إثيوبيا تعيد الحياة لطائرة رئيس سابق.. خطوة نحو التحديث العسكري

إثيوبيا تعيد طائرة رئيس أسبق إلى سمائها بعد 37 عاما من الغياب، في خطوة رمزية تؤشر لمرحلة جديدة من التحديث العسكري.
وفي خضم التحولات العسكرية والسياسية المتسارعة بالقرن الأفريقي، خطت إثيوبيا خطوة لافتة تعكس توجهاتها نحو إعادة بناء قدراتها الدفاعية.
فقد أعلنت القوات الجوية الإثيوبية عن إعادة تشغيل طائرة الرئيس السابق منغستو هيلي مريام، من طراز «بوفالو دي إتش سي-5»، المعروفة باسم «داش-5».
الطائرة التي حملت في الماضي قادة النظام العسكري الذي حكم إثيوبيا (1975-1991) خلال مرحلة الحرب الباردة، أصبحت اليوم رمزًا لمرحلة جديدة من التحديث العسكري والاعتماد على الذات، في سياق ما تشهده البلاد لتعزيز موقعها كقوة إقليمية فاعلة.
«تقدم أوسع»
بحسب بيان صادر عن القوات الجوية الإثيوبية، فإن عملية الترميم استغرقت عامًا كاملًا، بإشراف فنيين إثيوبيين وبدعم من قيادة سلاح الجو.
وفي البيان، اعتبر المشير برهانو جولا، رئيس أركان الجيش الإثيوبي، أن إعادة الطائرة للخدمة هو «تجسيد للقدرة المؤسسية على النهوض من الداخل»، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس تقدمًا أوسع في قطاعات الدفاع.
أما الفريق أول يلما ميرداسا، قائد سلاح الجو الإثيوبي، فأكد أن المشروع جزء من استراتيجية تهدف إلى تحديث الكوادر المحلية، وتطوير البنية التحتية العسكرية، وبناء نموذج مؤسسي أكثر اكتفاء ذاتيا، بعيدا عن الارتهان للمساعدات الخارجية.
أكثر من التقني
رغم أن الإعلان يبدو في ظاهره تقنيا، فإن أبعاده الرمزية لا تخطئها العين، فالطائرة ليست مجرد قطعة عسكرية عادية، بل كانت جزءًا من أدوات حكم منغستو هيلي ماريام القوي والذي مثّل مرحلة حساسة في تاريخ إثيوبيا والمنطقة.
ويرى مراقبون إثيوبيون، أن إعادة الطائرة اليوم إلى الخدمة تعكس مقاربة إثيوبية لا تنسف الماضي، بل تستدعيه ضمن مشروع مستقبلي يوازن بين الرمزية التاريخية والحاجة العسكرية.
كما يعتبرون أنه في ضوء التوترات الجيوسياسية المحيطة بإثيوبيا من السودان إلى إريتريا والصومال، تبدو هذه الخطوة جزءًا من مشروع أوسع لتعزيز جاهزية المؤسسة العسكرية وتحديث بنيتها التحتية، بما ينسجم مع توجه أديس أبابا لإعادة التموضع كقوة إقليمية وسط تصاعد المنافسات والنفوذ الخارجي في منطقة القرن الأفريقي.
aXA6IDE4LjIyMS4xODUuMTkwIA== جزيرة ام اند امز