فشل انقلاب إقليم أمهرة الإثيوبي.. القصة الكاملة
محاولة انقلاب فاشلة في إقليم أمهرة شمال إثيوبيا أسفرت عن مقتل 7 واعتقال 178 متورطا.
"مجموعة من العناصر المسلحة غير المعروفة حاولت الاستيلاء على المقر الرئيسي لحكومة إقليم أمهرة شمالي البلاد"، بهذه الكلمات أعلن نغوسو طلاهون، السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عن أول خيوط عملية الانقلاب الفاشلة.
وأشار السكرتير الصحفي لآبي أحمد إلى أن السلطات ستكشف عن ملابسات محاولة الانقلاب الفاشلة لاحقاً بعد حسم الأمور.
التقرير التالي يرصد تسلسل الأحداث لمحاولة الانقلاب الفاشلة.
بداية التحرك
إقليم أمهرة الواقع شمال إثيوبيا يعد ضمن الأقاليم الإثيوبية التسعة ويتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن النظام الفيدرالي المتبع في إثيوبيا.
مساء السبت 22 يونيو/حزيران الجاري، اقتحمت مجموعة مسلحة غير معلومة الهوية مكتب رئيس ولاية أمهرة بالتوازي اقتحمت مجموعة أخرى مكتب مستشاره.
تسارعت وتيرة الأحداث بشكل كبير، وخلال الساعات الأولى من فجر الأحد قُتل رئيس أمهرة ومستشاره في تبادل لإطلاق النار مع مجموعة أخرى كانت تحاصر مقر الولاية من الخارج.
كما قطعت خدمة الإنترنت عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة بالإقليم الإثيوبي، ولم تسلم عاصمة الولاية بحر دار من العنف، إذ استمر إطلاق النار لمدة 4 ساعات ثم توقف.
وفي التوقيت نفسه قتل الجنرال المتقاعد "جيزاي ابيرا"، ورئيس الأركان الإثيوبي "سيري ميكونين" أثناء وجودهما في منزل الأخير في أديس أبابا، على يد حارسه الشخصي.
البيان الحكومي
صباح الأحد، ظهر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بالزي العسكري؛ ليعلن فشل محاولة الانقلاب في إقليم أمهرة.
واتهم آبي أحمد في البيان الذي بثه التلفزيون الرسمي جهات مأجورة بتدبير محاولتي الانقلاب واغتيال رئيس هيئة الأركان الإثيوبي.
ولفت إلى أن هذه الجهات المأجورة حاولت خلال الـ30 عاما الماضية القيام بعمليات عدة فاشلة ولن تنجح مستقبلاً.
وأكد أن الوضع في البلاد والإقليم تحت السيطرة، مناشداً الإثيوبيين التعاون مع الحكومة، لتقديم كل المعلومات للقبض على المتورطين في هذه الأحداث.
مطاردة المتورطين
تشكلت قوى أمنية مشتركة من الجيش والشرطة لمتابعة الأوضاع في الإقليم؛ حيث تم القبض على العميد تفرا مامو، قائد القوات الخاصة في أمهرة، لتورطه في محاولة الانقلاب.
وجاء القبض على قائد القوات الخاصة في الإقليم، عقب الإعلان عن مقتل الجنرال أسامنيو تسيجي، مدبر محاولة الانقلاب، متأثراً بجراح أصيب به خلال ملاحقة أمنية له، فيما أعلن مفوض الشرطة مقتل 7 واعتقال 178 متورطا في الانقلاب الفاشل.
وعقب الانتهاء من إعلان تفاصيل الانقلاب الفاشل، أعلن البرلمان الإثيوبي، الإثنين، يوم حداد عام على أرواح الضحايا، وقرر تنكيس الأعلام في جميع مؤسسات الدولة.
وبعد ساعات من كشف عناصر الانقلاب الفاشل، أعلن، الإثنين، وفاة النائب العام في إقليم أمهرة متأثرا بإصابته خلال تلك المحاولة.
وبالعودة إلى الوراء أسبوعاً واحداً، نشر "أسامنيو" مقطعاً مصوراً حث فيه إلى أبناء العرق الأمهري بحمل السلاح.
وتؤكد هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة ما تتعرض له إثيوبيا من محاولات خبيثة للنيل من جهود رئيس الوزراء آبي أحمد في استعادة السلام والاستقرار لبلاده ومنطقة القرن الأفريقي.
ولا عجب أن تواجه جهود آبي أحمد الإصلاحية وسعيه نحو السلام في المنطقة تحركات من جهات لا يتوقف سعيها عن إثارة القلاقل، ويضرها التقارب الإثيوبي مع جواره الأفريقي والعربي، وبناء جسور التعاون مع محيط أديس أبابا الاستراتيجي.
ونجح آبي أحمد خلال عام من توليه إدارة حكومة بلاده في القيام بثورة إصلاحية داخليا وعلى مستوى السياسة الخارجية لبلاده، إذ تمكن خلالها من إحداث تغييرات رسمت ملامح مستقبل ليس إثيوبيا فقط، بل مستقبل منطقة القرن الأفريقي.