جيدولي.. مدرسة القادة والسياسيين بجنوبي إثيوبيا
تقع مدرسة جيدولي بمنطقة دراشي في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، ويعود إنشاؤها لأكثر من 75 عاما، ولا تزال ترفد البلاد بقيادات سياسية وقامات.
المدرسة العتيقة التي تقع بجنوبي البلاد تبعد 556 كلم عن العاصمة أديس أبابا، تأسست عام 1946 على يد إمبراطور إثيوبيا هيلا سيلاسي (1930 -1974).
ويقول سعيد أحمد، وهو مواطن وأستاذ سابق في المدرسة، لـ"العين الإخبارية"، إن مدرسة جيدولي، بمنطقة دراشي تعتبر من أهم معالم المنطقة في جنوبي البلاد، وتم تأسيسها قبل 75 عاما.
وأوضح أن مدرسة جيدولي تخرج فيها عدد كبير من الأطباء والبروفيسورات والسياسيين في إثيوبيا، مشيرا إلى أن أحد خريجيها تم تكريمه الأسبوع الماضي كسياسي إثيوبي محنك ساهم في وضع ساسيات إثيوبيا خلال 50 عاما من عمله الأكاديمي والسياسي.
والأسبوع الماضي، كرمت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإثيوبيا، البروفيسور بيني بيطروس، الأستاذ الجامعي المحاضر بجامة أديس أبابا ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الإثيوبي.
وضمن التكريم، قدمت مجموعة من المغتربين من مواليد منطقة هديا بجنوبي إثيوبيا سيارة فاخرة سعرها (3.2 مليون بر إثيوبي)، وسلمتها له وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية أرجوجي تسفاي، التي نظمت التكريم.
وأضاف أن الطبيب الإثيوبي الشهير ، تسجاي، يعتبر من أبرز الأكاديمين والمهنين الذين درسوا بهذه المدرسة، إلى جانب البروفيسور بيني بيطروس وشقيقه كلونيل بزابه بيطروس، والمستشار الاقتصادي بالولايات المتحدة البروفيسور كابو كاسو، وكذا الدكتور أينالم أبينه وغيرهم الكثيرون الذين تلقو تعليمهم في هذه المدرسة النموذجية ومصدر العلم بحسب تعبير أحمد لـ"العين الإخبارية".
ولفت أحمد، إلى أن مدرسة جيدولي عندما تأسست أطلق عليها اسم فيتاوراري جبيهو، كأفضل مناضل شاركه في معركة "عدوة" ضد الإيطاليين عام 1896.
وقال إن المدرسة أنشأت في ذكري المناضل فتاوراري جبيهو، الذي شارك في معركة "عدوة" واستشهد أثناء المعركة، وكان شارك بجيش هبتجورجس دينجدي، من جبل جاردولا التي أنشأ فيها هذه المدرسة فيما بعد.
وأضاف أحمد: "الإمبراطور منليك قرر بناء مدرسة باسم هذا البطل الوطني، الذي ناضل ضد الاستعمار الإيطالي، فيما تم تنفيذ قراره في عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي، ببناء مدرسة في مدينة جيدلي على جبال جاردولا" .
ويعود تأريخ إنشاء المدرسة لعام 1946، ولا تزال هذه المؤسسة التعليمية العريقة تقدم خدماتها التعليمية والتربوية من الصف الأول حتى الصف الثامن المتوسط.
وتعتبر جيدولي، أول مدرسة ابتدائية في جنوب إثيوبيا، فيما شهدت إضافة أول مرحلة ثانوية عام 1970، حيث كانت تقدم وجبات لطلابها فضلا عن وجود داخليات للطلاب من المناطق النائية "كونسو، جومادي بونكي، كنبا، وبورجي، وأمارو"، بجانب الخدمات الصحية عبر عيادة خاصة للطلاب وأسرهم.
وتحتضن باحة المدرسة مكتبة متكاملة الأركان للطلاب ومسرح تقام عليه الليالي الثقافية من الجمعيات الطلابية كجمعية الكشافيين، وغيرها من الجمعيات الثقافية والأكاديمية.
وناشد أحمد، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، الطلاب الذين تخرجوا من هذه المدرسة لإعادة ترميمها والاعتناء بها، وقال إن الطلاب الذين درسوا في هذه المدرسة لو علموا ما تعانيه حاليا لبادروا في تجديد دورها الريادي السابق.
وأضاف: "أدعو جميع من درسوا في هذه المدرسة أن يتذكروا مدرستهم ويقوموا بتطويرها إلى كلية مهنية أو مستوى أفضل، لأن ثمرة هذه المدرسة منتشره ليس في أديس أبابا وإثيوبيا فحسب وإنما في مختلف بقاع العالم ولذا يمكن أن يساهموا في تنمية المدرسة".