مسؤولون إثيوبيون: زيارة "حميدتي" أحدثت تحولا بالعلاقات مع السودان
تبادل مثل هذه الزيارات يعزز علاقات البلدين وفرص التعاون بينهما خاصة بعد التحول الاقتصادي والتنموي الذي تشهده إثيوبيا
وصف مسؤولون إثيوبيون زيارة نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إلى أديس أبابا بـ"المهمة"، مؤكدين أنها أحدثت تحولا في العلاقات التاريخية بين البلدين.
وأكدوا أن تبادل مثل هذه الزيارات يعزز علاقات البلدين وفرص التعاون بينهما خاصة بعد التحول الاقتصادي والتنموي الذي تشهده إثيوبيا ويمكن للسودان الاستفادة منه.
وحول الأزمة الحدودية التي شهدها البلدان نهاية الشهر الماضي، قالوا إن علاقة البلدين والشعبين لا يمكن لأحد أن يؤثر عليها وتم تجاوزها بالحوار والتفاوض.
والأربعاء الماضي، أجرى حميدتي أول زيارة رسمية له إلى إثيوبيا، وسط حفاوة واستقبال كبيرين لدى وصوله من كبار المسؤولين على رأسهم نائب رئيس الوزراء دمقى مكونن، ورئيس هيئة أركان الجيش الجنرال آدم محمد، ووزير الخارجية غدوأندرجاتشاو.
وقال نغوسو طلاهون، السكرتير الصحفي لمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، إن زيارة الفريق أول "حميدتي" إلى أديس أبابا جاءات في وقتها وتمثل تحولا في تجاوز التوترات الحدودية الأخيرة.
ونهاية الشهر الماضي، أعلن السودان أن مليشيات إثيوبية مدعومة من قوات الجيش تعدت على أراضي وموارد البلاد، غير أن تفاهمات سريعة حدثت بين قيادات البلدين تجاوزت الأزمة.
وأوضح طلاهون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الزيارة تأتي في إطار تأكيد متانة علاقات التعاون الثنائية في مختلف المجالات بين البلدين.
وأشار إلى أن الوفد السوداني المرافق لنائب رئيس المجلس السيادي السوداني عبر عن سعادته بزياراته للمشروعات التنموية بإثيوبيا.
ونقل عنهم تأكيدهم أن الزيارة كانت مفيدة في الاستفادة من تجربة إثيوبيا التنموية فضلا عن إسهامها في تعزيز العلاقات ووحدة البلدين.
وأكد طلاهون أن إثيوبيا والسودان يعملان سويا فيما يوحدهما ويعزز الروابط بينهما، لافتا إلى أن علاقات التعاون بين شعبي البلدين ستستمر للأبد؛ لأنها علاقات ترابط متينة وقوية يعززها الانصهار والثقافة المشتركة.
وأوضح أن التحول الاقتصادي والتنموي الذي شهدته إثيوبيا يمكن للسودان الاستفادة منه خاصة رجال الأعمال من خلال الانخراط في مختلف المجالات بإثيوبيا، مشيرا إلى أن تبادل مثل هذه الزيارات يعزز علاقات البلدين وفرص التعاون بينهما.
ولفت إلى دور بلاده في الوضع الإيجابي الذي يعيشه السودان الآن، فعندما واجهت الخرطوم أزمتها الأخيرة يذكر الجميع حضور رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، المباشر لحل تلك الأزمة.
وساهم آبي أحمد عبر الوساطة في تقريب وجهات النظر بين المجلس العسكري وقوى المعارضة في البلاد، ما مكن الخرطوم من عبور الأزمة وتشكيل حكومة انتقالية تقود البلاد.
بدوره، امتدح سفير إثيوبيا السابق لدى الخرطوم، شفراو جارسو، زيارة نائب رئيس المجلس السيادي، مؤكدا أن حضوره لإثيوبيا له فوائد كبيرة للمنطقة في الوقت الراهن وسيعزز علاقات البلدين؛ لمكانة وتأثير الضيف على المستويين المحلي والإقليمي.
وحول ما شهدته المنطقة الحدودية، قال جارسو لـ"العين الإخبارية" إن علاقة البلدين والشعبين لا أحد يمكنه أن يؤثر عليها.
وأكد قدرة إثيوبيا والسودان على تجاوز المشاكل والأزمات بالحوار والتفاوض وذلك من أجل مصلحة الشعبين.
وحظيت زيارة "حميدتي" لإثيوبيا باهتمام رسمي وتغطية إعلامية واسعة منذ وصوله مطار أديس أبابا، ووصفت بالمهمة والحاسمة لعدة ملفات أبرزها قضايا الحدود.
وقال حميدتي، في تصريحات صحفية، خلال زيارته عدة مشروعات تنموية برفقة آبي أحمد، إن زيارتي لإثيوبيا أصبحت اقتصادية بدرجة أولى وليست بالسياسية، مشيرا إلى أنه استفاد كثيرا مما شاهده في أديس أبابا من إنجازات تنموية حقيقية كبيرة.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قد استبعد الأسبوع الماضي اندلاع حرب حدودية مع السودان بسبب الأزمة التي شهدها البلدان نهاية الشهر المنصرم.
ولفت إلى أنه أجرى مناقشات مع الحكومة السودانية حول الأحداث الأخيرة وتلقى مطالب مشروعة من الخرطوم سيتم حلها عبر الحوار والتفاهم المشترك.
وفي أبريل/نيسان الماضي، شهد السودان وإثيوبيا حالة من النشاط الدبلوماسي المكثف لتجاوز العقبات المتعلقة بترسيم الحدود في إطار الاتفاق والتفاهم المشترك.
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg جزيرة ام اند امز