الطاقة الإثيوبية: "ساليني" الإيطالية طلبت تعويضات 338 مليون يورو
شركة "ميتيك" الإثيوبية سبب تأخر بناء سد النهضة
مشكلة تأخر مشروع "سد النهضة" الإثيوبي تكمن في تأخر شركة "ميتيك" الإثيوبية في القيام بالأعمال الموكلة إليها بحسب العقد الموقع.
قال مدير هيئة الطاقة والكهرباء الإثيوبية، إبراهام بلاي، إن شركة "ساليني" الإيطالية المنفذة لمشروع "سد النهضة" طالبت الحكومة الإثيوبية بتعويضات بلغت 338 مليون يورو، بسبب تأخر شركة "ميتيك"، إحدى شركات المقاولات التابعة للجيش الإثيوبي، في تنفيذ الأعمال المسندة إليها.
- عمال سد النهضة الإثيوبي ينهون إضرابهم بعد وعود بتلبية مطالبهم
- خبراء لـ"العين الإخبارية": تحول نوعي في مسار مفاوضات سد النهضة
وأرجع مدير هيئة الطاقة والكهرباء الإثيوبية، إبراهام بلاي في تحقيق أجرته قناة "فانا" المقربة من حكومة أديس أبابا، تأخر أعمال البناء في "سد النهضة"، إلى تأخر شركة "ميتيك" إحدى شركات المقاولات التابعة لقوات الدفاع الوطني (الجيش).
وقال إن المشكلة تكمن في تأخر "ميتيك" في القيام بالأعمال الهيدروميكانيكية الموكلة إليها بحسب العقد الموقع بين الشركة الإيطالية وهيئة الطاقة والكهرباء الإثيوبية؛ ما جعل شركة "ساليني" الإيطالية تطلب تعويضات من الحكومة الإثيوبية، بمبلغ 338 مليون يورو؛ جراء تأخر "ميتيك".
وأوضح "بلاي" أن العمل الخاص بشركة "ساليني" في السد يسير وفق الخطة الموضوعة بالعقد الموقع معها، مضيفا أن المشكلة تكمن في تأخر شركة "ميتيك" في القيام بالأعمال الخاصة بها، مشيرا إلى أن الحكومة تدرس المطالب التي رفعتها شركة "ساليني".
ولفت "بلاي" إلى أن شركة "ميتيك" تسلمت 16.69 مليار بر إثيوبي- (اليورو يساوي حوالي 32 بر إثيوبي)- من جملة المبلغ المتفق عليه في العقد 25.8 مليار بر إثيوبي؛ ما يعني أنها تسلمت 65% من مستحقاتها وهو مايفوق ما أنجزته شركة "ميتيك" من عملها بالمشروع، والذي لم يتجاوز 30% .
وفي ذات السياق، قال المدير المؤقت لمشروع "سد النهضة"، إفريم ولدكيدان، إن شركة "ساليني" أنجزت أعمالا كثيرة في بناء السد، منها صب 8 ملايين متر مكعب من الخرسانة المضغوطة على جسم السد الرئيسي، من مجموع 10.2 مليون متر مكعب التي تستهلكها أعمال الإنشاءات، ما يشير إلى أن هذا الجانب تم إنجازه بنسبة 80%، بجانب الأعمال الأخرى الجانبية في السد.
واستطلعت قناة "فانا" مسؤول شركة "ساليني" بموقع السد، ريكاردو مارناي، وأكد أن العمل الذي أنجزته الشركة يصل ما بين 70 إلى 75% من الإنشاءات المدنية، وأن ما تبقى يتمثل في الأعمال الهيدروميكانيكية، التي أوكلت لشركة "ميتيك" الإثيوبية.
وطرحت القناة الإثيوبية عدة تساؤلات عن من يتحمل إهدار الأموال والوقت في تحقيق حلم الشعب الإثيوبي الذي دفع من قوت يومه من أجل بناء السد.. مشيرة إلى أن التكلفة الكلية للسد تبلغ 85 مليار بر إثيوبي، فيما تم إنفاق 70 مليار بر إثيوبي في بناء السد أي ما يعادل 82% من الأموال المطلوبة، مقارنة بما تم إنجازه من عملية البناء، والذي بلغ نسبة 66%.
وقالت القناة إن ما تم إنفاقه لايتوافق مع ما تم إنجازه من البناء في "سد النهضة".
وكان مدير الشرطة الفيدرالية الإثيوبي، زينو جمال، قد أعلن، الجمعة، أن المدير التنفيذي لسد النهضة، سمنجو بقلي، الذي عُثر على جثته داخل سيارته في 26 يوليو/تموز الماضي، مات منتحرا، بحسب التحقيقات الجنائية والطب الشرعي.
وتابع "التحقيقات أكدت أن مدير مشروع سد النهضة كان مثقلا بعدة قضايا منها تأخر أعمال البناء في سد النهضة، والأموال التي أُنفِقت على بناء السد دون أن يحقق تقدما في البناء وخاصة الجانب الخاص بشركة "ميتيك"، إحدى شركات المقاولة وتأخرها في القيام بالأعمال الهيدروميكانية".
وأوضح، مدير الشرطة الفيدرالية، أنه "لا يمكن صرف أي أموال لشركات المقاولات دون توقيع مدير سد النهضة".
وفي أغسطس/آب الماضي، أقر رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد علي، لأول مرة بتأخر بناء سد النهضة.. وقال -خلال مؤتمر صحفي- إن بناء سد النهضة الإثيوبي كان من المخطط انتهاؤه في 5 سنوات، ولكن لم نتمكن من ذلك بسبب إدارة فاشلة للمشروع وخاصة بسبب تدخل شركة "ميتيك".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن شركة ميتيك وإدارتها لم تكن عندها خبرة ولا معرفة بالعمل في مثل هذه المشروعات الكبيرة، مضيفا أنه بعد مجيئه إلى السلطة تم تأسيس لجنة لمتابعة سير العمل في السد، وتشير تقاريرها إلى أن شركة "ميتيك" لم تنفذ الاتفاقية بالشكل المطلوب.