وزير خارجية إثيوبيا لـ"العين الإخبارية": هذه رسالتنا لمزارعي مصر
وزير الخارجية الإثيوبي في مقابلة مع "العين الإخبارية" تنشر كاملة لاحقا تحدث خلالها عن العديد من الملفات بينها سد النهضة
طالب وزير الخارجية الإثيوبي غدو أندرجاتشاو، المصريين بتبديد أي مخاوف من سد النهضة، مطمئنا إياهم بأن أديس أبابا لن تلحق أي ضرر بمصالح الشعوب التي تعيش على نهر النيل.
جاء ذلك في مقابلة مع "العين الإخبارية" تنشر كاملة لاحقا تحدث خلالها عن العديد من الملفات الداخلية والخارجية بينها سد النهضة الذي تحتفل إثيوبيا بالذكرى التاسعة لبدء العمل به في أبريل/نيسان 2011.
وقال وزير الخارجية الإثيوبي إن بلاده تدرك مخاوف الفلاح المصري من إنشاء سد النهضة، لكن عليه أن يتأكد أن حكومة وشعب إثيوبيا لا يمكن أن يسعيان إلى إلحاق أي ضرر به.
وأكد أن سد النهضة لن يكون مشروعا لخلق النزاعات والصراعات بقدر ما سيكون مشروعا للتعاون وتسريع التنمية والازدهار مع دول المصب السودان ومصر والمنطقة ككل .
وأضاف: "نحن ندرك أن شعوب دول المصب تعيش على نهر النيل الذي يمثل لها عصب الحياة، وإثيوبيا لا تنوي إطلاقا إلحاق ضرر بالسودان ومصر".
قبل أن يستدرك: "لكن النيل تجري فيه كميات ضخمة من المياه تفيض عن حاجة إثيوبيا والسودان ومصر، وسيتم احتجاز كمية من المياه خلال موسم الأمطار الغزيرة فقط لإنتاج الكهرباء ثم تمرير المياه وانسيابها طبيعا إلى دول المصب".
وأشار إلى أن "نهر النيل مورد مشترك للبلدان الثلاثة، ويجب أن يكون هناك اتفاق على استخدام أمثل وعادل في المستقبل".
وأوضح أن بلاده تعمل بـ"حرص شديد للمحافظة على مصالح مصر والسودان من نهر النيل، ولا يمكن أن تكون هناك نية لإلحاق أي ضرر بمصالحها"، متسائلا: "ما الذي ستحصله إثيوبيا بإيذائهما؟".
وتابع: "لقد توصلنا مع مصر للعديد من نقاط الاتفاق، ونؤمن بأهمية مواصلة المفاوضات لمناقشة القضايا العالقة في عملية الملء والتشغيل".
وكشف وزير الخارجية عن أن بلاده تعد حاليا وثيقة حول سد النهضة ستجعل موقف أديس أبابا أكثر شفافية ووضوحا في المفاوضات، وسيتم مناقشتها مع أصحاب المصلحة الإثيوبيين بهدف تعزيزها وجعلها أكثر شفافية للجانب المصري.
وأضاف: "إثيوبيا تؤمن بمبدأ التعاون الذي يمكن من خلاله تجاوز التحديات الحالية والعبور نحو التنمية والتكامل".
ودعا إلى ضرورة الابتعاد عن التناول الإعلامي الخاطئ والسالب الذي لا يسهم في إيصال الحقائق بالصورة الصحيحة.
التناول الإعلامي الخاطئ والسالب لا يخدم جميع الأطراف، وفق وزير الخارجية الإثيوبي، الذي أكد أنه يمكن لكل من يريد من الإعلاميين زيارة سد النهضة والتعرف على حقيقة الأعمال.
ووجه الوزير الإثيوبي دعوة إلى جميع حكومات الدول العربية بإرسال وفودها الدبلوماسية والإعلامية لزيارة سد النهضة والوقوف عليه الآن، وكذلك عند عملية بدء تخزين المياه وذلك من منطلق تأكيد أديس أبابا أنها لا تنوي إلحاق ضرر بدول المصب وإنما تسعى إلى الاستفادة منه في توليد الطاقة فقط.
وشكل السد الذي بدأت إثيوبيا تشييده عام 2011، حضورًا على الساحة السياسية بالبلاد خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع دولتي المصب مصر والسودان.
وعقدت العديد من جولات المفاوضات بين الأطراف الثلاثة، لتتدخل عقب بعض العثرات واشنطن في عملية تقريب وجهات النظر، إلا أن المفاوضات ما زالت تواجه بعض العقبات.
ورفضت أديس أبابا استكمال مشاركتها في مفاوضات "سد النهضة"بواشنطن، لدراسة مقترحات من وزارة الخزانة الأمريكية حول مسودة الاتفاق الخاص بملء وتشغيل سد النهضة.
وأعلنت مباشرة بدء تخزين 4.9 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل في مشروع "سد النهضة" شهر يوليو/تموز المقبل.
من جانبها، أعلنت مصر رفضها اعتزام إثيوبيا ملء سد النهضة دون اتفاق مسبق، مشيرة إلى أن أديس أبابا تغيبت عن مفاوضات واشنطن بشكل متعمد.
وعبرت وزارتا الخارجية والري المصريتان، في بيان، عن بالغ الاستياء والرفض للبيان الصادر عن وزارتي الخارجية والمياه الإثيوبيتين بشأن جولة المفاوضات حول سد النهضة، التي عقدت في واشنطن يومي 27 و28 فبراير/شباط الماضي.
وتشيد إثيوبيا سد النهضة بإقليم "بني شنقول ـ جومز"، على بعد أكثر من 980 كم عن العاصمة أديس أبابا، على الحدود مع السودان، لـ"أغراض التنمية وتوليد الطاقة الكهربائية".
ومنذ الإعلان عن المشروع على النيل الأزرق، تخشى القاهرة من تأثيره على حصتها في مياه النيل (55 مليار متر مكعب)، وانصبت مخاوفها خلال المرحلة الأخيرة من المفاوضات على سنوات ملء خزان السد.
aXA6IDMuMTQ1LjM3LjIxOSA= جزيرة ام اند امز