وسائل النقل النظيفة.. حلم إثيوبيا يتجه نحو تعميق الطاقة المتجددة
بلغ عدد السيارات في إثيوبيا نحو مليون سيارة، أغلبها بالعاصمة أديس أبابا
تسعى إثيوبيا بوتيرة متسارعة للتوسع في استخدامات الطاقة المتجددة بهدف تحديث وسائل النقل والمواصلات بالبلاد.
ونظمت وزارة النقل الإثيوبية مؤتمرا على مدى يومي الأربعاء والخميس، بحضور مسؤولين وممثلين للقطاع الخاص، بهدف التعرف على سبل تحديث وسائل النقل باستخدام الوسائل التي تعمل بالطاقة المتجددة.
وقالت وزيرة النقل الإثيوبية داغماويت موجس إن إشراك القطاع الخاص في مجال تحديث وسائل النقل هو مسألة أساسية لما يلعبه القطاع من دور حيوي في إنتاج سيارات تعمل عبر الطاقة المتجددة في إثيوبيا.
وأوضحت موجس، خلال كلمة لها في ختام أعمال المنتدى الخميس، أن إثيوبيا تعتبر واحدة من الدول التي يتوقع أن تحقق معدل نمو اقتصادي يبلغ 10%، ونمو سكاني كبير في السنوات المقبلة، مشددة على الأهمية الاجتماعية والاقتصادية لقطاع النقل.
ولفتت المسؤولة الإثيوبية إلى أن المنتدى يركز على صياغة السياسات والاستراتيجيات لتعزيز فوائد المجتمع. وأضافت أن مبادئ سياسة النقل الوطنية تشمل تقديم خدمات تدعم التنمية الشاملة ونمو القطاع، مع المحافظة على بيئة آمنة وخالية من النفايات والتلوث.
بدوره قال متكو أسماري، نائب مدير هيئة المواصلات الفيدرالية الإثيوبية، إن الغرض الأساسي من استخدام السيارات الكهربائية هو الحفاظ على الصحة البيئية من التلوث. وأضاف أن أهمية استخدام السيارات الكهربائية يجعل البيئة خالية من التلوث ويوفر طاقة مستدامة لوسائل النقل بالبلاد.
ومن جانبه، قال ملكامو أسفا، الرئيس التنفيذي لشركة مراتون الهندسية، إن السيارة الكهربائية لا تنبعث منها أي غازات ملوثة أو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهو ما يقلل من التلوث والضوضاء.
وأكد المشاركون خلال مداخلاتهم في المنتدى التشاوري حول كيفية توظيف إمكانات الطاقة المتجددة، على أهمية الطاقة المتجددة في وسائل النقل، مؤكدين أنهم سيعملون مع الحكومة في توفير خيارات نقل أفضل للجمهور.
ووفقا لآخر إحصائية رسمية بلغ عدد السيارات في إثيوبيا نحو مليون سيارة، أغلبها بالعاصمة أديس أبابا "نحو 630 ألفا و440 سيارة"، فيما تتوزع بقية السيارات بأقاليم البلاد العشر بأعداد متفاوته.
ونهاية يوليو/تموز الماضي، تسلم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أول سيارة كهربائية تم تجميعها محليا بالكامل بواسطة شركة ماراثون موتورز الإثيوبية التي تعمل كوكيل لشركة هيونداي الكورية الجنوبية.
وقال آبي أحمد إن تجميع هذا النوع من السيارات في البلاد سيسهم في مساعي الحكومة لتخفيف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتقليل تلوث البيئة.
وأضاف أن شراء واستخدام الشعب الإثيوبي لسيارة بهذه المواصفات سيدعم جهود البلاد في التنمية الخضراء، داعيا إلى تشجيع هذه الاستثمارات المرنة والصديقة للبيئة والتي ستعزز طموحات البلاد الخضراء.
وتعمل السيارة الكهربائية بالبطارية بشكل كامل، ومن مزاياها أنها تعمل بدون أي انبعاثات للكربون ولا تصدر أي أصوات، وتبلغ سعتها التخزينية 130 كيلووات.
وفي ذات السياق، كانت إثيوبيا قد شهدت في عام 2015 بدء أول رحلة قطار ركاب كهربائي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لتكون بذلك أول عاصمة بدول شرق أفريقيا تستخدم القطار الكهربائي لنقل الركاب داخليا.
وقال وقتها وزير النقل والمواصلات الإثيوبي ورقني قبيو إن "انطلاق القطار يمثل إنجازاً هاماً أمام التحديات التي كانت تواجه أديس أبابا، لأنه سيسهم في الحد من نقص وسائل النقل وتخفيف الازدحام المروري في المدينة كما سيساعد في تقليل التلوث البيئي".
وتسعى إثيوبيا لبناء 5000 كيلومتر من شبكة السكك الحديدية الطويلة، لربط المدن الإثيوبية، وتقوم بتنفيذ هذه المشروعات شركات متعددة من الصين وروسيا وتركيا.