"مفتاح السلام الدائم".. إثيوبيا تطلق حوارا مع المعارضة
أعلنت الحكومة الإثيوبية، الجمعة، فتح حوار مع شخصيات من المعارضة السياسية, في خطوة تعتبرها "مفتاح للسلام الدائم".
وقال الحكومة في بيان، صادر عن مكتب الاتصال الحكومي: "الحوار هو مفتاح السلام الدائم.. والرحمة من الواجبات الأخلاقية للمنتصر".
- آبي أحمد يطلق دعوة للمصالحة والسلام في إثيوبيا
- إثيوبيا تعبر "امتحان" 2021 بـ"نجاح" في "النهضة" و" تحرير تجراي"
جاء ذلك، بعد الإعلان عن إطلاق سراح عدد من قادة المعارضة البارزين من السجن.
قرارات إطلاق سراح المعارضين
أصدرت السلطات الإثيوبية، الجمعة، قرارا بإطلاق سراح سجناء معارضين، من أبرزهم جوهر محمد، الناشط السياسي الأورومي ومؤسس جبهة تحرير تجراي "سبحت نغا" المعروف بـ"أبوي سبحت".
كما تقرر إطلاق سراح آخرين من قيادات جبهة تحرير تجراي كان قد تم اعتقالهم خلال دخول قوات الجيش الإثيوبي إقليم تجراي العام الماضي.
وقال مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي، في بيان له اليوم، إن "إثيوبيا ستقدم أي تضحيات تتطلبها من أجل الوحدة الوطنية الدائمة للبلاد".
وأضاف أن "الحكومة تعتقد بشدة أنه يجب معالجة مشاكل إثيوبيا بطريقة شاملة وذلك من خلال الحوار الوطني الشامل والمصالحة في الوقت الذي تتعرض فيه إلي محاولات تقويض من كافة الاتجاهات لكن بوحدة شعبها استطاعت أن تهزم هذه المحاولات المسنودة دوليا".
وذكر البيان أن الحكومة أصدرت اليوم عفوا عن عدد من السجناء من أجل خلق بيئة سياسية أفضل يمهد لانطلاق الحوار الوطني الشامل والمصالحة بين الإثيوبيين.
وأشار البيان إلى أن العفو يشمل من تم سجنهم في الماضي ومن سجنوا على خلفية الحرب الأخيرة في تجراي، وأنه يأتي في إطار تمهيد الطريق لحل دائم لمشاكل إثيوبيا بطريقة سلمية ولتوسيع الحيز السياسي والتشاور الوطني الشامل.
وأعربت الحكومة الإثيوبية عن أملها أن يكون السجناء الذين تقرر إطلاق سراحهم قد تعلموا من الماضي ويمكن أن يقدموا مساهمات سياسية واجتماعية أفضل لبلدهم وشعبهم.
وشددت، وفق بيان مكتب الاتصال الحكومي، على أنها لن تسمح بتكرار الممارسات السابقة من السجناء الذين تم العفو عنهم.
وذكر البيان أسماء وصفات السجناء الذين صدر أمر بإطلاق سراحهم هم: جوهر محمد الناشط السياسي الأورومي البارز، وكانت السلطات الإثيوبية قد اعتقلته في الأول من يوليو/تموز 2020، وهو عضو حزب مؤتمر أورومو الفيدرالي المعارض.
كما اعتقلت حينها بقلي جربا نائب رئيس الحزب نفسه، عقب أحداث عنف شهدتها حينها أديس أبابا ومدن أخرى في إقليم أوروميا، رافقت مقتل المغني هاشالو هونديسا في 29 يونيو/حزيران 2020، ما أسفر عن خسائر في الأرواح وأضرار جسيمة بالممتلكات.
كما شملت قائمة السجناء الذين تقرر إطلاق سراحهم عراب ومؤسس جبهة تحرير تجراي "سبحت نغا" المعروف بـ"أبوي سبحت" الذي تم اعتقاله بأحد الجبال في إقليم تجراي إبان دخول الجيش الإثيوبي.
"سبحت نغا" المعروف بـ"أبوي سبحت" (86 عاما) هو عراب ومؤسس جبهة تحرير تجراي، وكان آخر منصب تولاه قبل وصول آبي أحمد إلى رئاسة الوزراء المدير العام لمعهد الدراسات الاستراتيجية للعلاقات الخارجية.
وبجانب "سبحت" فقد تم إصدار العفو أيضا عن ستة من قيادات جبهة تحرير تجراي بينهم الحاكم الأسبق لإقليم تجراي، أباي ولدو، وسفير إثيوبيا السابق في السودان، عبادي، زيمو.
دعوة آبي أحمد للمصالحة
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أكد أن "الطريق نحو المستقبل هو تعزيز الوحدة الوطنية القائمة على محبة الشعب"، ودعا لإجراء مشاورة وطنية حول الخلافات الرئيسية.
وقال آبي أحمد، في بيان له، الجمعة، إن "نهاية الصراع في ثقافتنا هي المصالحة والتسامح ونحن شعب مع قيم المصالحة والسلام".
وأضاف أن الشعب البطولي ينتصر بيده اليمنى، ويغفر ويسامح بيده اليسرى، وفق تعبيره.
وتابع آبي أحمد أنه "في المرحلة الثانية لانتصارنا سنتبع أربعة مبادئ هي حماية انتصارنا بكل الطرق الممكنة. وسنختمها سياسيًا وسلميًا، لنخفف من حدة التوترات ولنحافظ على انتصارنا ونحقق العدالة الشاملة في وجه العدالة الانتقالية والإصلاحية، مع مراعاة تقاليدنا وقيمنا الوطنية".
وأردف، في بيان مطول: "نحن نطبق هذه المبادئ بطريقة تناسب بعضنا البعض دون المساومة على حساب بعضنا البعض".
وأكد أن الحرب التي خاضتها حكومته مع جبهة تحرير تجراي والقوى التي دعمتها كانت بسبب تهديدها لسيادة أمن البلاد ووحدتها.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي إن بلاده اليوم على وشك الانتصار والتغلب على كل تلك التحديات، ويجب أن يقف جميع الإثيوبيين على قلب رجل من أجل انتقال البلاد إلى التنمية والازدهار.
وشدد على أن أي محاولات تقدم حلولا تقسم وحدة الإثيوبيين وتنتهك كرامة وسيادة إثيوبيا وتعرض سلامتها الإقليمية للخطر فهو "أمر غير مقبول".
وأشار إلى أن بلاده شهدت منذ أكثر من عام حالة حرب مع جبهة تحرير تجراي، مؤكدا أن الخيار الأول للحكومة هو دائمًا حل المشكلات عبر الحوار والطرق السلمية حتى وإن كانت طويلة، لكنها تقلل بشكل كبير من الأضرار البشرية والمادية، وفق بيان رئيس الوزراء الإثيوبي.
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت الشهر الماضي انتهاء المرحلة الأولى من العملية العسكرية ضد جبهة تحرير تجراي، وأمرت الجيش بعدم التقدم نحو إقليم تجراي والبقاء في كامل المناطق التي استعيدت من جبهة تحرير تجراي في إقليمي أمهرة وعفار .
والأسبوع الماضي، صادق مجلس النواب الإثيوبي (البرلمان)، على مشروع إعلان لتشكيل لجنة الحوار الوطني كمؤسسة مستقلة، يناط بها إجراء حوار وطني شامل.
ووافق البرلمان الإثيوبي في جلسته الاستثنائية بأغلبية الأصوات على مقترح مجلس الوزراء القاضي بتشكيل لجنة الحوار الوطني الشامل.
وفي العاشر من الشهر الماضي، وافق مجلس الوزراء على مشروع إعلان لتشكيل لجنة الحوار الوطني كمؤسسة مستقلة، يناط بها إجراء حوار وطني شامل، وأحال حينها المشروع إلى البرلمان من أجل المصادقة.
ولجنة الحوار الوطني تشمل جميع النخب السياسية والاجتماعية المتنوعة تجاه مختلف القضايا الوطنية الرئيسية بشكل عام، بحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء الإثيوبي.
وحينها، أشار البيان إلى أن الحكومة الإثيوبية وعدت عقب إجراء الانتخابات العامة في يوليو/تموز الماضي، بإجراء حوار وطني شامل حول مختلف القضايا الوطنية، من أجل اتخاذ موقف مشترك على القضايا الوطنية.