"سأقتلك وأنتحر".. جندية إثيوبية تأسر قائدها الخائن
رغم أصوات الرصاص من حولها وقرب المتمردين من السيطرة على منطقتها العسكرية، لم تفكر في الهرب بل قررت معاقبة من خانوا جيش بلادها.
الجندية "جيباينيش دبالقي" ضربت مثالا بطوليا أصبح حديث الإثيوبيين بعدما استطاعت أسر قائدها العقيد سلمون جبر يوهانس الذي تواطأ مع مليشيا جبهة تحرير تجراي وساعدهم بهجوم على القيادة الشمالية في مقلي عاصمة الإقليم.
ودبالقي جندية في الكتيبة عشرين بالقيادة الشمالية للجيش الإثيوبي في مقلي كانت قد استولت عليها قوات ومليشيات جبهة تحرير تجراي في الـ3 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي كانت بداية الحرب بين الجبهة والجيش.
وتناقلت وسائل إعلام محلية إثيوبية على نطاق واسع قصة أسر "دبالقي" لقائدها أثناء المعارك.
وقالت دبالقي: "قبيل ثلاثة أيام من بدء هجوم المليشيا الغادر على القيادة الشمالية التي كنت بها، لاحظت بعض التحركات المريبة من القائد العقيد سلمون جبر يوهانس".
وأضافت: "منع القائد وصول الإمدادات والمؤن لقوات الجيش بالقيادة الشمالية، ثم أصدر أمرا بجمع كل الأسلحة من القوات دون سابق إنذار بالتعاون مع بعض المجندين الخونة والمتعاونين مع جبهة تحرير تجراي داخل الجيش".
وأشارت إلى أنه "في ليلة الـ3 من نوفمبر الماضي، فتحت قوات ومليشيات جبهة تحرير تجراي النار وقصفت قوات الجيش بالقيادة الشمالية بالمدفعية الثقيلة بالتعاون مع يوهانس وبعض مجنديه الخونة، واستطاعوا إلحاق ضرر كبير بالقوات الموجودة بالقيادة الشمالية التي لم يكن لديها السلاح لتدافع به حينها".
وأشارت إلى أن بعض أفراد الجيش بالقيادة كانوا قد احتفظوا بأسلحتهم، وقاموا بالدفاع ومقاتلة هذه القوات بمغامرات لا يمكن تصورها.
فيما خان العقيد سلمون جبريوهانس الجيش الذي كان قد عمل معه لنحو عقدين، واختبأ في دورة المياه حين جاءت قوات الجبهة ومليشياتها لينفذ مهمته الخائنة.
ولفتت إلى أنها تعقبته ووجهت سلاحها مباشرة على القائد المختبئ بدورة المياه، وخيرته ما بين تنفيذ ما تأمره أو قتله.
وأضاف: "قلت له سأقتلك بدلا من أن أقتل على يد مليشيا جبهة تجراي ثم أنتحر، فبدأ يرتجف واستجاب لتنفيذ الأوامر".
ثم اقتادته نحو زملائها ليلا مشهرة سلاحها عليه حتى لا يفلت إلى أن تمكنت من الوصول إلى الحدود الإثيوبية الإريترية في مهمة ليلية ساندها فيها جنود من فرقتها التقت بهم في الطريق.
وأعربت دبالقي عن سعادتها البالغة بعد سيطرة الجيش الإثيوبي على مدينة مقلي واستعادة القيادة الشمالية التي كانت قد استولت عليها قوات ومليشيات جبهة تحرير تجراي.
وأوضحت أنه على الرغم من أنني أشعر بالحزن الشديد لوجود بعض الخونة استطاعت جبهة تحرير تجراي تجنيدهم فإنها تشعر بالفخر لما قام به آخرون بالجيش من بطولات تعجز الكلمات عن وصفها.
واتهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في الـ4 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مليشيات جبهة تحرير تجراي بتفجير الحرب ومحاولة الاستيلاء على مقر القيادة الشمالية للجيش في في مدينة مقلي بعد قتل وأسر جنود الجيش وتعذيب آخرين .
ليعلن بعد ذلك بدء هجوم عسكري على الإقليم وملاحقة قادة وقوات الجبهة.
والسبت الماضي، أعلن رئيس أركان الجيش الإثيوبي الجنرال برهانو جولا، سيطرتهم على مدينة مقلي عاصمة إقليم تجراي بالكامل.
وقال جولا إن "الجيش الإثيوبي يلاحق في الوقت الحالي قادة وقوات جبهة تحرير تجراي".
وأضاف: "الجيش سيطر على القيادة الشمالية بالكامل التي اعتدت عليها قوات الجبهة في مطلع الشهر الماضي"، لافتاً إلى أن "الجيش قام بكل مسؤولية ودقة في تجنيب المدنيين والأبرياء الخطر والمحافظة على الإرث التاريخي بالإقليم".
وتلاحق الحكومة الفيدرالية الإثيوبية "متمردي جبهة تحرير تجراي"، ضمن إجراءات إنفاذ القانون في الإقليم، وأحبطت خلال الأسبوعين الماضيين مخططات إرهابية وتخريبية لعناصرها داخل العاصمة.
وينظر المجتمع الدولي بقلق للتطورات في إثيوبيا الواقعة في القرن الأفريقي، بعد أن تسبب القتال في موجة نزوح لآلاف السكان المحليين في اتجاه الحدود مع السودان.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA= جزيرة ام اند امز