة قومية "أري" بجنوب إثيوبيا، ويتغنى على إيقاعات فريدة من نوعها تجذب السامعين وما زاد من معجبيه هي أن أغنياته ترتكز على إيقاع الأغنية الأفريقية.
وحول أغنيته "ديشتا غينا"، قال إنه أخذ الأغنية من إيقاعات قومية "أري" التي ينتمي إليها وأضاف لها أبياتا شعرية تحث الإثيوبيين على التلاحم، والتعايش، والحب، ونبذ التفرقة.
ويعود الفضل في انتشار أغنية الفنان الإثيوبي، تاريكو غانسيس، إلى الطفل الإثيوبي المشرد "تبارك تامني"، 12 سنة.
فبعد أن توفيت والدته وتزوج والده بأخرى لم يستطيع الطفل العيش والتفاهم مع زوجة والده، وأصبح مشردا بشوارع العاصمة أديس أبابا، لكن الطفل ذاع صيته من خلال حبه وعشقه للموسيقى والرقص والغناء، ليصبح محبوب الجماهير في الشارع العام، ولفت أنظار المارة كلما استعرض إمكانياته في الرقص، أمام محال بيع أسطوانات وأشرطة الأغاني.
ومن بين هذه المشاهد التقط أحد المارة فيديو للطفل "تامني" وهو يؤدي رقصات فنية لأغنية "ديشتا غينا" أمام أحد محال بيع أشرطة الكاسيت بضواحي العاصمة أديس أبابا، المشهد منح أغنية "ديشتا غينا" رواجا لم تعرفه من قبل.
وطغى اسم الطفل على صاحب الأغنية نفسها، وصار معروفا لدى القاصي والداني بالمنطقة، وعلى مستوى المدن الرئيسية بإثيوبيا، لتتعقبه وسائل الإعلام المحلية للتعرف على صاحب الأغنية واستضافته عن قرب.
وفي مشهد احتفالي عرضته قناة "آي بي آي" الترفيهية المحلية، ضمن استضافتها للفنان تاريكو غانسيس فوجئ داخل الاستديو وأمامه الطفل يؤدي رقصات فنية مع إيقاعات أغنيته التي ألفها قبل عام.
وعبر الفنان "تاريكو" عن سعادته واندهاشه في ذات الوقت لأداء الطفل تبارك، وقال في حوار مع القناة: "لقد أدهشني أداؤه للأغنية، وترديده لكلماتها بالرغم من صعوبتها"، موضحا أن كلمات الأغنية صعبة للغاية خاصة أن بها كلمات بالأمهرية وبعضا من اللغات المحلية للمنطقة.
أما الطفل "تبارك"، فيروي حكاية عشقه لهذه الأغنية، قائلا: "سمعتها في أحد المتاجر، وعبر مكبرات الأصوات التي توضع أمام متاجر أشرطة الكاسيت والأسطوانات.. أنا لم أعرف فنان الأغنية لكنها أعجبتني، وأصبحت أرددها في كل مكان".
وأضاف الطفل أن الجميع أصبح يحبني كثيرا ويطلب مني الرقص على إيقاع الأغنية ويلتفوا حولي دائما ومنهم من يشاركني الرقص.
وتنتهي حكاية "الطفل المشرد"، برعايته من قبل شاب إثيوبي، نقله من حياة التشرد على أرصفة الطرقات، للعيش معه بأحد أحياء العاصمة أديس أبابا.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز