رمضان في ورابي الإثيوبية.. طقوس خاصة بمدينة "السلام والمآذن"
تتميز مدينة ورابي بمحافظة سلطي جنوبي إثيوبيا بطقوس خاصة لاستقبال شهر رمضان الفضيل.
المدينة، التي تبعد عن العاصمة أديس أبابا نحو 175 كيلومتراً، يقطنها شعب محب لطقوس واحتفالات الشهر الكريم.
وتعد محافظة سلطي واحدة من 4 مناطق لها إدارة خاصة بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، وتقطنها إحدى قوميات إثيوبيا تحمل اسم المنطقة "سلطي" ذات الأغلبية المسلمة.
وضمن استعدادات مسلمي إثيوبيا لشهر رمضان، أجرت "العين الإخبارية" زيارة إلى ورابي المعروفة بمدينة "السلام والمآذن"، للتعرّف على استعدادات رمضان وكيف يستقبل سكان المدينة الشهر الفضيل.
يقول شافي موزي، مسؤول مكتب السياحة والثقافة في المدينة، إن ورابي التي تقطنها أغلبية مسلمة لها خصوصيتها في استقبال شهر رمضان، فالناس هنا يستقبلون الضيف الكريم باستعدادات خاصة على المستويين الروحي والمادي.
ويوضح أن الاستعداد لشهر رمضان يظهر أول ما يظهر على مستوى أئمة المساجد، الذين يشرعون في إلقاء الخطب والعظات الخاصة برمضان قبل أسبوعين من بداية الشهر .
ويشير إلى أنَّ المساجد والساحات المحيطة بها تشهد عمليات صيانة وتنظيف من قبل الشباب.
ويتابع: "أما على المستوى المادي، فيستعد رب الأسرة بوضع ميزانية خاصة بشهر رمضان، وتبدأ الأمهات في تنظيف المنزل وإعادة ترتيبه وتزيينه وتجهيز الملابس الخاصة بالمناسبة من جلاليب وكوفيه للرجال، فيما يرتدي النساء جلاليب واسعة وخمار".
ويتطرق شافي موزي إلى ثقافة سكان مدينة ورابي والوجبات التي يتناولونها في رمضان، قائلاً إنَّ من المأكولات المعروفة في رمضان بهذه المنطقة هو تجهيز الشعير من أجل الشوربة والسمبوسة والمكسرات وهي أطباق رئيسية في رمضان .
ويلفت إلى أن غالبية الناس يفضِّلون الإفطار الجماعي يومياً من أجل مساعدة بعضهم البعض وتوفير وجبة الإفطار للمحتاجين، لكنه استدرك قائلاً: "إلا إن وباء كورونا أثّر بشكل كبير على الأنشطة الجماعية فالعام الماضي اختفت مظاهر الإفطار الجماعي وكذلك ربما رمضان هذا العام".
"سلطي" هي إحدى قوميات شعوب جنوب إثيوبيا، تعود أصولها إلى جزيرة العرب قبل أن تحط رحالها في منطقة هرر شرقي إثيوبيا، لتنتقل منها إلى إقليم شعوب جنوب إثيوبيا في منطقة أطلق عليها مؤخراً محافظة سلطي.
وتعود نشأة مدينة ورابي إلى العام 1970 أي قبل 51 عاماً تقريباً، لكنها نالت شرف أن تكون رئاسة محافظة سلطي قبل 20 عاماً، وهو ما فتح البابا أمام المدينة بأن تأخذ طريقها إلى التنمية والتوسعة الحضرية ودخول الخدمات بمختلف أنواعها، وفق ما أفاد به شافي موزي.
ويعرج موزي إلى البرامج الرمضانية في المساجد بمدينة ورابي وضواحيها، قائلاً إنَّ خطب المساجد حول شهر رمضان تركز عادة على الترغيب على أعمال الخير والابتعاد عن الأعمال المنافية للقيم الإسلامية .
ويضيف أنَّ العلماء والفقهاء في هذه الأيام يشددون على أهمية التسامح والمحبة والابتعاد عن القضايا الخلافية بين المذاهب، مشيراً إلى أنهم يركزون أيضاً على أهمية المعاملة الحسنة بين الجيران خاصة غير المسلمين فيجب إسعادهم وإشراكهم في تناول الوجبات المعدة لرمضان .
أما العم مناني حسين (65 عاماً) وهو أحد سكان مدينة ورابي، فقد أعرب عن سعادته بقدوم شهر رمضان المبارك، وقال لـ"العين الإخبارية"، إنَّ مسلمي المدينة يظهرون خلال هذا الشهر سمة التسامح مع غير المسلمين ويتبادلون الطعام المعد للإفطار، وأضاف أن المسيحيين أيضا يظهرون تسامحاً كبيراً ويفرحون لقدوم هذا الشهر معنا .
ويضيف: "بالرغم من أن شهر رمضان شهر صيام إلا أن من بركاته إشباع الفقراء والمساكين وحتى المشردين يفرحون بقدومه".
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA= جزيرة ام اند امز