آبي أحمد في 2020.. استقبلته بأزمات وودعته بانتصار
يبقى 2020 من بين أصعب الأعوام التي واجهها، رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والتي اضطر خلالها إلى خوض حرب لفرض القانون ببلاده.
بدأ العام بتحديات وأزمات جمة لصاحب جائزة نوبل للسلام، وانتهى بحرب خرج منها منتصرا على جبهة تحرير تجراي.
كما حقق انتصارا مزدوجا على التطرف السياسي وتزايد النزعة الإثنية، فيما لايزال القضاء على جماعة "أونق شني" المسلحة تحديا خلال الفترة المقبلة.
وعلى الرغم من أن آبي أحمد أشرف على مجموعة كبيرة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية على مدى العامين الماضيين، لكن تحديات عدة لا تزال قائمة في هذا البلد الواقع بمنطقة القرن الأفريقي.
"العين الإخبارية" ترصد أبرز تحديات قابلها آبي أحمد في بلاده، وأظهر خلالها قدرة التغلب عليها، وفق خبراء ومحللين.
برزت أصعب التحديات خلال العام 2020 بحالة العداء التي تفاقمت مع جبهة تحرير تجراي، وانتهت بهزيمتها في مقلي، وتقهقر قواتها ومليشياتها بالجبال.
ووصف آبي أحمد الهجوم العسكري بأنه أقصر عملية تمت بنجاح في العالم بمهنية الجيش الإثيوبي.
سرطان المشاكل في إثيوبيا
وقال المحلل السياسي الإثيوبي، إلياس كبدي، إن أبرز التحديات التي واجهها آبي أحمد كانت هزيمة جبهة تحرير تجراي، فهي من أعقد وأكبر المشاكل التي واجهت الدولة .
وأشار إلى أن لولا قدرة صاحب جائزة نوبل لكانت البلاد في مفترق طرق والانزلاق نحو حرب أهلية، بل وانتهاء الدولة الإثيوبية، أو على الأقل انفصال الإقليم.
وأضاف كبدي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه لا يوجد ما هو أخطر من ذلك التحدي، فمعضلة جبهة تحرير تجراي الأكثر تعقيدا وخطورة.
وأوضح أنها مجموعة أمسكت بمفاصل أركان الدولة الإثيوبية السياسية والاقتصادية والأمنية لفترة طويلة، ولم يستطع أي أحد الاقتراب منها طيلة الـ27 عاما التي تربعت فيها على عرش الحكم.
ويرى كبدي أنه عندما تفاقم العداء بين الجبهة وآبي أحمد أشفق الشعب الإثيوبي ودول كثيرة بالمنطقة عليه.
فهو تسلم السلطة قبل عامين، ويحاول جاهدا حلحلة مشاكل تنوعت ما بين القبلية والدينية وانعدام الاندماج الوطني، وكلها مشاكل تجذرت بفعل الجبهة أثناء قيادتها للمشهد، وفق المحلل الإثيوبي.
وشدد كبدي، على أن هزيمة جبهة تحرير تجراي في الحرب أعادت الثقة للشعب في أمل العيش تحت كنف الدولة الموحدة التي كانت قاب قوسين من الانهيار والتفكك.
وحول التحديات الأخرى التي واجهت آبي أحمد، قال إنها قليلة للغاية مقارنة بخطر جبهة تحرير تجراي، سوى "جماعة أونق شني" المسلحة بإقليم أوروميا.
تصاعد النزعة الإثنية
المحلل الإثيوبي جمال أحمد يرى أن بلاده مقبلة على مرحلة جديدة سيكون عنوانها التنمية وعودة الثقة للاندماج الوطني بين مختلف القوميات والشعوب الإثيوبية التي مزقتها سياسة فرق تسد.
وتابع، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن التطرف السياسي المتمثل في تزايد النزعة الإثنية الذي برز خلال العام كان هو الآخر من العقبات أمام آبي أحمد.
وأثنى على نجاحه في مهمة تنفيذ إصلاحاته في بلد يقوم على فيدرالية إثنية أفقدت إثيوبيا خلال الـ27 الماضية مسألة الاندماج الوطني وانعدامها بين القوميات الإثيوبية بفعل الساسة.
وتابع المحلل الإثيوبي أن الجهود، التي بذلها آبي أحمد، في إعلاء قيم الاندماج والوحدة فتحت آمالا عريضة باستعادة الاندماج الوطني للقوميات والشعوب الإثيوبية.
وامتدح أحمد جهود رئيس الوزراء الإثيوبي في هذا الصدد، وقال إنها بحاجة إلى دعم سياسي من مختلف الأحزاب السياسية والمجتمع لتحقيقها.
كما أشار إلى أن ما تبقى من قضايا قليل جدا بالمقارنة بما ذكر، وهي إجراء الاستحقاق الانتخابي، والانتقال من الوضع الحالي إلى التحول الديمقراطي عبر التأسيس لنظام تعددي.
ويستشرف المحلل الإثيوبي بالعام المقبل بالقول: ثمة بشريات تطبيق السلام الإثيوبي الإريتري الموقع في يوليو/تموز 2018 على أرض الواقع بعد هزيمة جبهة تحرير تجراي.
ويرى أن تطبيق الاتفاق على أرض الواقع سيمثل نقلة كبيرة في انفراج العلاقات التي تجمدت بسبب الجبهة ومواقفها وعدائها لآبي أحمد، مضيفا أن هذا الاتفاق التاريخي سينعكس على شعبي البلدين.
وتوقع عدة إجراءات، بعد تشكيل الإدارة الحكومية الجديدة في مقلي، بينها فتح الحدود واستئناف التجارة بين البلدين التي ستخلق فرص عمل حقيقية وفائدة مشتركة للشعبين.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA== جزيرة ام اند امز