مسجد الفقيه أحمد بغرب إثيوبيا.. 6 عقود من العبادة والخدمات
مسجد الفقيه أحمد بإقليم بني شنقول جموز غربي إثيوبيا، يوجد على بعد 96 كلم من مدينة أصوصا حاضرة الإقليم
يعود بناء مسجد الفقيه أحمد بن عمر، بإقليم بني شنقول جموز غرب إثيوبيا، إلى العام 1951 الذي أسسه الشيخ الراحل الفقيه أحمد بن عمر.
ويتمتع إقليم بني شنقول غرب إثيوبيا بحكم شبه ذاتي، ضمن النظام الفيدرالي المتبع في إثيوبيا والمكون من 9 أقاليم، وهو إقليم غني بالذهب والثروات المعدنية، ويشتهر بزراعة المانجو والبرتقال وفواكهة أخرى.
والفقيه أحمد بن عمر، نيجيري الأصل وفد إلى إثيوبيا عبر السودان، ليطيب له المقام ويتزوج بإثيوبية وينجب منها ولدا وبنتين، ليذيع صيت الفقيه أحمد، في مجال طب الأعشاب بالمنطقة، خصوصا بعد أن نجح في علاج والدة أمير المنطقة دجاش برو.
كان نجاح الفقيه أحمد في علاج والدة أمير المنطقة من داء السرطان، فتحا كبيرا له في مجال التداوى بالأعشاب، وأصبحت الناس تتوافد إليه من كل حدب وصوب للتداوي.
واستقر الفقيه أحمد بالمنطقة وبنى المسجد الذي لم يقتصر دوره على العبادة فحسب وإنما أصبح مركزا يقدم من خلاله الخدمات لأهل المنطقة بجميع مكوناتها وإنتمائاتها الدينية.
والمسجد معروف بتاريخه القديم، كما يتميز بتصاميمه التقليدية المبنية من الأحجار الصلبة المنحوت بأعمدته المتينة وجدرانه القوية، وهو ما ساعد على بقائه بحالة جيدة حتى اليوم بالرغم من مضي 6 عقود على بنائه.
وتنظم بالمسجد المناسبات الكبيرة بالمنطقة من الأعياد الدينية الأضحى والفطر والمولد النبوي الشريف، وذكرى يوم المعراج في 27 من رجب، كما يعتبر المسجد ملتقى لأبناء المنطقة من المسلمين والمسيحيين كأحد المعالم الرئيسية والعتيقة بالمنطقة التي تقدم الخدمات لأهل المنطقة.
الشيخ محمد ثاني رئيس إدارة المسجد، يتحدث عن شيخه الراحل الفقيه أحمد بن عمر، قائلا: "الشيخ كان لا يفرق بين المسلمين والمسيحيين في تقديم خدماته العلاجية للتداوي بالأعشاب، حيث يأتيه يوميا الآلاف طلبا للعلاج".
وأوضح أن الشيخ الفقيه كان محبوبا لدى المجتمع وخدماته الجليلة ما زالت مستمرة شاهدة على دوره الإنساني في المنطقة، مضيفا أن تأثيره في تأليف قلوب الناس وأهل الحي فيما بينهم لا يزال أثره موجودا فهنا لا فرق بين قومية وأخرى ولا بين مسيحي ومسلم بمنطقتنا.
ويوجد داخل سور المسجد ضريح للشيخ الفقيه أحمد، ويشهد زيارات باستمرار للترحم والدعاء للشيخ.
بحسب مسؤول العلاقات العامة بالإقليم، لميسا كورونيل، فإن زوار المسجد سنويا يبلغون أكثر من 25 ألف زائر.
أما حول المسجد فزرع مختلف الأعشاب والأشجار المفيدة للعلاج، وطوع النهر الصغير الذي يطوق بالمنطقة وحوله إلى قناة للمزرعة الملحقة بالمسجد، كما أحاطه بمزرعة لأشجار المانجو والبرتقال والعديد من الفواكهة التي يعرف بها إقليم بني شنقول غمز غرب إثيوبيا.
ظل المسجد يقدم خدماته من توفير الكهرباء لأهالي المنطقة كما توجد طاحونه ضمن خدمات المسجد كوقف عام، وربما يعتبر أول مسجد في البلاد يقدم خدمات المياه والكهرباء والطاحونة لسكان المنطقة.