وزير التجارة الإثيوبي يكشف لـ"العين الإخبارية" خطة تنمية صادرات بلاده
لمضاعفة صادراتها تبذل إثيوبيا جهودا كبيرة على 3 مستويات، وفي حوار لا تنقصه الصراحة كشف وزير التجارة عن خطة بلاده لإنعاش الصادرات.
قال وزير التجارة والصناعة الإثيوبي "ملاكو ألابل"، إن صادرات بلاده بلغت 2.8 مليار دولار خلال الـ10 أشهر الماضية.
وأوضح الوزير الإثيوبي، في مقابلة مع"العين الإخبارية"، أن إثيوبيا كانت تستهدف تحقيق صادرات بنحو 3.29 مليار دولار خلال تلك الفترة، مشيرا إلى أن ما تم تحقيقه يمثل نسبة 85% من الخطة المستهدفه.
وأضاف أن الصادرات زادت بنسبة 16% (نحو 380 مليون دولار)، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
إثيوبيا والدول العربية
وحول التبادل التجاري بين إثيوبيا والدول العربية، قال ألابل، إن المشتقات البترولية تمثل أبرز ما تستورده إثيوبيا من الدول العربية، ويتراوح حجمها ما بين 2.7 و3 مليارات دولار، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد مركزا للصادرات والواردات الإثيوبية المختلفة.
- قفزة بإيرادات إثيوبيا من الضرائب ومبيعات اليانصيب
- موانئ دبي تطلق منصة إلكترونية لنفاذ تجارة إثيوبيا للعالم
ووصف الوزير التبادل التجاري مع الدول العربية بـ"الجيد جدا" وأنه "قابل للتطور"، قائلا: نستورد الوقود من هذه الدول ومختلف المنتجات الأخرى التي تحتاجها إثيوبيا كما يتم تصدير مختلف المنتجات الإثيوبية في المقابل لعدة دول عربية، ليشكل هذا التعاون علاقات استراتيجية مترابطة مع الدول العربية التي ترتبط بعلاقات تاريخية متجذرة مع إثيوبيا.
وأضاف دولة الإمارات العربية المتحدة، تمثل محورا وحلقة مهمة للصادرات والواردات الإثيوبية المختلفة، فضلا عن التعاون التجاري المتطور مع الإمارات، التي تعد من الدول الرائدة في المنطقة من حيث الأعمال، مشيرا إلى أنها تعد قبلة لمختلف دول العالم.
وتابع: "لدينا علاقات قوية وراسخة مع الإمارات التي تقدم مختلف العون لإثيوبيا". وقال نتطلع إلى تطور أكثر لهذه العلاقات في المستقبل القريب.
وأكد أن إثيوبيا ستشارك في معرض إكسبو 2020 دبي، الذي يقام بالإمارات، حيث يفتح نافذة عالمية لإثيوبيا لتعرض مختلف منتجاتها وإمكاناتها الاقتصادية.
وتطرق "ألابل" إلى الفرص والإمكانيات الإثيوبية، قائلا إن "إثيوبيا لديها القدرة في الإنتاج الزراعي.. نصدر حاليا اللحوم والفواكه والخضراوات بأنواعها للدول العربية ونتطلع إلى زيادتها".
وأكد أن هناك جهودا تبذل لزيادة صادرات إثيوبيا من هذه المنتجات، قائلا: نسعى لاستغلال معرض إكسبو دبي للترويج للصادرات الإثيوبية.
تحديات الاقتصاد الإثيوبي
وتناول وزير التجارة والصناعة الإثيوبي، في مقابلته مع "العين الإخبارية"، التحديات التي تواجه تنمية الصادرات الإثيوبية، لافتا إلى أن التحدي الأكبر هو تنمية المرافق والبنية التحتية في الخدمات اللوجستية، الذي ينعكس بآثار سلبية على تطور الصادرات ووصولها إلى الأسواق العالمية.
وتابع: "إثيوبيا لا تمتلك موانئ بحرية مباشرة لكونها دولة حبيسة، لكنها تستخدم موانئ دول الجوار في جيبوتي بشكل كبير، ولتطوير الصادرات ودعم التحولات الاقتصادية التي تشهدها بلادنا فإثيوبيا بحاجة لتنويع الموانئ باستخدام منافذ أخرى مثل إريتريا والصومال وكينيا والسودان لتلبية متطلبات المنافسة العالمية".
دور محوري لـ"موانئ دبي العالمية"
وعن الخطط التي تسعى إليها إثيوبيا لحل مشكلة النقل والتحديات اللوجستية، قال الوزير الإثيوبي إن بلاده تتطلع إلى شراكة تعاون مع شركة موانئ دبي العالمية التي لديها خبرة عالمية في تسهيل المشاكل اللوجستية.. مشيرا إلى أنه يتوقع أن تلعب موانئ دبي العالمية دورا محوريا في حل هذه المشاكل.
وأشار إلى أنه لعلاج مشكلة بقاء البضائع والمنتجات التي تستوردها إثيوبيا لفترة طويلة في الموانئ مما يزيد من التكلفة، وقعت بلاده اتفاقية مع موانئ دبي العالمية التي من شأنها حل المشكلة وخلق فرص عمل ووصول المنتجات الإثيوبية إلى السوق العالمية في توقيت مناسب.
ذهب إثيوبيا
قال "ألابل" إن الصادرات الإثيوبية شهدت خلال عامي 2020 و2021 تحسنا غير مسبوق، وخاصة تصدير البن الإثيوبي الذي يمثل ذهب إثيوبيا.
وتابع: "تخطط إثيوبيا لزيادة القيمة المضافة على البن الإثيوبي.. وحاليا يقوم رواد الأعمال بالترويج للبن الإثيوبي.. وبدأنا في كينيا ولدينا 4 مناطق صناعية تعمل في مجال التصنيع الزراعي، وذلك بهدف وقف تصدير البن الخام والاستفادة من القيمة المضافة عليه وزيادة الإنتاج من أجل جلب العملات الصعبة.".
وأوضح أن 20% من الصادرات الإثيوبية تتجه إلى دول أفريقية و80% إلى الدول الأخرى، و11% منها بالصومال وجيبوتي، كما أن 10 دول أفريقية تستحوذ على 4.1% من الواردات الإثيوبية منها المغرب، تونس، جنوب أفريقيا، ونيجيريا.
منظمة التجارة العالمية
وأكد وزير التجارة والصناعة الإثيوبي أن بلاده تسعى إلى الانضمام لاتفاقية التجارة العالمية منذ العام 2011، وتخوض مفاوضات ماراثونية في سبيل تحقيق هذا الهدف.
وقال، إن جهودهم نحو الانضمام تسير بخطى جيدة، خاصة بعد عملية التحول التي شهدتها إثيوبيا في العام 2018 بوصول آبي أحمد للسلطة، مضيفا أن الحكومة وضعت جدولا زمنيا لإنهاء الإجراءات وأنهت أربع جولات تفاوضية وتبقت واحدة.
وتابع: "سعينا وراء الانضمام للاتفاقية إيمانا منا بأنه لا يمكن تنمية التجارة بعزل البلاد عن العالم.. كما أنه يمنح المستثمرين الثقة في الاستثمار في إثيوبيا".
وختاما، أكد الوزير الإثيوبي في مقابلته مع "العين الإخبارية"، أن كل هذه الجهود الجارية مع تفعيل اتفاقية التجارة الأفريقية الحرة ستمكن المنتجات الإثيوبية من المنافسة في الأسواق الأفريقية والعالمية، قائلا: "نعول كثيرا في حل المشاكل اللوجستية على موانئ دبي العالمية التي لا شك أنها ستلعب دورا مهما في سهولة وصول المنتجات الإثيوبية للأسواق".