إثيوبيا تكشف ملابسات "انقلاب يونيو" الفاشل واغتيال رئيس الأركان
التحقيقات بشأن الحادثتين أثبتت أن المخطط الرئيسي الذي قاد محاولة الانقلاب هو الجنرال أسامنيو تسيجي، مدير جهاز الأمن بإقليم أمهرة
كشف النائب العام الإثيوبي برهانو سجاي، الأربعاء، ملابسات محاولة الانقلاب الفاشلة في 22 يونيو/حزيران الماضي في إقليم أمهرة، فضلاً عن حقائق حول اغتيال رئيس أركان الجيش الإثيوبي سعري مكنن.
وأوضح سجاي، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء عقده بأديس أبابا، أن التحقيقات بشأن الحادثتين أثبتت أن المخطط الرئيسي الذي قاد محاولة الانقلاب هو الجنرال أسامنيو تسيجي، مدير جهاز الأمن بالإقليم الذي قُتل في اشتباك مع قوات الأمن 24 يونيو/حزيران الماضي.
وأضاف أن التحقيقات التي أجراها فريق التحقيق من الشرطة الفيدرالية الإثيوبية (جهاز الأمن والمخابرات والجيش) توصلت إلى أن الجنرال أسامنيو تسيجي استعان بمجموعة من المسلحين لتنفيذ هذه المهمة التي استهدفت بشكل رئيسي إحداث ارتباك في الجيش بقتل رئيس الأركان بعد تنفيذ قتل رئيس إقليم أمهرة ومستشاره.
وأكد أن الانقلاب كان يهدف إلى إحداث فوضى وعدم استقرار في البلاد من خلال السيطرة على إقليم أمهرة والوصول إلى السلطة المركزية بأديس أبابا.
وتابع أن المخطط تم إعداده بصورة محكمة وشارك فيه أشخاص لهم خبرة في مثل هذه الأعمال تم استقطابهم عن الجنرال أسامنيو تسيجي، لتنفيذ مهمته.
وقال إن" تسيجي" ومجموعته التي اشتركت في هذا المخطط جلبت القوات الخاصة للإقليم ثم أرسلت مسلحين إلى مقر حكومة إقليم أمهرة، حيث قاموا بقتل حاكم الإقليم أمابتشو مكنن، ومسؤولين حكوميين آخرين.
وذكر النائب العام الإثيوبي أن السلطات توصلت إلى هذه الأدلة من خلال المشتبهين الذين تم توقيفهم واستجوابهم في التحقيقات وعددهم 277 متهما في إقليم أمهرا و140 متهما في العاصمة أديس أبابا.
ولفت إلى أن "بين هؤلاء 13 متهما في أديس أبابا و55 في إقليم أمهرة وتم تدوين بلاغات ضدهم بتقويض النظام ومحاولة الانقلاب"، مشيرا إلى أن من بين الموقوفين 12 حارسا شخصيا للمسؤولين الذين كانوا في الخدمة وقت الحادثة.
وقال إن محاولة الانقلاب واغتيال رئيس الأركان الإثيوبي أسفرت عن مقتل 15 شخصا وجرح 20 آخرين، مضيفا أنهم ضبطوا عدد 114 سلاح كلاشنكوف ورشاشات بجانب مستندات وأجهزة هواتف وخمسة سيارات وأموال بالعملة الأجنبية والمحلية تم استخدامها في محاولة الانقلاب واغتيال لرئيس الأركان .
وأوضح أن المخطط كان يسعى إلى اغتيال نائب رئيس الأركان الإثيوبي الجنرال برهانوجولا، بعد مقتل رئيس الأركان سعري مكنن، لكنه فشل لسبب غياب الشخص المكلف باغتيال الأول.
وأشار النائب العام الإثيوبي إلى أن هذا المخطط أعد له الجنرال أسامنيو تسيجي، منذ مايو/أيار الماضي، بتحريك بعض النشطاء المتطرفين في الإقليم والاستفادة من حالة التطرف لبعض النشطاء، وإعطائهم دورات تدريب في مجال المخابرات واستقطاب الأفراد لتنفيذ المخطط الانقلابي .
ويعتبر انقلاب أمهرة الفاشل في 22 من يونيو/حزيران الماضي، أخطر محاولة للاستيلاء على السلطة بطرق غير دستورية منذ تولي آبي أحمد، الإصلاحي رئاسة الوزراء في أبريل/نيسان 2018.
وتنطلق خطورة الانقلاب الفاشل في أمهرة من كونه يعتمد على الجانب الإثني العرقي، وهو ما يعد محاولة لفرط عقد الدولة الإثيوبية.
وشهدت إثيوبيا من قبل محاولتين انقلابيتين، بدأتا مع محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها آبي أحمد في الـ23 من يونيو/حزيران 2018، عندما كان يخاطب حشداً من مؤيديه وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث تم إلقاء قنبلة يدوية على المنصة التي كان يخاطب منها مؤيديه، أسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات من المدنيين.
والمحاولة الثانية تمثلت في اقتحام مجموعة من أفراد القوات الخاصة بالجيش الإثيوبي مقر رئاسة الوزراء في الـ10 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وصفها حينها آبي أحمد بأنها كانت محاولة لتصفيته، واستهدفت إجهاض التغيير الذي تشهده البلاد.
واستطاع آبي أحمد حينها بخلفيته العسكرية والأمنية والأكاديمية أن يعبر هذه الأزمة بسلام مشوب بحذر وترقب، ليحافظ بشكل أقوى على مساره الإصلاحي، ومواجهة الفاسدين من الحكومات السابقة.