جيجيقا الإثيوبية.. مملكة السياحة التي لا يغيب عنها اللبن واللحم
تعد مدينة جيجيقا حاضرة إقليم الصومال الإثيوبي، على بعد 620 كلم عن العاصمة أديس أبابا، واحدة من المدن الإثيوبية التي شكلت حضورا واضحا
تعد مدينة جيجيقا، حاضرة إقليم الصومال الإثيوبي، على بعد 620 كلم عن العاصمة أديس أبابا، واحدة من المدن الإثيوبية التي شكلت حضورا واضحا في مختلف المجالات مؤخرا، فبعد أن كان الإقليم يعاني من الصراعات والنزاعات إلا أن حالة التعافي والسلام والاستقرار أصبحت سمة لمدينة جيجيقا.
وتشهد المدينة طفرة معمارية من خلال المباني الحكومية والتجارية من فنادق ومطاعم بجانب الشركات الحديثة والطرق والمشروعات التنموية الكبرى.
وإقليم الصومال الإثيوبي، أحد الأقاليم الإثيوبية العشرة شرق البلاد، حيث تحده من الشرق دولة الصومال، فيما يحده من الغرب إقليما هرر وأوروميا، وإقليم عفار الإثيوبي شمالا، ويتمتع الإقليم بثروة حيوانية، خاصة الإبل التي يمتهن تربيتها عدد كبير من سكانه بجانب الزراعة.
والأسبوع الماضي، احتضنت مدينة جيجيقا احتفالات إثيوبيا باليوم العالمي للسياحة في نسخته الـ33 بالبلاد، فيما احتفل به عالميا للمرة الـ41، تحت شعار "السياحة من أجل التنمية الريفية".
ويحتفل العالم في 27 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للسياحة، وذلك بهدف تعزيز الوعي الاجتماعي للشعوب بأهمية السياحة وقيمتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.
وشارك في الاحتفالات التي شهدتها المدينة عدد من حكام الأقاليم الإثيوبية (أوروميا، وأمهرة، وهرر، وشعوب جنوب إثيوبيا غامبيلا) إلى جانب وزيرة الثقافة والسياحة الفيدرالية هيروت كاساو، ووزيرة الشباب والطفل فلسن عبدالله، وعدد من المسؤولين والمهتمين بالسياحة والثقافة والتنمية وممثلي عن الأقاليم التي لم يشارك حكامها.
وقال مصطفى محمد، حاكم إقليم الصومال الإثيوبي، إن التغيير الذي شهدته إثيوبيا حقق نجاحات كبيرة جدا من إستقرار وسلام وأمن في إقليم الصومال وخلق بيئة مواتية للتنمية والسياحة.
وأوضح خلال كلمة له أن السياحة هي أحد القطاعات التي شرعت إثيوبيا لتحقيق نجاحات فيها خلال السنوات العشر المقبلة، وقال إن قطاع السياحة سيركز على أنشطة مختلفة، بما في ذلك تطوير الوجهات السياحية؛ مضيفا أن القضية الرئيسية للسياحة هي تطوير البنية التحتية والسلام .
وأكد حاكم الإقليم، على أن السلام في المنطقة خلق ظروفا مواتية لتنمية السياحة، فإقليم الصومال مثل الأقاليم الأخرى ثري بمصادره السياحية التاريخية والطبيعية والتراثية .
ولفت إلى أنه خلال الأعوام الماضية وبسبب عدم استقرار الإقليم لم تتحقق الاستفادة من قطاع السياحة.
من جانبها دعت وزيرة الثقافة والسياحة الإثيوبية، هيروت كاساو، حكومات الأقاليم إلى إيجاد مصادر دخل مستمر للسكان، وقالت إنه يجب على حكومات الأقاليم توفير مصدر دخل مستمرة للمواطنين من خلال النظر إلى الموارد غير المستغلة وتطويرها، مشيرة إلى أن إقليم الصومال سيصبح نموذج للأقاليم الأخرى بتطوير قطاع السياحية.
وأضافت أن الإقليم من خلال شعار هذا العام سيحقق أعمال نموذجية للأقاليم الأخرى في تنمية قطاع السياحة.
وتضمن الاحتفال بيوم السياحة العالمي الذي شهدته مدينة جيجيقا، حاضرة إقليم الصومال الإثيوبي، برامج ثقافية وعروض تراثية، بجانب محاضرات وندوات قدمت خلالها أوراق بحثية حول الموارد السياحية لإقليم الصومال الإثيوبي، فضلا عن وضع حجر الأساس لبناء مركز ثقافي لمدينة جيجيقا، بحضور حكام الأقاليم تقدمهم حاكم الإقليم مصطفى محمد.
واعتبر عبده إلو حسن، موظف بمكتب الاتصالات بإقليم الصومال الإثيوبي، أن تنظيم الاحتفال باليوم العالمي للسياحة بمدينة جيجيقا هو بمثابة تأكيد على أن المدينة أصبحت تنعم بالسلام والاستقرار، وقال إن الشعب الصومالي أسهم بصورة واضحة في الأمن والاستقرار الذي يشهده الإقليم خاصة مدينة جيجيقا.
وأوضح حسن، وهو أيضا محاضر في جامعة جيجيقا بقسم علوم الاتصال، أن إقليم الصومال كان يعاني من مشاكل وانتهاكات لحقوق الإنسان، من حرية التنقل وغيرها، واستدرك قائلا: لكن منذ التغييرات والإصلاحات التي شهدتها إثيوبيا مؤخرا اختلف الوضع وشهد الإقليم وخاصة مدينة جيجيقا استقرارا وأمنا واضحا فالحركة أصبحت متاحة ويمكنك التحرك بلا قيود بخلاف الفترة التي سبقتها.
وأضاف: قبل التحول والتغيير الأخير كان إنسان الإقليم يواجه حالات تفتيش ومساءلات غير مبررة وربما تقاد إلى السجون وتنسى هناك لأشهر دون محاكمة.
وتابع، حاليا أي إثيوبي يمكن أن ينتقل من مدينة لأخرى داخل إقليم الصومال ولهذا السبب تم اختيار المدينة لاستضافة اليوم العالمي للسياحة قبل أسبوع.
وأوضح: بالرغم مما شهده الإقليم من مواجهات وصراعات في الفترة السابقة فإنه تجاوز هذه المرحلة، وقال: يشهد الإقليم مؤخرا تشييد المشاريع التنموية الزراعية وبناء الطريق وإنشاء مراكز السياحة والثقافة التي تظهر قيم شعب الصومال وتراثه.
وأضاف أن الصوماليين بدأوا يشاركون في السلطة الفيدرالية ويشاركون في الحكم المباشر كبقية القوميات والشعوب الإثيوبية، معتبرا ذلك سببا رئيسيا لاستقرار إقليم الصومال الإثيوبي.
ويتميز شعب الصومال في إثيوبيا برقصاته الفريدة، ووجباته المتميزة التي لا يغيب عنها اللبن واللحم، خاصة لحوم الإبل التي يزخر بها الإقليم كثروة حيوانية ومصدر فخر لدى شعبه.